في الوقت الذي تترنح فيه أقطار العرب جراء خمر أفسده التعتيق.. في المرحلة التي تسعى فيها أصغر اليابسات العربية لفتق ما تبقى مما كنا نرضى به يومًا كصف عربي مشقوق.. في الفترة التي تخرج فيها أحشاء أمعاء سوري برصاصة محظورة.. وتنشق فيها رأس يمني بلغم أرضي.. ويغتال فيها تونسي بخرطوشة مجهولة.. ويتصارع فيها فلسطيني مع فلسطيني.. ويفجر شاب مصري نفسه مهرولًا نحو جنة غير معلومة.. في ذلك الوقت الذي تبحث فيه تلك الدول السكارى سياسيًا عن لحظة ثبات لتشعر بالاستقرار.. مرت ذكرى نكبة فلسطين.
66 عامًا من الحرب والسلام، 66 عامًا من الجواسيس والزيارات الرسمية، 66 عامًا من الدسائس والمعاهدات.. ننسق معهم وينسقون.. ونرحب بهم ويرحبون.. ويكيدون لنا ونكيد..
إسرائيل متيقنة أنها لم ولن تعيش أجواء الدولة مع جيرانها إلا بالمرور من بوابة مصر. دع المعاهدات تفند ما تريد من البنود. خلافهم مع فلسطين حلوله على منضدة في مبنى المخابرات بكوبري القبة، حلمهم بدخول باب التطبيع الشعبي مع العرب مفتاحه في خزينة بقصر الاتحادية .أيًا من كان الرئيس. الأوراق تقول إنها دولة.. الواقع يقول إنه إقليم فلسطيني متنازع عليه داخل أراض عربية فشل أصحاب الأرض في «الاتفاق» فيما بينهم على «الاتفاق» مع من سرقهم ليعيدوا لأنفسهم ما سُلب منهم.
الأرقام الصادرة من دائرة الإحصاء المركزية بإقليم إسرائيل، والتي نشرها موقع المصدر، تؤكد ما سبق، بل وتشير بوضوح إلى أننا أمام إقليم صغير بدأ قبل 66 عامًا بـ806 آلاف مواطن فقط، إلى أن بلغ تعداد سكانه في 2014، 8 ملايين و180 ألف نسمة، أي أقل كثيرًا من نصف تعداد سكان القاهرة البالغ 22 مليون نسمة.
المعلومات المتاحة حول «إقليم إسرائيل» الفلسطيني مثيرة للتأمل، وتحديدًا الـ11 معلومة التالية لما تحمله بين سطورها من تفاصيل حياتية بعيدًا عن حديث القوة أو الدبلوماسية، خاصة لما تمثله الفترة الآنية.
1- يبلغ تعداد السكان اليهود في «إقليم إسرائيل» الفلسطيني ما يقرب من 6 ملايين و135 ألف يهودي يشكّلون 75% من مجموع سكان «الإقليم».
2- يبلغ تعداد السكان العرب في «الإقليم» نحو مليون و694 ألفًا، أي ما يمثل نسبة 20.7% من التعداد العام، بينما يبلغ تعداد كل من المسيحيين غير العرب، وأبناء الطوائف الأخرى، وفاقدي الانتماء الديني، طبقًا لوزارة الداخلية لـ«إقليم إسرائيل»، نحو 351 ألف نسمة، يشكلون 4.3% من التعداد العام.
3- بدأ «إقليم إسرائيل» الفلسطيني عام 1948 بمدينة تل أبيب، وكان يعيش بها أكثر من 100 ألف نسمة، أما اليوم، فهناك 14 مدينة يبلغ عدد سكان كل منها أكثر من 100 ألف نسمة، من بينها 6 مدن يبلغ تعداد سكان كل منها أكثر من 200 ألف نسمة، هي القدس، تل أبيب، حيفا، ريشون لتسيون، أشدود، وبيتح تكفا.
4- بلغ عدد العائلات في إقليم إسرائيل عام 2012 نحو مليون و870 ألف عائلة، منها مليون و490 ألف عائلة يهودية، بما يمثل 80% من التعداد العام، بينما يصل عدد العائلات العربية إلى 324 ألف عائلة بما يمثل نحو 1% من التعداد العام للعائلات.
5- يصل متوسط عدد أفراد العائلة بـ«إقليم إسرائيل» الفلسطيني إلى 3.72 فرد، 96% من أزواج هذه العائلات متزوجون رسميًا أما الباقي فهم يعيشون سويًّا دون زواج، ويصل عددهم إلى ما يقرب من 69 ألف زوج.
6- تأتي المشكلة لدى سكان إقليم إسرائيل الفلسطيني في نسبة إنجاب العائلات العربية المرتفعة والتي يتجاوز عدد الأبناء فيها أكثر من ضعفين. أي أكثر من أربعة أولاد فما فوق. بالمقارنة مع نسبتها في شريحة العائلات اليهود.
7- أكثر المهن التي تبحث عن عماله في «إقليم إسرائيل» عام 2013 هي مهنة «الجرسون»، ويصل عدد الوظائف الشاغرة إلى نحو 4 آلاف و600 وظيفة، تأتي بعد ذلك مهنة البائعين في المحال والتي تصل إلى 3 آلاف و200 وظيفة شاغرة، وأخيرًا العاملون في المنازل والمؤسسات والتي يصل عدد الوظائف الشاغرة فيها إلى 2680 وظيفة.
8- بلغ متوسّط الأجور في العام للعمّال الإسرائيليين في بداية عام 2014 ما يقرب من 18 ألفا و620 جنيها مصريا، بمتوسط شهري 1550 جنيهًا.
9- بلغ عدد العمال الإسرائيليين في السوق مع بداية عام 2014 نحو 3 ملايين و222 ألف شخص، أي أن عدد العمالة أقل من عدد العاطلين في مصر.
10- تتصدر صناعات التعدين والمحاجر قائمة الأجور بـ«إقليم إسرائيل»، مع متوسّط راتب سنوي يقترب من 49 ألفا و700 جنيه مصري، بمتوسط شهري 4141 جنيها مصريا، وفي المركز الثاني تأتي صناعات المعلومات والاتصالات بمتوسّط راتب شهري 35 ألفًا و336 جنيها مصريا.
11- وصل عدد المهاجرين إلى «إقليم إسرائيل» منذ بدايته نحو 3 ملايين و200 ألف مهاجر، 41% منهم وصل بعد عام 1990، أي أقل من تعداد سكان شبرا. ويعتبر عام 2013 هو الأكثر صعودًا في عدد المهاجرين من فرنسا، بعد أن وصل ما يقرب من 3000 مهاجر، بمعدل نمو في الهجرة بلغ 43% بالمقارنة بعام 2012.
12- يسير في شوارع إقليم «إسرائيل» ما يقرب من 2 مليون و851 ألف سيارة ما بين خاصة وعامة ونقل، وتعد اليابان أكثر السيارات المنتشرة خاصة موديلات «مازدا، سوبارو، ميتسوبيشي، تويوتا، سوزوكي، وهوندا»، وتمثل نسبة السيارات اليابانية من إجمالي السيارات 33.7%، وتأتي كوريا الجنوبية في المركز الثاني بـ12.9%.