نقلت صحيفة «النهار» اللبنانية عن المرصد السوري لحقوق الانسان، أن الجيش السوري النظامي مدعومًا بمقاتلين من «حزب الله» اللبناني، بدأ هجومًا في اتجاه مدينة يبرود السورية القريبة من الحدود اللبنانية بعد السيطرة على قرية الجراجير القريبة منها.
وفي الوقت ذاته، لفتت الصحيفة إلى أجواء مفاوضات مؤتمر «جنيف 2»، الأربعاء، كانت تشير إلى أنها على حافة الانهيار وأن الجلسة لن تنعقد والسبب في ذلك رفض الفريق الحكومي المشاركة في مناقشة البند المتعلق بهيئة الحكم الانتقالي من جهة، وإصرار فريق الائتلاف المعارض على مناقشته في هذه الجلسة، لكن جهودًا دبلوماسية روسية حثيثة حالت في اللحظة الأخيرة فشل عقد المفاوضات الثنائية.
وقال عضو وفد المعارضة، عبدالأحد اصطيفو، لصحيفة «النهار»، إن الفريق الآخر لم يأتِ إلى جنيف من الأساس من أجل التفاوض بشكل جدي، وكل ما يريده من هذه المفاوضات هو تقطيع الوقت.
وعلمت «النهار» أن «أجواء التشاؤم ظهرت عقب، جلسة الثلاثاء، مع تصاعد حدة الموقف السوري الرسمي من مجرى عملية التفاوض، ومن المحاولات التي جرت للالتفاف على وثيقة «جنيف 1» من خلال الإصرار على مناقشة البند المتعلق بالهيئة الانتقالية، ومن الاقتراح الذي تقدم به الممثل الدولي الخاص بسوريا، الأخضر الابراهيمي، الداعي إلى إجراء حوار بالتوازي بين البندين الخلافيين»، مما اعتبره وفد النظام السوري تحولاً في الموقف الأممي عن مهمة الوسيط الحيادية.
ودخلت الدبلوماسية الروسية على الخط من خلال اتصالات بين الفريقين الروسي والسوري وبنتيجة هذه الاتصالات، وجهت الدعوة على عجل إلى الفريقين السوريين للتوجه إلى قاعة التفاوض.
ووفقًا للصحيفة، فإن جلسة المفاوضات، الأربعاء، كانت تكرارًا للجلسات السابقة، وجدد الطرفان مواقفهما السابقة من الأولويات في تطبيق وثيقة «جنيف1»، وعلمت «النهار» أن الوفد الحكومي قدم خلال الجلسة وثائق تفند ما جاء في الورقة التي قدمتها المعارضة السورية في جلسة الثلاثاء عن الأعمال الإرهابية التي قام ويقوم بها النظام السوري داخل وخارج سوريا، في حين قدم وفد الائتلاف رؤيته لتشكيل الهيئة الانتقالية ومهمات هذه الهيئة وعلاقتها بالمؤسسات السورية لاحقًا كالمؤسسة العسكرية والأجهزة الأمنية «التي ستقوم بدورها في مكافحة الإرهاب وإعادة الأمن والاستقرار إلى سوريا بعد تأهيلها وفقًا لمعايير حقوق الإنسان الدولية».
وفي المقابل، جدد نائب وزير الخارجية السوري، فيصل المقداد، الموقف النظامي بأن الطرح الذي قدمه «الإبراهيمي»، هو طرح وهمي فوثيقة «جنيف1» تطبق كما جاء في وثيقة «جنيف 1» وأي ابتعاد عن هذا الموقف هو تعدٍ على وثيقة جنيف ونحن جاهزون لمناقشة كل البنود كما جاء في هذه الوثيقة.
وفي نيويورك، نقل دبلوماسيون غربيون عن المندوب الروسي الدائم لدى الأمم المتحدة، السفير فيتالي تشوركين، أن بلاده مستعدة لمناقشة مشروع قرار في مجلس الأمن يتعلق بالأوضاع الإنسانية في سوريا، لكنه رفض النص الذي اقترحته لوكسمبورج وأستراليا والأردن قبل يومين.
وقال دبلوماسي غربي، طلب عدم ذكر اسمه، إن مشروع القرار يشمل تطبيق البيان الرئاسي الذي أصدره المجلس في 2 أكتوبر 2013، وإنهاء حالات الحصار لعدد كبير من المناطق، وفرض هدنات إنسانية، وإيصال المساعدات الإنسانية.
ورفض الدبلوماسي الغربي المنطق الروسي والصيني، الذي يدعو إلى التريث في المسار الإنساني بذريعة أنه يؤثر سلبًا على المفاوضات السياسية المنعقدة في جنيف.