قال نبيل العربي، الأمين العام لجامعة الدول العربية، الأربعاء، إن كل الدول أخذت علمًا بخطاب مصر لها بشأن إعلان جماعة الإخوان المسلمين «جماعة إرهابية»، مضيفًا: «هناك اتفاقية موقعة لمكافحة الإرهاب».
وتحدث «العربي»، في حوار مع صحيفة «الشرق الأوسط»، عن تطورات الوضع في مصر، بقوله إنه «لديها (مصر) مؤسسات وبرلمان منذ 150 عامًا، وأعتقد أن خطوات خارطة الطريق عندما تكتمل ستؤدي إلى وضع جديد على طريق الديمقراطية والحكم الرشيد والتغيير، الذي يتواكب مع تطورات المرحلة، وكذلك بالنسبة لتونس، والجزائر لديهما انتخابات في أبريل، والعراق أيضا، إذن هناك أوضاع جديدة تنمو وتظهر وستؤدي كلها إلى الاستقرار».
وعن العلاقات الإيرانية المصرية، لفت إلى أنه أخبر وزير خارجية إيران، جواد ظريف، أن «العلاقة مع مصر تتوقف على موضوع التدخل»، مضيفًا: «ذكرت له أن شيخ الأزهر له موقف واضح ولا يرغب في أي محاولات تشيع».
من ناحية أخرى، شدد على أن الجامعة العربية لم تستدعِ قوات «الناتو» في ليبيا، وأوضح: «أنا كنت وقتها وزيرًا للخارجية في مصر، وإنما وجدت الجامعة أن هناك مخاوف من حدوث عنف من قبل النظام الليبي ضد المدنيين من خلال استخدام الطائرات، وبالتالي طلبت الجامعة فرض حظر جوي على ليبيا، وعندما ذهب الموضوع إلى الأمم المتحدة تطور الموضوع إلى تدخل عسكري، لكن الجامعة لم تطلب ذلك».
وتابع: «الجامعة العربية لم تستدعِ (الناتو)، وكنت وقتها وزيرًا للخارجية كما ذكرت، وكان التصويت خلال اجتماع وزراء الخارجية حول هذا الموضوع شديد الصعوبة، ووافقت بصعوبة بعد موافقة المجلس العسكري الحاكم في مصر وقتها».
واستطرد: «كان المجلس العسكري متخوفًا من تطور الموقف كما حدث، وأن يتحول فرض الحظر الجوي إلى التدخل العسكري كما حدث، وفي الحقيقة كانت الموافقة حول الحظر الجوي فقط».
في الوققت نفسه، كشف عن اتصالات دائرة لتنقية الأجواء العربية، لكنه رفض الخوض في مضمونها حتى تنجح أو تفشل.
وقال إنه لا يتوقع أن يحدث تغيير كبير في الجولة الثانية من مفاوضات «جنيف 2» الخاصة بالأزمة السورية والجارية حاليًا، داعيا إلى تنفيذ نص هدف الدعوة إلى جنيف، وهو تشكيل الهيئة الحكومية الانتقالية، لأنه من دون ذلك ليس هناك حل في سوريا.
وحذر من أن الحكومة السورية تكسب وقتا و«سنجد أنفسنا في مرحلة معينة قد فقدنا المسار»، حسب قوله، وأضاف: «سوريا تحطمت ولا أدري كيف سيجري بناؤها بعد ذلك».
وأشار في الحوار، الذي يأتي قبل أيام من زيارته للكويت لاستكمال الإعداد للقمة العربية، إلى أن المملكة العربية السعودية تقدمت بمشروع قرار إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة لإدخال المساعدات الإنسانية إلى سوريا.
كما شمل الحديث الجهود، التي تبذلها الجامعة العربية حاليًا بالتعاون مع دولة الكويت للإعداد الجيد للقمة العربية، التي تعقد خلال مارس المقبل.
وقال إن «هذه القمة لها وضع مختلف من وجهة نظري، لأنه منذ هبوب رياح التغيير في المنطقة تبين أهمية تجديد الجامعة العربية لنفسها».
وأشاد بالنشاط الدبلوماسي لدولة الكويت تحت قيادة الشيخ صباح الأحمد الصباح، أمير الكويت، وبالاجتماعات، التي عقدت هناك للدول المانحة لسوريا والقمة العربية الأفريقية.
كما تطرق الحوار إلى ما يحدث في ليبيا واليمن وتونس ومصر، وطالب بضرورة إقامة مشروع قومي عملاق يلتف حوله العالم العربي وشعوبه.
وتحدث عن توابع ما يسمى النظام الدولي الجديد ومخاضه، الذي لم تتحدد ملامحه بعد، وقال إن حالة العجز في التعامل مع القضايا العربية المزمنة تعاني منها كل المنظمات الدولية، إلا أنه حدد آليات جديدة كي تتمكن الجامعة العربية من القيام بمسؤولياتها.