وصفت مجلة«ايكونومست» البريطانية، انتشار ارتداء الحجاب في مصر بأنه " أكثر تعقيداً" مقارنة بباقي الدول، خاصة أن مصر في مرحلة الاشتراكية لم تكن تشهد إلا قليلاً من المحجبات، قبل فترة السبعينات والثمانينات التي فرض فيها الإسلام السياسي نفسه على الواقع المصري، واعتبره الكثيرون علامة على التقوى والمحافظة الزائدة، لافتة إلى أن انتشار الزي الإسلامي كان له فوائد عملية، إذ أنه مكن المرأة من العمل جنباً إلى جنب بجوار الرجل دون جذب الازدراء من أقاربها الذكور، وهو الأمر ذاته في بعض مناطق تركيا حيث سهل ارتداء المرأة" الوشاح" العمل في الأماكن العامة، ونوهت المجلة عن الحجاب أصبح يتمتع بالـ"شعبية" في مصر، مدللة على ذلك بتزايد محلات بيع" الايشاربات" المزينة والمرصعة في شوراع القاهرة، فضلاً عن محلات بيع الحقائب والمكياج والأحذية الخاصة بالمحجبات، بالإضافة إلى تزايد صدور مجلات الموضة الخاصة بالمحجبات.
واعتبرت«ايكونومست» أن مسألة ارتداء النقاب في مصر لا تزال مثيرة للجدل مقارنة بالحجاب، خاصة بعد فتوى الدكتور «سيد طنطاوي» شيخ الأزهر السابق، بأنه ليس فرضاً، بالإضافة إلى قرار رؤساء الجامعات بمنع الطلاب المنتقبات من دخول الجامعة، ولفتت المجلة إلى أن السياسية تلعب دوراً هاما في هذا الشأن في مصر، قائلة إن الذين يضغطون من أجل السماح بارتداء النقاب متحمسين لتبني"السلفية"، وهو الأمر الذي يثير" قلقاً " حتى عند جماعة الإخوان، المعارض الإسلامي الرئيسي في مصر، حيث أن شن حملة ضد النقاب من شأنه أن يكون وسيلة للحكومة لتكميم هذه الجماعة.
وقالت المجلة إن ارتداء "الحجاب" في الدول الإسلامية لا يعني بالضرورة "التحفظ" في أسلوب الحياة، مدللة على ذلك بوضع المرأة المسلمة في تركيا إذ لا يرتبط تغطيتها لشعرها بسلوكيتها المتحررة، وأَضافت المجلة في تقرير لها اليوم، أن هناك الكثير من النساء في العالم الإسلامي وليس في الدول الغربية فحسب، لا يكون أمامهن اختيار لارتداء الملابس" الشرعية" الإسلامية لأسباب تتعلق بالحرية الدينية أو السياسية، وخاصة في الدول الإسلامية التي يتم فيها منع ارتداء الحجاب إما لأسباب قانونية أو علمانية مثل تونس وتركيا.
وأوضحت المجلة أن ارتداء " الحجاب" وربما " النقاب" يختلف من دول إسلامية إلي أخرى، خاصة في منطقة الشرق الأوسط، مقارنة بين الزي الإسلامي للمرأة الموجود في السعودية وإيران، ومثليه في تركيا ومصر.