x

أوباما يسعى إلى تجنب الانتقادات بعد تصريحاته المؤيدة لبناء مسجد قرب موقع هجمات سبتمبر

الإثنين 16-08-2010 00:46 | كتب: وكالات |
تصوير : أ.ف.ب

أثار «تأييد» الرئيس الأمريكى باراك أوباما لإقامة مسجد ومركز إسلامى قرب موقع برجى مركز التجارة العالمى اللذين دمرا فى هجمات 11 سبتمبر 2001 فى نيويورك، جدلا شديدا فى الولايات المتحدة ما حمل الرئيس الأمريكى على القيام بتوضيح والتشديد على أنه كان يتحدث عن مبادئ وليس عن قرار إقامة المسجد.

وتطرق أوباما للمرة الأولى علنا إلى هذه القضية التى تثير جدلا كبيرا الجمعة الماضية خلال إفطار رمضانى فى البيت الأبيض، حيث أكد أن المسلمين «لديهم الحق فى ممارسة شعائرهم الدينية شأنهم شأن أى شخص آخر فى هذا البلد. وهذا يتضمن الحق فى بناء مكان للعبادة ومركز دينى على ملكية خاصة جنوب مانهاتن». ورغم أن نص كلام أوباما يتضمن صراحة الحديث عن تأييده لمشروع بناء المسجد المقرر إقامته فى جنوب مانهاتن قرب مركز التجارة العالمى، إلا أنه سعى إلى إيجاد مبرر يتفادى به أى انتقادات فيما بدا تراجعا عن تصريحاته الأولى.

وبعد خطاب أوباما أبدت بعض أسر الضحايا السبت «ذهولها» لهذه البادرة التى تنطوى على مجازفة سياسية. وقالت إحدى المنظمات التى تمثل هذه الأسر أن الرئيس، بدفاعه عن هذا المشروع المختلف عليه، «اختار القول إن ذكرياتنا عن 11 سبتمبر عفا عليها الزمن وأن قدسية موقع جراوند زيرو (موقع برجى مركز التجارة العالمى) باتت من الماضى».

وخلال زيارة مع أسرته إلى خليج المكسيك لإظهار تضامنه مع سكان هذه المنطقة التى تضررت من كارثة التسرب النفطى، قال أوباما «فى هذا البلد نعامل الجميع على قدم المساواة ووفقا للقانون دون أى اعتبار للجنس أو للدين». وأضاف «لم ولن أتحدث عن مدى صواب اتخاذ قرار بناء مسجد هناك» بالقرب من موقع برجى مركز التجارة العالمى.

وأوضح «تحدثت تحديدا عن الحق المكفول للناس منذ تأسيس» البلاد، فى إشارة إلى دستور الولايات المتحدة الذى يضمن حرية العقيدة، مشددا على أن «هذا ما يعنيه بلدنا». وقال: «أعتقد أنه من المهم جدا، أيا كانت صعوبة هذه المسائل، أن نستمر فى التركيز على ما نحن عليه كشعب وعلى ما تمثله قيمنا».

وينطوى تدخل أوباما على مجازفة سياسية خطيرة مع اقتراب انتخابات التجديد النصفى التشريعية فى نوفمبر المقبل حيث إنه يتعارض مع غالبية الرأى العام الأمريكى، فقد أظهر استطلاع لشبكة «سى.إن.إن» الإخبارية ومركز «اوبينيون ريسرتش» نشر مؤخرا أن 68% من الأمريكيين يعارضون بناء هذا المسجد.

ولم تتوان المعارضة الجمهورية عن استغلال هذه الفرصة. واعتبر النائب الجمهورى بيتر كينج أن الرئيس «استسلم لآداب اللياقة» وأن المسلمين «يستغلون» حقوقهم و«يسيئون بشكل مجانى» إلى الكثيرين بهذا المشروع. بينما أشاد مركز العلاقات الإسلامية الأمريكية بتدخل أوباما معتبرا أنه «سيشجع الذين يحاربون العداء المتنامى للإسلام» فى البلاد.

وتبدى الكثير من الجمعيات التى تمثل المسلمين الأمريكيين قلقها إزاء شعور «متنام بالعداء للإسلام» مع اقتراب ذكرى 11 سبتمبر، التى تتزامن هذه السنة مع عيد الفطر. وطلبت من الشرطة الأمريكية تشديد تدابيرها الأمنية لتفادى أى أعمال عدائية ضد المسلمين فى هذه المناسبة.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية