x

«جراوند زيرو».. مسجد يطارده شبح ضحايا هجمات 11 سبتمبر

الجمعة 13-08-2010 02:00 | كتب: لبني محي الدين, علا عبد الله ‏ |
تصوير : أ.ف.ب

تواصلت الضجة التى أثارها اقتراح بناء «مسجد نيويورك» أو «جراوند زيرو» أو «موقع الصفر» كما هو معروف حاليا، بالقرب من موقع هجمات 11 سبتمبر 2001، ويتركز النزاع بين جبهتين أساسيتين هما: جبهة التأييد، المتمثلة فى عدد من المسؤولين والناشطين الأمريكيين، إلى جانب القيادات الإسلامية هناك، وجبهة الرفض التى يتزعمها النائبان الجمهوريان نيوت جريتش، وسارة بالين، وعدد من المسؤولين الأمريكيين الجمهوريين اليمينيين، ورابطة «مكافحة التشهير» اليهودية.

بالنسبة لجبهة التأييد، التى يتزعمها إمام أكبر مسجد فى الولايات المتحدة، الإمام فيصل عبدالرؤوف، فيعد بناء المسجد المقترح والمركز الإسلامى الملحق به رمزا للتسامح ومناهضة التطرف الدينى على المدى الطويل.

فى حين ترى جبهة الرفض - التى يتزعمها النائبان الجمهوريان، سارة بالين، المرشحة السابقة لمنصب نائب الرئيس، ونيوت جينجريتش، الرئيس الجمهورى السابق لـ«النواب»، وعمدة ولاية نيويورك السابق رودى جوليانى، فضلاً عن مجموعة «مبادرة الدفاع عن الحريات الأمريكية»، و«رابطة مكافحة التشهير» اليهودية وحركة «تى بارتى» - أن إنشاء المركز الإسلامى من شأنه إثارة مشاعر أسر قتلى ضحايا 11 سبتمبر، معتبرين الأمر «طعنة فى قلوبهم».

النزاع الحالى بين جبهتى التأييد والرفض اتخذ عدة أشكال، فقد استطاعت جبهة المعارضة بموجب دعوى قضائية كانت رفعتها ضد سلطات النقل فى نيويورك وفازت بها، البدء فى حملة لوضع ملصقات إعلانية على الأتوبيسات ضد بناء المسجد، من المتوقع تنفيذها بالفعل خلال الـ10 أيام المقبلة.

ويتضمن الملصق الإعلانى الذى صممته ودفعت تكاليفه «مبادرة الدفاع عن الحريات الأمريكية»، إحدى المنظمات التى تعارض تأثير الإسلام الراديكالى فى أمريكا، صورة «طائرة تحلق نحو برجى التجارة العالميين أثناء احتراقهما، وصورة للمسجد المقترح بناؤه بالقرب من موقع تفجيرات 11 سبتمبر، وارد به جملة :لماذا هنا تحديداً؟!».

كانت سلطات النقل فى نيويورك رفضت السماح بوضع الإعلان على وسائل النقل لعدم قبولها الآراء الواردة فى الإعلان، حسبما أوضحت كيفن أورتيز، المتحدثة باسم السلطة، إلا أن المبادرة رفعت ضدها دعوى قضائية أسقطت بها الرفض.

جبهة التأييد هى الأخرى، سعت إلى كسب المزيد من الدعم لبناء المسجد من خلال المسيرة التى نظمتها «مبادرة قرطبة»، التى يرأسها فيصل عبدالرؤوف، وتضم تحالفا من القيادات الإسلامية والمسيحية واليهودية، بولاية فيلادلفيا، حيث شارك فيها نحو 30 ناشطا من مختلف الديانات للدعوة إلى إنشاء المسجد بالقرب من موقع هجمات 11 سبتمبر.

«المسجد سيساعد الناس على معرفة المزيد عن الإسلام»، بهذه الكلمات عبر الحاخام أرثر واسكو، أحد المؤسسين لمبادرة قرطبة، أكبر الحاخامات اليهود الأمريكيين المعارضين للسياسات الإسرائيلية، عن مدى أهمية إنشاء المسجد، قائلا إنه يشعر بخيبة تجاه معارضة بعض الأمريكيين و«رابطة مكافحة التشهير» اليهودية لذلك، خاصة أنها تدعو إلى الحرية الدينية.

صحيفة «نيويورك بوست» الأمريكية، ترى أنه ربما تواجه حملة «عبدالرؤوف» لجمع 100 مليون دولار أمريكى لبناء المسجد، الرفض من قبل بعض «دافعى الضرائب» الأمريكيين، بعد اختياره للقيام بجولة قصيرة، مدعومة من موازنة الخارجية الأمريكية، إلى عدد من دول الشرق الأوسط مثل السعودية والإمارات والبحرين وقطر فى إطار برنامج الخارجية الأمريكية لتعزيز «المزيد من التفاهم» عن الإسلام والمجتمعات الإسلامية فى أمريكا.

تجنب الرئيس ذى البشرة السمراء الإدلاء بأى تصريحات تتعلق بتلك القضية حتى الآن، يعود إلى خوفه من أن يكلفه ذلك الكثير من شعبيته فى حالة تأييده هذه المسألة أو معارضتها، خاصة أن هذه القضية أصبحت أداة لكسب أصوات الناخبين خلال انتخابات التجديد النصفى لمجلسى النواب والشيوخ، وفقا لما رأته صحيفة «لوبوان» الفرنسية.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية