حذرت صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية من أن تصبح اليمن مأوى جديد لتنظيم القاعدة، موضحة أن الأمريكيين يشعرون بانزعاج كبير حيال هذا الأمر بعد وجودها الكبير في أفغانستان وباكستان.
وأكدت الصحيفة ـ في مقال افتتاحي بثته على موقعها على الإنترنت ـ على ضرورة اجتثاث حالة الفوضى هذه في اليمن بعد ما أخبر «عمر الفاروق عبد المطلب» المشتبه به بمحاولة فاشلة لتفجير طائرة ركاب أمريكية يوم عيد الميلاد السلطات الأمريكية بأنه ذهب إلى اليمن للحصول على أدوات تفجير وتدريب.
وقالت الصحيفة إن إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما تولي اهتماما كبيرا لليمن وكثفت في الشهور الأخيرة من عملياتها السرية ضد قوات القاعدة هناك، مشيرة إلى أن واشنطن ستقدم 70 مليون دولار خلال الأشهر الـ18 المقبلة لتجهيز وتدريب قوات الأمن اليمنية على عمليات مكافحة الإرهاب، وأنها قدمت معلومات تتعلق بالاستهداف وأسلحة إضافية ويحتمل صواريخ «كروز» وطائرات بدون طيار من أجل الهجمات التي تستهدف القاعدة.
وذكرت الصحيفة أن الرئيس اليمنى على عبدالله صالح يرغب ـ فيما يبدو ـ في التعاون طالما أن واشنطن لا تعلن بشكل كبير عن ذلك وذلك على الرغم من استشراء فساد وقمع داخل الحكومة اليمنية.
وأفادت بأن الإدارة الأمريكية تتطلع الآن إلى طرق لتعميق التعاون العسكري والاستخباراتي مع الحكومة اليمنية بشكل أكبر، لكن هذه البلاد تغوص في مشاكل كبيرة بما قد يجعلها على وشك الانهيار وهذا يعنى أن الولايات المتحدة وحلفاءها يتعين أن يتبنوا إستراتيجية أكبر من شأنها أن تتعامل أيضا مع المشاكل الاقتصادية والسياسية والاجتماعية في اليمن.
وتعد اليمن الدولة الأفقر في المنطقة وتواجه عصيانا في الشمال لديها معدل بطالة بلغ 40%، وبحسب مؤشرات فمن المنتظر أن يتضاعف عدد سكان قبل حلول عام 2035، ويتوقع خبراء أن ينفد النفط منها قريبا وهو المصدر الرئيسي لدخلها والمياه. وحذرت الصحيفة من أنه إذا لم يتم التعامل مع هذه المشاكل، فإنه لن يكون هناك أمل في هزيمة القاعدة.
على الصعيد الميداني، ذكر مسؤولون يمنيون أن قوات الأمن اليمنية اشتبكت أمس الأربعاء مع أشخاص يشتبه في أنهم أعضاء بتنظيم القاعدة، في محافظة «الحديدة» غربي البلاد.
وذكرت السلطات المحلية في المحافظة لوكالة الأنباء الألمانية أن الاشتباكات اندلعت إثر مداهمة رجال الشرطة منزلا يشتبه بأنه مخبأ لتنظيم القاعدة في مدينة «باجل»، القريبة من عاصمة المحافظة.
وقال مسؤولون إنه تم إلقاء القبض على مسلح، مشيرين إلى أنه يجري البحث عن العديد من المسلحين الآخرين.
يذكر أن الحكومة اليمنية شنت غارات جوية في الأسابيع الأخيرة على من وصفتهم بأنهم مسلحون على صلة بالقاعدة في جنوب البلاد، في الوقت الذي تقاتل فيه لإنهاء التمرد الشيعي في الشمال.
وفي سياق متصل، قال وزير الخارجية اليمني «أبو بكر القربي» إن بلاده تطالب إيران باتخاذ موقف واضح يدين تمرد الحوثيين في شمال البلاد.
جاء ذلك تعليقا على ما أعلنه وزير الخارجية السوري «وليد المعلم» من أن بلاده قامت بدور وساطة بين صنعاء وطهران، لكنها "أجهضت من قبل قوى إقليمية".
وأضاف القربي أنه "إذا لم تتخذ إيران ذلك الموقف، فلن يبقى أي مجال لبحث الموضوع".