هدد الدكتور «محمد حبيب» النائب الأول لمرشد جماعة الإخوان المسلمين، الذي لم يتم انتخابه ضمن أعضاء مكتب الإرشاد، في الانتخابات الأخيرة باستعداده الكامل للاستقالة من الجماعة من جميع المواقع التنظيمية التي يشغلها، وعلى رأسها عضوية مكتب الإرشاد العالمي وعضوية مجلس الشورى العام العالمي، في حال استمرت الإجراءات لاختيار المرشد القادم للجماعة.
وقال «حبيب» في بيان مقتضب له، اليوم الثلاثاء، من مقر إقامته الحالية في أسيوط يحمل عنوان «بيان إلى الإخوان في مصر والعالم»، إن هذا البيان لجميع أفراد جماعة الإخوان المسلمين على مستوى مصر وأقطار العالم لإبراء ذمتي أمام الله وأمام جميع من المخالفات التي شابت الانتخابات التي أجرتها الجماعة الأم في مصر».
وأضاف حسب نص البيان «أولاً إذا كان فضيلة المرشد العام وأعضاء مكتب الإرشاد مصرين على إنهاء الإجراءات الخاصة باختيار المرشد القادم بالمخالفة للنظم واللوائح الخاصة بالجماعة وهو ما يعرض الاختيار للطعن في مشروعيته مستقبلاً فإنني ومن منطلق حرصي على مصلحة الجماعة على استعداد لأعلن ما يلى:
أولاً: تقديم استقالتي من موقع النائب الأول للمرشد العام للإخوان المسلمين، ومن عضوية مكتب الإرشاد العالمى، وعضوية مجلس الشورى العام العالمى.
ثانياً: عدم رغبتى فى الترشح لموقع المرشد العام.
ثالثاً: لن أتخلى عن القيام بدوري في خدمة هذه الجماعة في أي موقع أو مجال أو ميدان».
وأكد «حبيب» في نهاية البيان أنه «إذا استجاب المرشد وأعضاء مكتب الإرشاد وتركوا الإجراءات تأخذ حقها ونصيبها ووقتها اللائحي فإنني على أتم الاستعداد لتحمل مسؤولياتى والقيام بدوري بما تفرضه اللائحة وأعراف الجماعة حيث إنني مازلت النائب الأول للمرشد وعضو مكتب الإرشاد والشورى العالمي».
ورفض «حبيب» الإدلاء بأي تصريح توضيحي حول البيان وأسبابه وعلمت «المصري اليوم» أن وفداً من مكتب الإرشاد توجه أمس للقاء «حبيب» للوصول معه لصيغة توافقية حول مطالبه التي أعلنها أكثر من مرة.
وقالت المصادر إن الدكتور «محمد سعد الكتاتنى» والدكتور «محمود حسين عضوى» مكتب الإرشاد قد التقيا «حبيب» في مقر إقامته بأسيوط، إلا أن اللقاء فشل ولم يتوصل الطرفان إلى صيغة توافقية وهو ما جعل «حبيب» يصدر بيانه الذي فاجأ جميع المصادر بمكتب الإرشاد.
أشار «حبيب» في بيانه إلى أنه سيصدر بياناً آخر تفصيلياً عن الأزمة.
ومن جانبه قال «عصام العريان» عضو مكتب الإرشاد، لـ«المصرى اليوم»: إن مكتب الإرشاد سينعقد اليوم للنظر في مطالب «حبيب» وبيانه المفاجئ.
وأكدت مصادر داخل الجماعة أن بيان «حبيب» موجه إلى إخوان الخارج وليس إلى إخوان مصر، نظراً لسيطرة مكتب الإرشاد الحالي على إخوان مصر، وأشارت المصادر إلى احتمالية أن يرسل المرشد العام وفداً جديداً من مكتب الإرشاد إلى أسيوط للقاء «حبيب» واحتوائه، بعدما تصاعدت نبرته الاحتجاجية، لاسيما أن «حبيب» استجاب في البداية لعدم التحدث إلى وسائل الإعلام للحديث عن الأزمة ومطالباته التي نقلها أكثر من مرة لمكتب الإرشاد.
يذكر أن «محمد حبيب» يعتبر نفسه حتى الآن هو النائب الأول لمرشد الإخوان وأن الانتخابات الأخيرة لم تخرجه من موقعه، نظراً لتسجيل رفضه قبيل إجراء الانتخابات الأخيرة بعدم جواز إجرائها حسب اللائحة الداخلية التي تنظم عمل الجماعة، وهو ما رفضه الدكتور «محمود عزت» الأمين العام، وأصر على إجراء الانتخابات التي لم تأت بحبيب عضواً بالمكتب ومن ثم عدم وجوده كنائب أول للمرشد العام.