x

محمد سلماوي الانتخابات والتعددية! محمد سلماوي الأربعاء 09-10-2013 00:07


من بين كل الاقتراحات الرامية إلى تعديل خريطة المستقبل التى أعلنتها القوى الوطنية يوم 3 يوليو الماضى، والتى نصت على إجراء الانتخابات البرلمانية أولاً ثم الرئاسية، أعجب من تلك التى تطالب بإجراء الانتخابات كلها فى يوم واحد، البرلمانية مع الرئاسية!!

ففى الوقت الذى يتجه فيه الرأى العام إلى الحد من السلطات غير المحدودة التى كانت لرئيس الجمهورية، ولا يريد المواطنون سيطرة اتجاه سياسى واحد على السلطتين التنفيذية والتشريعية، نجد البعض يقترح تغيير ترتيب الانتخابات الذى نصت عليه خريطة المستقبل بما يزيد من إمكانية سيادة الاتجاه الذى يحصل على الأكثرية بالبرلمان على موقع الرئاسة أيضاً.

إن اتجاهات الرأى العام تتغير من يوم إلى يوم، والمزاج الانتخابى السائد اليوم قد لا يكون هو السائد غداً، لذلك فالنتيجة التى قد تأتى بها الانتخابات البرلمانية قد لا يرى الناخبون ضرورة أن تمتد إلى موقع الرئاسة، بمعنى أنه إذا حصل اتجاه سياسى معين على أكثرية مقاعد البرلمان بحيث أصبح هو الأقرب لتشكيل الوزارة، فإن الرأى العام فى هذه الحالة قد يفضل إجراء توازن ما بين هذا الاتجاه السائد فى البرلمان وفى الوزارة واتجاه مغاير فى الرئاسة، وهذا لا يتأتى إلا من خلال الفصل الزمنى بين الانتخابات البرلمانية والرئاسية، بحيث تعرف نتيجة الأولى قبل أن تجرى الثانية، أما إجراء الانتخابات البرلمانية والرئاسية معاً فسيعكس حتماً مزاجاً انتخابياً واحداً هو المزاج السائد فى اليوم الذى تجرى فيه الانتخابات.

لقد عانى الشعب خلال العقود الماضية من سيطرة اتجاه سياسى واحد على الحياة السياسية، وجاء حكم الإخوان ليزيد من هذه السيطرة، والاتجاه العام الآن هو الحيلولة دون تكرار ذلك الوضع، وإجراء الانتخابات البرلمانية والرئاسية معاً إنما يعيدنا إلى سيطرة اتجاه واحد على البرلمان وعلى الوزارة وعلى الرئاسة، وهو ما يستحيل معه المضى قدماً فى الممارسة الديمقراطية التى تعتمد أولاً وقبل كل شىء على التعددية.
[email protected]

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية