x

أطفال غزة يستقبلون الشهر الكريم بـ«عبوات ناسفة» بدلاً من البمب

الثلاثاء 24-08-2010 08:05 | كتب: نفيسة الصباغ |
تصوير : other

رمضان جديد يهل على الفلسطينيين وسط خلافات حركتى فتح وحماس، وما بين الحزن للانقسام والواقع الصعب للحياة تحت الحصار يحيى الفلسطينيون الشهر الكريم، الخلاف بين الحركتين كان واضحا فى المنتديات المختلفة، لدرجة جعلت الزوار يتندرون على ما يحدث، فقال أحدهم «الله يعلم شو راح يصير فى رمضان يا خوفى أهل الضفة يصوموا فى يوم وأهل غزة فى يوم تانى والله قمة المسخرة بتكون»، وعلى «الملتقى الفتحاوى»- أحد المنتديات التى يؤيد زوارها حركة فتح، قال أحد زوار المنتدى مشيراً إلى حماس: «لنا ديننا ولكم دينكم»، وهو ما جعل شخصاً آخر يتندر قائلاً: «يعنى مافى صيام مع بعض»، وثالث يقول: «إحنا بغزة بنصوم على قمر سوريا وإيران وهم بالضفة يصوموا على قمر السعودية».

ومن بين خلافات «الفتحاوية» و«الحمساوية»، تطل ذكريات الشهر الكريم، فتروى «بنت فلسطين» كيف كانت تتعلم الصيام فى صغرها، وتبدأ الأسرة فى وضع الطعام قبيل الأذان، وتتركز عيون الصغار على أصناف المأكولات الشهية، دون أن يتمكنوا من لمس أى منها انتظارا لصوت المؤذن، فكان الجميع يدعون الله متمنين أن يستجيب دعاءهم، وكانت الدعوات الأبرز هى فك أسر الأهل من سجون الاحتلال، بينما هى كانت تدعو الله بأن يسرع الأذان.

وعلى ذكر الأطفال، ووسط الحصار على القطاع وتدهور الأوضاع الاقتصادية، وعدم قدرة الأهل على شراء الفوانيس وألعاب للأطفال قرروا ابتكار «البمب والصواريخ» الخاصة بهم، متحايلين على تلك الأوضاع ومستفيدين من الخبرات المحيطة بهم، فتحولت لعبهم إلى عبوات متفجرة صغيرة بدلاً من البمب.

ومع اقتراب أذان المغرب ودخول موعد الإفطار تتعالى أصوات انفجارات صغيرة، فى البداية اعتقد الأهالى أن مصدرها هو إطلاق رصاص من قوات الجيش الإسرائيلى، أو قنابل يلقيها رجال المقاومة الفلسطينية على دوريات الاحتلال التى لا تفارق شوارع المدن الفلسطينية. لكنها كانت تأثيرات الأوضاع الاقتصادية والحرب المستمرة على الأطفال. ونقلت إحدى الصحف العربية عن الطفل خالد سليمان- 13 عاماً- ابن مدينة طولكرم، الذى كان أول من صنع عبوة من ابتكاره الخاص فى أول يوم من أيام رمضان وانتقلت «وصفته» بشكل سريع جداً بين أطفال المدينة. أن عدم توفر الأموال من قبل الأهالى للأطفال فى رمضان الجارى مثلما كان فى العام الماضى، دفعه إلى ابتكار نوع جديد من «المفرقعات»، يصنعه من مخلفات البيت، دون أن يكلف العائلة شيئاً. يصنع خالد مفرقعاته من مواد تنظيف موجودة داخل البيت مع كبريت وخيوط خاصة يجمعها معا فى أنبوبة عصير زجاجية، ويشعل فيها النار.

ورغم التخفيف الجزئى للحصار الإسرائيلى المفروض على القطاع، امتلأت المتاجر بالسلع الرمضانية، من حلوى وأنواع التمر والمخللات خاصة فى السوق الرئيسية فى مدينة غزة، التى كانت تفتقر إلى البضائع فى رمضان الماضى. لكن لايزال الأهالى فى القطاع يعانون من نقص السيولة والأموال، وأيضاً أزمة فى الطاقة بسبب نقص الكهرباء.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية