رفضت الولايات المتحدة الأمريكية خلال اجتماع لصندوق النقد الدولى الشهر الحالى مساندة قرار يبقى على الهيمنة الأوروبية على المجلس التنفيذى للصندوق الذى يضم 24 عضوا فى خطوة وصفها المراقبون بـ«غير المسبوقة» من جانب الولايات المتحدة لإجبار أوروبا على التخلى عن بعض نفوذها فى المجلس التنفيذى للصندوق لصالح الاقتصادات الناشئة.
قال الدكتور أحمد جلال، رئيس منتدى البحوث الاقتصادية، إن من الأولى للجانب الأمريكى البدء بنفسه والتنازل عن بعض سطوته على المجلس خاصة أنها تمتلك 17% من الأصوات، وتابع: إن ضغوط أمريكا لتقليل سيطرة أوروبا تكمن فى رغبتها فى زيادة قوتها.
وأشار إلى أنه بشكل عام فإن المطالب بإعادة توزيع حقوق التصويت فى المؤسسات الدولية الكبرى سواء صندوق النقد الدولى أو البنك الدولى تعكس التغير النسبى فى الأوزان الاقتصادية لدول العالم مع صعود الاقتصادات الناشئة مثل الصين، وتشير الدراسات إلى أنه بحلول عام 2040 ستسبق الاقتصاد الأمريكى وتحتل المرتبة الأولى عالميا، وبالتالى لا يمكن استمرار تجاهل تلك القوى الجديدة فى صنع القرار الاقصادى العالمى. وقال دبلوماسيون من عدة دول أعضاء فى الصندوق «رويترز» إن الولايات المتحدة شعرت بخيبة الأمل لرفض أوروبا اقتسام المزيد من الصلاحيات، فيما فشلت فى جهود تبذلها منذ فترة طويلة لخفض عدد مقاعد المجلس التنفيذى للصندوق من 24 إلى 20 فى إطار صلاحيات أوسع من شأنها أن تمنح القوى الاقتصادية الصاعدة قولا أكبر فى قرارات الصندوق بصورة تعكس تنامى نفوذها ورفض الجانب الأوروبى فكرة التنازل عن تسعة مقاعد يشغلها حاليا فى المجلس. فى الوقت الذى عبرت فيه اقتصادات ناشئة مثل تركيا عن اهتمامها بالحصول على مقعد فى المجلس التنفيذى للصندوق. وتعكس هيمنة الدول الأوروبية والولايات المتحدة على الصندوق النظام العالمى بعد الحرب العالمية الثانية الذى يواجه تحديات مع صعود دول مثل الصين. والمجلس التنفيذى أحد أهم أجهزة اتخاذ القرارات فى الصندوق. فقد وافق على قروض طارئة بمليارات الدولارات لدول هزتها الأزمة الاقتصادية العالمية ويشرف على طريقة إدارة الصندوق. وقال دومينيكو لومباردى، المدير السابق فى المجلس التنفيذى للصندوق، إن الخطوة الأمريكية خلال اجتماع المجلس فى السادس من أغسطس تعكس قضايا خلافية بين الطرفين أهمها قواعد السيولة الجديدة للبنوك العالمية وإصرار أوروبا على التقشف المالى فيما تؤكد واشنطن الحاجة إلى تأمين الانتعاش الاقتصادى قبل تطبيق سياسات متقشفة.
وقال لومباردى «إنها خطوة عدوانية تولدت عن إحساس قوى بالإحباط حيال ما تعتبره الولايات المتحدة عجزا أوروبيا عن تعزيز عملية إصلاح صندوق النقد الدولى». وقال مسؤول كبير فى وزارة الخزانة الأمريكية إن انتخابات المجلس التنفيذى للصندوق فرصة لبلورة سبل لتعديل تركيبة المجلس وجعله أكثر تمثيلا.