كشف الكاتب والسيناريست، وحيد حامد، عن أنه لاحظ أثناء إعداده مسلسل «الجماعة» وجود اختلافات فى الطبعة الأولى لكتب حسن البنا، مؤسس جماعة الإخوان المسلمين، عن الطبعة الأخيرة، موضحاً أن هناك بعض الأشياء قد تم حذفها من الطبعة الأخيرة.
وقال، فى حواره مع برنامج «منتهى السياسة»، الذى يعده ويقدمه الكاتب الصحفى محمود مسلم، ويذاع فى الثامنة من مساء غدا الاثنين على قناة المحور إن الجماعة تريد أن «تنقى» تاريخها، موضحاً أن «البنا» كان صادقاً فى كل ما رواه، وكان يذكر كل الأشياء حتى تلك التى تؤخذ عليه، ولكن بعض الإخوان الجدد «مش عايزين الحكاية دى»، بينما الحقيقة لا يخجل منها أحد.
واستطرد: «بالمنطق، بأى حق تأتى الجماعة أو بعض الشخوص فى الجماعة يقولون نشاهد المسلسل، طيب أنتم لا تمتلكون سنداً قانونياً، وبذلك تكونون ضد حرية الإبداع، وأنا ضد فرض وصاية مسبقة على الكاتب، وإذا كان لا يستطيع أحد من الكتاب أن يفرض وصايته على الإخوان.. طيب جايين تفرضوها علينا ليه».
وعن تزامن موعد عرض المسلسل مع انتخابات مجلس الشعب، قال «حامد»: المسلسل لم يكن «بيضة فى جوف دجاجة» تم وضعها فى يوم وليلة، أنا أعمل عليه منذ عام 2006.
وأضاف: لم ألتق بأحد من الإخوان بصفة رسمية، رغم أننى تربطنى علاقة ود مع بعض القيادات الإخوانية، ولكن الشخص الذى قابلته هو الدكتور محمد فريد عبدالخالق، وسألته فى الأشياء التى لم أجدها فى الكتب والمراجع، وعلمت فيما بعد أنه أخبر عصام العريان والدكتور عبدالمنعم أبوالفتوح بأمر المسلسل فى عزاء الدكتور عبدالوهاب المسيرى.. إذن المسألة لم تكن سراً.
وتابع: عندما قدمت «جمهورية عساكر» ـ عمل درامى ينتقد الحكومة والنظام الحاكم بشدة ـ لم يغضب أحد، وأذكر أن الدكتور عصام العريان اتصل بى، وكان سعيد جداً بما أكتبه فى هذا العمل، وهذا أكبر دليل على أننى أكتب ما أراه، وليس ما يملى على.. قد أخطئ وعندها سأصحح الخطأ، وقد أكون على صواب، وعندها سأتمسك به.
ولفت إلى أن كلمة «المحظورة» التى تطلقها الصحف القومية على جماعة الإخوان تمثل أكبر دعاية لهم، لأنها موجودة وتمارس نشاطها فى العلن. واستطرد: لقد سمعت وزير الداخلية يصف الجماعة الوصف الدقيق، وهى أنها «جماعة تم حلها»، ولا أريد أن أقول إنها الجماعة «المنحلة» حتى لا يؤخذ على أنه تعبير أخلاقى.
وتساءل «حامد»: «إيه فى الدين ناقص هما كملوه، وإيه فى الدين ما نعرفهوش هما عرفونا عليه»، أى دين لا يستطيع أحد أن يضيف إليه شيئاً أو ينتقص منه شيئاً، إنه دستور من ربنا لا يستطيع أحد أن يقترب منه.
وأشار إلى أن ما تشهده الساحة السياسية حالياً «مسألة عبثية»، وأن ما يجرى حالياً غير مقنع للمواطن البسيط قبل المواطن المدرك الواعى.
وأبدى حزنه على أن ثروة مصر فى أيد معدودة جداً ومتضخمة، وأصبحنا أسوأ من أيام الإقطاع، فالإقطاع كان ينصب فى ملكية الأرض فقط، ولكن حالياً الأرض والمليارات والمؤسسات الكبرى فى أيدى قلة، ولعن نظرية «نصف الكوب الملىء» التى ترددها الحكومة، قائلاً: «الله يخرب بيت دى نظرية»، وهذه النظرية موجودة فقط على «الورق» وفى القرية الذكية، فالحكومة الحالية لو جاءت لنا بكل القنوات الفضائية لكى نرى «نصف الكوب المليان»، فلن نراه مطلقاً.
وأضاف: شىء يؤثر فى نفسى أن الحكومات فى إسرائيل تتغير وتتبدل بين الحين والآخر، ولم تأت حكومة إلا وقدمت إنجازاً لدولة إسرائيل «أزالها الله»، بينما يحدث العكس لدينا، فما من حكومة إلا وأعادتنا للخلف، وحول ظاهرة وجود رجال أعمال فى الحكومة، أضاف «حامد»: بعضهم واخد الوزارة وجاهة «عنده الفلوس.. وناقصه الأبهة»، ولا أجد نموذجاً أو اثنين فقط يستحقان أن نقف أمامهما. وعن فيلم «العبارة»، أكد أنه تعرض لضغوط وعرضت عليه رشاوى حتى لا يكتب الفيلم.