وصل وفد دولي مستقل يضم 16 شخصية، من بينهم 5قضاة يترأسهم «كدستان توماشت»، إلى قطاع غزة، وذلك لمتابعة التحقيقات التي أوصى بها «تقرير جولدستون» حول الحرب التى شنها الجيش الإسرائيلي على قطاع غزة مطلع العام الماضي، وأسفرت عن استشهاد حوالى 1500 وإصابة 5000آخرين، معظمهم من الأطفال والنساء، بالإضافة إلى إلحاق دمار واسع بآلاف المنازل في القطاع.
وكان في استقبال الوفد الذي وصل غزة عبر معبر رفح البري أمس، الدكتور «أحمد يوسف» وكيل وزارة الخارجية بحكومة «حماس» المقالة فى غزة، ورئيس اللجنة الحكومية لكسر الحصار عن غزة، و«غازي حمد» رئيس الهيئة العامة للمعابر والحدود، وأعضاء من اللجنة الحكومية لاستقبال الوفود وكسر الحصار عن غزة، والعديد من الشخصيات البارزة بوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «الأونروا».
وأكد «أحمد يوسف»، أن زيارة الوفد لقطاع غزة تأتي استكمالاً لتحقيق القاضي الجنوب أفريقي «ريتشارد جولدستون» حول الحرب على غزة، وإعطاء مصداقية أكبر للتقرير حتى لا يبقى لإسرائيل أي ذريعة، مشيراً إلى أن الزيارة تأتي أيضاً لإحقاق الحق وإظهار الموقف الفلسطيني.
وأضاف أن الوفد، الذي يمكث في غزة 3أيام، سيلتقي بالعائلات وشهود العيان الذين تعرضوا لجرائم حرب إسرائيلية وشخصيات من «الأونروا»، إضافة إلى لقائه بالجهات والمؤسسات الحقوقية التي قامت بعمل مسح ميداني وإجراء تحقيقات إثر انتهاء الحرب، موضحاً أن الوفد سيقوم في أعقاب جولته واستماعه للشهادات بنقلها مرفقة بتقرير جولدستون إلى الجمعية العامة للأم المتحدة.
وأعرب يوسف عن أمله في أن تتم معاقبة إسرائيل عما ارتكبته خلال حربها على غزة وأن ينتصر القانون ويأخذ القضاء مجراه في التحقيق بكل شفافية ومصداقية واستقلال.
كانت حكومة حماس المقالة فى غزة سلمت الأمم المتحدة تقريرها الثاني لمتابعة توصيات تقرير لجنة التحقيق الدولية حول الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة التي ترأسها جولدستون.
وكانت الجمعية العامة ومجلس حقوق الإنسان طالباً إسرائيل والفلسطينيين بإجراء تحقيقات في انتهاكات قانون حقوق الإنسان والقانون الإنساني الدولي التي وقعت خلال الحرب على غزة في ديسمبر2008.
ورحبت «حماس» باللجنة، مؤكدة أنه سيتم التعامل معها بشكل مسؤول وفاعل لفضح جرائم الاحتلال بحقه، وأنه سيتم تسهيل مهامها لمقابلة الضحايا والشهود والمسؤولين ومنظمات المجتمع المدني.
ودعت «حماس» في بيان لها، اللجنة الأممية إلى ضرورة الإسراع بمحاكمة قيادات الاحتلال كمجرمي حرب في محاكم الجنايات الدولية وكذلك إلى أن تسهم نتائج هذه التحقيقات فى إنهاء الحصار الإسرائيلي على غزة ووقف جرائم الاحتلال ومجازره.
من ناحية أخرى، قالت مصادر فلسطينية إن السلطات الإسرائيلية سلمت اليوم الأحد رعاة فلسطينيين يقطنون منطقة الفارسية في الأغوار في الضفة الغربية إنذارات بهدم منازلهم.
وقال «عارف ضراغمة» رئيس المجلس المحلي في منطقة المالح والمضارب البدوية، إن الإنذارات سلمت لجميع أهالي الفارسية للمرة الثالثة في غضون شهر، موضحاً أن السلطات الإسرائيلية هدمت 120 منشأة لـ28 فلسطينياً قبل نحو شهر، ثم عادت وهدمت 6منازل إضافة إلى المنشآت التي تم إعادة بنائها من قبل السلطة الفلسطينية قبل أسبوعين.
وناشد ضراغمة المؤسسات الدولية المعنية بحقوق الإنسان التدخل لمنع إزالة منطقة الفارسية عن الوجود بهدف ترحيل سكانها من منطقة الأغوار والإستيلاء على أراضيها من قبل السلطات الإسرائيلية.
ويتهم الفلسطينيون إسرائيل بتصعيد إجراءاتها للسيطرة على منطقة الأغوار الحدودية المصنفة (ج) حسب اتفاق أوسلو عام 1993 وتهجير سكانها، علماً بأنها تشكل ما مساحته 26% من مساحة الضفة الغربية.
وتسيطر إسرائيل على ما مساحته 90% من أراضي الأغوار الحدودية مع الأردن، وهي تنظر إليها كمحمية أمنية، وتقول إنها تريد أن تحتفظ بالمنطقة ضمن أي حل مع الفلسطينيين الذي يرفضون ذلك تماماً.