أثار تصريح الدكتور محمد البرادعى، المدير السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية، بأن التعليم سيكون من أهم أولوياته، فى حال وصوله إلى كرسى الرئاسة، جدلاً بين الخبراء والمهتمين بالعملية التعليمية، فبينما رأى فريق منهم أن حديث البرادعى منطقى، اعتبره فريق آخر «فضفاضا» ودليلاً على عدم وجود أجندة أو خطاب سياسى لديه.
قال الدكتور محمد أبوالغار، الأب الروحى لحركة 9 مارس لاستقلال الجامعات، إن تصريح البرادعى دليل على منطقية تفكيره، موضحاً أن «أى رئيس لمصر لا يعتبر أن التعليم مهمة قومية وأنه الطريقة الوحيدة لدفع قاطرة التقدم فى الوطن لا يصلح أن يكون رئيساً لمصر ولا أى دولة نامية»، مشيرا إلى أن ميزانية التعليم فى مصر انخفضت من 5.5% إلى 3.4% فى السنوات القليلة الماضية، فى مقابل زيادة ميزانية وزارة الداخلية.
فيما أكد الدكتور عبدالمنعم المشاط، رئيس مركز البحوث والدراسات السياسية السابق بجامعة القاهرة، أن هناك أزمة حقيقية فى التعليم المصرى، وأن قضية التعليم لا بد أن تكون لها أولوية لدى الأحزاب، بما فيها حزب الأغلبية «الحزب الوطنى»، وجميع الهيئات سواء التشريعية أو على مستوى الرئاسة، مشيراً إلى أنه ليس غريباً أن يصدر هذا التصريح من البرادعى، خاصة أنه حاصل على جائزة نوبل ويعلم قدر العلم جيداً.
وأضاف: «إذا لم يضع البرادعى التعليم على رأس أولوياته فمن يضعه، خاصة أن التعليم هو أساس بلاء الأمم، والارتقاء بمستواه هو المخرج لجميع الأزمات»، مشيراً إلى أن دولاً مثل ماليزيا والهند والصين، تقدمت بعد أن تطور مستوى التعليم لديها، فى حين أن التخلف يعود إلى تدهور العملية التعليمية، سواء على مستوى المقررات أو المدرس أو الطالب نفسه.
فى المقابل، اعتبر الدكتور محمود علم الدين، رئيس قسم الصحافة بإعلام القاهرة، حديث الدكتور محمد البرادعى عن التعليم «كلاماً فضفاضًا»، قائلا: «أى شخص يستطيع الحديث عن التعليم، ويعلم أنه الأهمية الأولى فى مستقبل مصر وهو أمر لا خلاف عليه، لكن البرادعى لم يذكر أى شىء يمكن فعله لتطويره أو تحسينه». وقال علم الدين: «البرادعى اكتشف فجأة عدم وجود أجندة أو خطاب سياسى لديه، فبدأ يركز على القضايا الحياتية نظراً لأن التعليم قضية كل بيت وهو أمر معروف عن البرادعى منذ أن أتى إلى مصر»، مشيرا إلى أن «ألف باء سياسة للعمل على إقناع الرأى العام هى وجود برنامج واستراتيجية ورؤية مستقبلية لما يتم طرحه».