x

خبير تركي لـ«المصري اليوم»: تل أبيب تبحث عن مسمار جحا لضرب العلاقات بين أنقرة وطهران

الجمعة 06-08-2010 17:08 | كتب: أيمن حسونة |
تصوير : أ.ف.ب

في الوقت الذي مازالت فيه دماء نشطاء أسطول الحرية تصيب العلاقة بين تركيا وإسرائيل بالشلل، اندلعت أزمة جديدة بين البلدين، لكن بطلها هذه المرة، رئيس جهاز الاستخبارات التركية الجديد «هاكان فيدان» الذي يلقبه بعض المراقبين الإسرائيليين بـ«الشبح»، ويلقبه الأتراك بـ«المذنب» الذي كشف وجه إسرائيل الحقيقي.

وسبب الأزمة هو اتهام وزير الدفاع الإسرائيلي «أيهود باراك» لـ«فيدان» بأنه "صديق مقرب لإيران "وقد "يسرب أسرارا مخابراتية إسرائيلية لطهران"، في خطوة أثارت استياء الأتراك ودفعتهم لاستدعاء السفير الإسرائيلي لإبلاغه الاستياء من هذه التصريحات.

وعاد باراك ودافع عن تصريحاته مرة أخرى وقال "إنها لم تخرج عن حدود اللياقة لأنها ببساطة حقيقية وهذا أمر يزعجنا حقا".

وفي معرض تعليقه على هذه الأزمة، قال الخبير السياسي التركي «إبراهيم أقباب» لـ«المصري اليوم»: إن إسرائيل تحاول منذ فترة طويلة إثارة المشاكل بين تركيا وإيران الذين تربطهما علاقات قوية سواء على الصعيد السياسي أو الاقتصادي.

وأضاف أقباب: "إسرائيل في وضع حرج الآن بعد اعتداءها على أسطول الحرية في عرض المياه الإقليمية الدولية، كما تضررت علاقاتها مع أنقرة أكبر حليف إسلامي لها، ولذلك فهي تبحث عن مسمار حجا لضرب العلاقة بين أنقرة وطهران والبحث عن أي مخرج من أزمتها بأي شكل".

وأستطرد الخبير التركي: "إن القلق الإسرائيلي من «هاكان فيدان» ليس بسبب إيران ولكن لأنه الشبح الذي كشف الوجه الحقيقي لحكومة بنيامين نتنياهو ولذلك هي تسعى لتشويه سمعته.

وتؤكد تقارير تركية أن فيدان لعب الدور الرئيسي في توريط إسرائيل في فخ "أسطول الحرية" كونه أبرز منظمي الرحلة. ورغم أن صحيفة هاآرتس الإسرائيلية تقول إنه لا أدلة لدى تل أبيب على ارتباط فيدان بتنظيم أسطول الحرية إلا أنهم يعتبرونه "مهندس تعميق العلاقات التركية الإيرانية".

ويحمًّل الإسرائيليون فيدان المسؤولية الأكبر في إنجاز الاتفاق النووي الثلاثي بين مع إيران والبرازيل، والذي يعتبر اختراقا كبيرا في الملف النووي الإيراني؛ حيث يقضي بتسليم طهران للوقود النووي منخفض التخصيب لتركيا التي تسلمها اليورانيوم عالي التخصيب لتشغيل برنامجها النووي.

ويرى مراقبون أتراك أن فيدان سيقوي جانب رئيس الوزراء التركي «رجب طيب أردوجان» في مواجهة دولة العسكر التركية؛ لأنه مقرب منه، وكان يعمل مستشارا له في السابق. ويأمل أردوجان بحسب تقارير تركية في زيادة فعالية "الميت" (الاسم التركي للمخابرات) بمساعدته في خطته التي ينوي خلالها تقسيم المخابرات إلى جزأين على الطريقة البريطانية M15وM16، استخبارات داخلية واستخبارات خارجية، يكون فيدان مسئولهما، وأولويتهما تعزيز دور تركيا في 3 مناطق: الشرق الأوسط، والبلقان والقوقاز.

ويرى خبراء أتراك أن اختيار فيدان لرئاسة جهاز المخابرات يحمل عدة رسائل أمنية وإستراتيجية، موجهة إلى أكثر من جهة إقليمية ودولية، مفادها أن جهاز المخابرات التركية لن يكون في موقف المتفرج أمام مسار الأحداث، ولن يكون في خط الدفاع عن النفس بعد الآن، هو يريد أن يكون صانعا للقرار ومؤثرا فيه تماما كما هي سياسة تركيا.

وهاكان فيدان (42 عاما) دخل "الميت" من باب العلوم السياسية، فهو حاصل على شهادة في هذا التخصص من جامعة ميريلاند الأمريكية وحصل كذلك على الماجستير والدكتوراه من جامعة بيلكنت في أنقرة مسقط رأسه. كما أنه ليس بعيداً أبداً عن جوّ الاستخبارات، حيث أنّ أطروحته للدكتوراه عنوانها "دراسة مقارَنة بين أنماط عمل أجهزة الاستخبارات الأمريكية والبريطانية والتركية".

كذلك فإنّ لديه خبرة عملية في ميدان الاستخبارات؛ فعندما كان في السلك العسكري بين عامي 1986 و2001، عمل في وحدة التدخل السريع التابعة للحلف الأطلسي، ومقرها ألمانيا، قبل أن يستقيل ويعمل مستشاراً سياسياً واقتصادياً للسفارة الأسترالية في أنقرة.

وفيدان من أنقرة، ولد عام 1968 لعائلة أناضولية تعيش حياة متواضعة، التحق باكرا بالمؤسسة العسكرية وأمضى هناك 15 عاما بين 1968 و2001؛ حيث تقدم بطلب إحالته إلى التقاعد في سن مبكرة جدا برتبة ضابط صف. والتحق على الفور بأكثر من مؤسسة رسمية وبعثة دبلوماسية في الخارج.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية