ساعة واحدة هي المدة الزمنية لتفاصيل «مذبحة العجوزة»، بدأت أحداثها بقيام ضابط سعودي بقتل شقيقته، وشروعه في قتل الأخرى، وانتهت بمقتله بـ7 طعنات نافذة داخل المستشفى في إمبابة.
الشقيقة «عفراء» لفظت أنفاسها أمام 3 أشخاص، هم خالها «حسين محمد حسن» وشقيقتها المصابة «جواهر» ووالدتها، تلقت طلقة واحدة في الرأس بعد أن امسكها المتهم القتيل من شعرها وأطلق رصاصة، من مسافة تصل إلى 2 سم فقط، والمتهم لفظ أنفاسه وهو يتلقى العلاج من 3 أطباء في مستشفى الموظفين بإمبابة، كانوا يداوون جراحه بغرز طبية، عندما هاجمه أبن خالة القتيلة، وسدد له 7 طعنات أنهت حياته على الفور.
وكانت مشرحة زينهم هي القاسم المشترك بين المتهم القتيل وشقيقته القتيلة، حيث تولى الطبيب الشرعي تشريح الجثتين وكتب تقريريه، عن الجريمتين، الأولى نتجت بسبب تهتك بالمخ والجمجمة أسفر عن توقف وظائف الجسم والوفاة في لحظات معدودة، واستلمت أسرة الضحية جثمانها من المشرحة، والثاني نتجت وفاته عن هبوط حاد في الدورة الدموية بسبب طعنات نافذة بالصدر والرئة والكبد فحدثت الوفاة، وقرت النيابة تسليم جثمان المتهم القتيل إلى السفارة السعودية.
في القضية الأولى، التي انتهت بمقتل الضحية «عفراء» وإصابة شقيقتها، أغلقت النيابة ملفها، وذلك لوفاة المتهم، وبدأت النيابة التحقيق في الجريمة الثانية، التي انتهت بمقتل المتهم في الجريمة الأولي.
واستمع عبد الرحمن حزين مدير النيابة لاعترافات تفصيلية من المتهم بالقتل، وقرر عبد الحميد الجرف وكيل النيابة حبسه 4 أيام على ذمة التحقيق، واستمع لـ11 شاهدا، وطلب تحريات المباحث حول الواقعة، ولا تزال التحقيقات مستمرة.
أما المفاجئة فكانت اكتشاف أن السلاح الذي استخدمه الضابط السعودي، مسروق من قسم شرطة «الدلنجات» بالبحيرة منذ 11 عاما.
وحصلت «المصري اليوم» على تفاصيل جديدة في الجريمتين، من واقع تحقيقات النيابة وتحريات المباحث التي جرت بإشراف العميدين فايز أباظة، وجمعة توفيق، والعقيد محمود خليل مفتش مباحث الوسط، تبين أن المتهم القتيل ويدعى «محمد جابر الفهيد المري» حضر للقاهرة منذ 3 أيام ونزل بأحد الفنادق الشهيرة بالقاهرة، وأنه اعتذر عن حضور الغذاء مع شقيقتيه وزوجة أبيه في اليوم الأول، وأنه استأجر شقة حتى يستطيع تجهيز السلاح بداخلها، وقال لحارسها ومؤجرها يوم الحادث إنه لن يعود، ودفع المستحقات التي كانت عليه، حيث كان ينوي التخلص من الثلاثة والهرب.
وصل "المتهم القتيل" إلى شارع أحمد عرابي بمنطقة المهندسين، واتصل بشقيقتيه، وحضر خالهما «حسين حسن محمد» بسيارته إلى الشارع، وأصطحبه إلى منزل الأسرة في شارع جوهر خطاب المتفرع من شارع النيل الأبيض، حيث صافح الثلاثة ثم طلب دخول الحمام، وجهز سلاحه للاستخدام، ثم خرج وطلب أن تجلس شقيقته «عفراء» إلى جواره، وأثناء جلوسها بجواره أمسك بشعرها وأخرج السلاح وأطلق رصاصة واحدة على رأسها، وسط ذهول الثلاثة، وهرولت شقيقة القتيلة وتدعى «جواهر» إلى شقيقتها ليصيبها المتهم بطلقة في الوجه، ثم تدخل خال الضحيتين وأمهما وأمسكا بذراع المتهم واستخلصا منه السلاح، واعتديا عليه بالضرب، لكنه استطاع الهرب إلى الشارع، لكن الأهالي والجيران أمسكوا به ولقنوه علقة ساخنة، واستخلصه ضباط المباحث من أيديهم ونقلوه في سيارة إسعاف إلى مستشفى الموظفين العام بإمبابة؛ حيث كان مصابا بجروح تستلزم غرز في الذراع والرأس.
وفور وصوله إلى المستشفى، استقبله 3 أطباء وبدأوا في إجراء جراحه بغرز طبية، في الوقت نفسه وصل ابن خالة الضحيتين ويدعى «محمد شعبان» إلى المنزل وشاهد جثة القتيلة ووالدته وخالته وأقاربه في حالة انهيار، فأسرع إلى منزل أسرته القريب من مكان الحادث وأحضر سكينا وتوجه إلى مستشفي الموظفين، لكنه فوجئ بحراسة أمنية، واستغل وجود سيدة بصحبة أبنها 12 سنة وطلب منهما أن يتوكأ عليهما بزعم أنه سقط من أعلى دراجة بخارية، وأن يصطحباه إلى المستشفى، ودخل الشاب من باب خلفي وهو يصرخ من الألم موهما الجميع أنه يصارع الموت، وطلب منه الأطباء أن يجلس في الغرفة المجاورة، حتي يقوموا يسعفوا الشاب المتهم بقتل شقيقته، وبعد دقائق فاجئ الشاب الجميع واقتحم الغرفة التي بها الشاب السعودي وسدد له 7 طعنات نافذة وهو جالسا، بين 3 أطباء يتولون علاجه، ليلفظ أنفاسه الأخيرة على الفور وينطلق المتهم «محمد شعبان» 25 سنة، إلى الشارع بأقصى سرعة، وطارده رجال الأمن في الشارع وتمكنوا بمعاونة بعض المارة من السيطرة عليه، وحرزوا السلاح المستخدم في الجريمة.
وأضافت التحريات أن الشاب السعودي أرسل إلى والدة الضحيتين مبالغ في أوقات سابقة، بينها 100 ألف جنيه، ثم 30 ألف جنيه، ثم 9 آلاف جنيه، وأنه كان يحاول أن يسترضيها وأختيه حتي يتمكن من الحصول على موافقتهن على بيع أراضي في السعودية، ورثوها عن والده المتوفى منذ 17 سنة.
وتبين أن محاولاته لإقناع أختيه ووالدتهن البيع بدأت منذ 3 سنوات، وأنها فشلت، وحضر هذه المرة لينهي حياة الثلاثة، وعثر رجال المباحث على خزنتين مليئتين بالرصاص كان المتهم القتيل يحتفظ بهما وتبين أن المتهم حصل على الجنسية القطرية منذ فترة وانه كان ينوي العودة إلى السعودية عقب ارتكاب جريمته.