أكدت مصادر مطلعة أن الرئيس السوري بشار الأسد والعاهل السعودي الملك عبدالله بن عبد العزيز سيزوران بيروت معا اليوم الجمعة، لعقد قمة مع الرئيس اللبناني ميشال سليمان، وذلك بعد يوم من القمة الثنائية التي عقدها الزعيمان أمس في العاصمة السورية دمشق، وسط أنباء عن مشاركة رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان في قمة بيروت.
واتفق الرئيس السوري والعاهل السعودي خلال مباحثاتهما أمس الخميس، في دمشق، على "دعم مسيرة التوافق التي شهدها لبنان منذ تشكيل حكومة الوحدة الوطنية، ودعم كل ما يسهم في تثبيت استقراره ووحدته وتعزيز الثقة بين أبنائه".
وتناولت مباحثات الزعيمين في قصر الشعب بالعاصمة السورية، العلاقات "الأخوية المميزة" التي تجمع بين البلدين ومسيرة التعاون "البناء" بينهما خلال الفترة الماضية بشأن مختلف القضايا ذات الاهتمام المشترك ، إلى جانب "الإرادة المشتركة لدى الجانبين لمواصلة هذه المسيرة ، والعمل معا لمواجهة تحديات الأمة العربية وخدمة قضاياها العادلة".
وقال بيان رئاسي سوري إن "الرئيس الأسد وخادم الحرمين الشريفين أكدا أن الوضع العربي الراهن والتحديات التي تواجه العرب ، ولاسيما في فلسطين المحتلة ، يتطلب من الجميع مضاعفة الجهود للارتقاء بالعلاقات العربيةالعربية ، والبحث عن آليات عمل تعزز التضامن وتدعم العمل العربي المشترك".
وجدد الزعيمان التأكيد على ضرورة تحقيق المصالحة الوطنية الفلسطينية "كضامن أساسي لحقوق الشعب الفلسطيني" ، وأشادا بالمواقف "المشرفة" التي اتخذتها تركيا "لنصرة الفلسطينيين وكسر الحصار اللاإنساني المفروض على قطاع غزة".
كما أكدا على أهمية توحيد الجهود لمعاقبة إسرائيل على "جريمتها النكراء" بحق أسطول الحرية ، وضرورة تحمل المجتمع الدولي لمسؤولياته ، والضغط على إسرائيل لرفع هذا الحصار "الجائر" فورا ، ووضع حد لـ"ممارساتها الإجرامية والاستيطانية في الأراضي العربية المحتلة ، والتي تؤكد رفض إسرائيل للسلام ومتطلباته".
ولم يكن الملف العراقي غائبا عن مباحثات الزعيمين السوري والسعودي ، إذ أكدا "حرصهما على ضرورة تشكيل حكومة وطنية عراقية بأسرع وقت ممكن ، تضمن مشاركة جميع الأطياف السياسية وتحفظ عروبة العراق وأمنه واستقراره".
رافق العاهل السعودي وفد رسمي كبير رفيع المستوى، يضم وزير الخارجية الأمير سعود الفيصل ورئيس الاستخبارات الأمير مقرن بن عبد العزيز.
في سياق متصل، نصحت الحكومة السورية الولايات المتحدة أمس الخميس بعدم التدخل في زيارة الملك عبد الله وقالت إن البلدين "يعرفان أكثر" عن سبل تحقيق الاستقرار في الشرق الأوسط.
يأتي هذا بعد تصريحات للمتحدث باسم الخارجية الأمريكية "فيليب كرولي" عبر فيها عن امل بلاده في أن تقوم سوريا بدور بناء في المنطقة، وأن تستجيب لما وصفه ببواعث قلق العاهل السعودي بخصوص التهديدات الإيرانية للاستقرار في الشرق الأوسط.
وتحسنت العلاقات بين دمشق وواشنطن بعد أن تولى الرئيس الأمريكي "باراك أوباما" منصبه العام الماضي، لكن لا تزال هناك خلافات كبيرة، بخصوص موضوعات من بينها علاقات سوريا القوية مع إيران، ومساندة الدولتين لحزب الله اللبناني.
وزيارة الملك عبد الله اليوم إلى سوريا هي الثانية له منذ اعتلائه العرش؛ حيث قام بالأولى في أكتوبر الماضي، فيما تعد زيارته للبنان هي الأولى له "بصفته ملكا"، إلا أنه زارها عام 2002 ممثلا لبلاده في القمة العربية التي استضافتها بيروت ، وقدم يومها مبادرة السلام العربية.