قال الدكتور السيد البدوى، رئيس حزب الوفد، إنه سيعلن سقوط معاهدة السلام إذا تولى رئاسة الجمهورية، حال عدم قيام دولة فلسطينية، وأنه لا يجب أن يكون هناك سلام مع طرف لا يحترم القرارات الدولية، لأن إسرائيل اعتدت على كثير من الدول العربية، وبذلك فهى لا تحترم المعاهدة، وأكد خلال لقائه الإعلامى يسرى فودة، فى ذكرى ثورة يوليو، مساء أمس، عبر برنامج «آخر كلام» على قناة «أو تى فى» أن ما قاله خلال الحوار، هو ذاته رأى «الوفد»، الذى ردده من قبل فؤاد سراج الدين، بقوله: إن المعاهدة عقد بين طرفين وهذا العقد يسقط قانوناً إذا أخلَّ أحدهما بالتزاماته وتعهداته. وإلى نص الحوار:
■ فودة: كانت غزة جزءاً من مصر إدارياً والآن أصبحت هناك دعوات من إسرائيليين يطالبون بإعادتها إلى مصر؟
- البدوى: «لحظة صمت».. وتابع: لا طبعاً هذه مسألة خطيرة جداً، ولنا حدود خاصة، ويوجه سؤالاً إلى فودة.. هل يعنى كلامك إعادتها إلى مصر إدارياً؟، ويجيبه فودة: نعم:
■ فودة: هل تتولى هذه المسألة؟
- البدوى: لا طبعاً.. نحن نريد، الآن، الدولة الفلسطينية، لأن هذا يعنى التخلص من مسؤولية إقامة دولتين وفقاً للمبادرة العربية، ونحن نريد دولة فلسطينية، تضم غزة والضفة الغربية، لأن إعادة غزة إلى مصر يعنى إنهاء قصة فلسطين إلى الأبد.
■ فودة: إذا افترضنا، جدلاً، أنك رشحت نفسك فى الانتخابات الرئاسية، وأصبحت رئيساً لمصر، فماذا يكون الحد الأدنى الذى تطالب به إسرائيل، بخصوص هذا الأمر؟
- البدوى: «صمت للحظات» وتابع: احترام معاهدة السلام، لأنها بين طرفين، وللأسف فإن إسرائيل منذ توقيعها المعاهدة، لا تحترمها، ولذا أرى أنها سقطت فعلاً، لأن العقد بين طرفين، وإذا أخل أحدهما بتعاقده سقطت المعاهدة، فلابد من احترام المعاهدة، حتى تكون هناك علاقات طبيعية مع إسرائيل.
■ فودة: سوف نستمع إلى الرئيس جمال عبدالناصر وهو يتحدث الإنجليزية إلى مراسل شبكة «سى. بى. إس» الأمريكية سنة 54، رداً على هذا السؤال..
جمال عبدالناصر: «الحد الأدنى الذى نقبله فيما يتعلق بـ(إسرائيل) أن تنفذ قرارات الأمم المتحدة».
■ فودة: منذ عام 54 ونحن نطالب باحترام الاتفاقيات الدولية.
- البدوى: بالضبط.. ويتابع: الحقيقة أنه لا يجب أن تكون هناك معاهدة سلام مع طرف لا يحترم القرارات الدولية، ويصبح خصماً وعدواً، خلاص انتهت، يقصد معاهدة السلام، إسرائيل اعتدت على كثير من الدول العربية.. فعلاً، سقطت المعاهدة، لأنها بين طرفين وأحدهما لا يحترم بنودها، وبالتالى أصبحت غير ملزمة لمصر.
■ فودة: هل تعتبر معاهدة السلام بين مصر وإسرائيل انتهت كأن لم تكن؟
- البدوى: كأنها لم تكن بالفعل، وهذا هو رأى الوفد، وفؤاد سراج الدين قال: إن أحد الطرفين أخل بالتزامه وتعهداته فى العقد، وبذلك يسقط العقد قانوناً.
■ فودة: ماذا لو رشح الدكتور البدوى نفسه لرئاسة الجمهورية وفاز.. هل سيكون لديك برنامج لإعلان موت معاهدة السلام؟
- البدوى: إعلان موت المعاهدة يكون فى حالة عدم قيام دولة فلسطينية، وحال عدم حسم القضايا، سواء الحدود، أو المياه، أو اللاجئين، فإذا لم تحسم هذه القضايا، فهذا يعنى موت المعاهدة، لنعود مرة أخرى نسيطر على كامل أراضينا وحدودنا بكامل نفوذنا قبل 67، وهذا فرض جدلى.
■ فودة: حدثت طفرة فى حزب الوفد منذ الانتخابات الأخيرة، وخلال نشاطك فى هذه الفترة خلت جريدة «الوفد» من المانشيتات المعنية بـ«الحزب» إلى أين يتجه هذا التوجه؟
- البدوى: ما حدث أمر مفاجئ لى أيضاً.. ويعنى أن الشعب يثق فى الوفد، وانتبه لـ«الحزب» لأنه قيمة، وتراثه على مدى تاريخه ينحاز إلى الأمة، دون أى اعتبارات لـ«المنصب» أو كرسى فى وزارة أو حكومة لذا التفت الرأى العام لنا.
■ فودة: وماذا كان رد «الأمريكان»؟
- البدوى: هم لاحظوا، مثلما لاحظ العالم بأسره، عودة الوفد مرة أخرى، وهى خطوة فى مشوار الألف ميل، وأمامنا مشوار طويل كى نستعيد تراثنا وحجمنا الحقيقى الذى يليق بالوفد، وهم سعداء بوجود حزب ينافس «الوطنى»، وقادر على ملء الفراغ السياسى، تحدثنا بكل صراحة وموضوعية مع السفيرة الأمريكية، فى الكثير من الأمور الداخلية، ولا نقبل بأى تدخل فى شؤوننا الداخلية.
■ فودة: وما هو موقفهم منك فيما يخص معاهدة السلام؟
- البدوى: الحقيقة أن هذه أول مرة أعلن فيها هذا الموقف.
■ فودة: هل يعنى ذلك أنك تخصنا بـ«خبر»؟
- البدوى: أنا.. أنا.. ويبتسم ابتسامة كبيرة.. ويتابع: هذه أول مرة أعلن فيها هذا الكلام.. وهو شىء فى ضميرى وضمير كثير من المصريين، والشعب المصرى الذى حقق انتصاراً فى 73 قادر على تحقيق انتصار واثنين وثلاثة، والجيش قادر على حماية أرضه والبلد.
■ فودة: سوف يحاربونك يا دكتور؟
- البدوى: ليس مهماً.
■ فودة: ليس لدى شك أن أمريكا ومن حولها عندما يعرفون موقف زعيم حزب رئيسى؟
- البدوى، «مقاطعاً»: لا يعنينى أن أكون رئيساً لـ«الوفد» لفترات طويلة، ولكن طالما أنا رئيس للحزب، ولابد أن أعبر عن ثوابته.
■ فودة: أريد الربط بين موقفك، ورسالة وجهها الرئيس عبدالناصر عبر شبكة «سى. بى. إس» عندما سأله مراسلها عن السياسة الأمريكية فى الشرق الأوسط، حول سبب انخفاض شعبية أمريكا، ودور الضباط الأحرار فى ذلك، وقال «عبدالناصر»: أعتقد أن السبب يعود إلى دعم الولايات المتحدة للإمبريالية فى منطقة الشرق الأوسط، وإذا لم تحاول مساعدة الوطنيين فى هذه المنطقة، فسيفقد الناس إيمانهم بالولايات المتحدة، ومبادئ الحرية والعالم الآخر.