x

حسام بدراوي: التغوّل على القضاء تحت حكم «الإخوان» أسوأ من أيام مبارك

الثلاثاء 14-05-2013 20:40 | كتب: شيرين ربيع |

لم تختلف عليه القوى السياسية قبل أو بعد الثورة، فهو المعارض داخل صفوف الحزب الوطنى، وقائد تيار الإصلاح بداخله.. لم ينصَعْ كثيراً لما كان يراه رجال الحزب من رؤى وأفكار كانت سبباً فى الإطاحة بنظام بأكمله، وكان الوحيد الذى ينصت إليه رجال مبارك للاستفادة منه رغم قربه وتودده من معارضيهم، بل حرصه على التواصل معهم، بمن فيهم الإخوان.

لم ينتظر العزل كباقى أعضاء لجنة السياسات وفضَّل الابتعاد عن السياسة لأجل غير مسمى.

هو الدكتور حسام بدراوى، أستاذ أمراض النساء والتوليد بكلية الطب جامعة القاهرة، القيادى السابق بالحزب الوطنى وآخر أمين عام له.

الدكتور بدراوى يتحدث لـ«المصرى اليوم» عن أوضاع مصر تحت حكم الإخوان.. وتقييمه لأداء الرئيس مرسى وقراراته..

■ أسابيع قليلة ويمر عام كامل على تولى الرئيس مرسى مقاليد الحكم.. ما رأيك فى أداء الرئيس منذ توليه الحكم وحتى الآن؟

- أى تقييم لابد أن يكون مبنياً على معايير، ومن غيرها سيكون تقييماً خاطئاً، ومعاييرى الخاصة تختلف عن الآخرين، فيجب أن نضع فى الاعتبار بعض الأشياء التى يعتبرها البعض غير مهمة من الناحية السياسية، فمثلاً العمل الاقتصادى الذى يعيد النمو أهم الأولويات، كما أن احترام الأقليات الموجودة فى المجتمع والفئات التى كانت مهمشة وأصبحت أكثر تهميشاً مثل المرأة والطفل هى معاييرى الخاصة لتقييم الفترة الانتقالية منذ المجلس العسكرى وحتى تسليم السلطة لرئيس مدنى منتخب، وبناء على المعايير السابقة سيصبح تقييمى للرئيس مرسى تقييماً سلبياً لعدة أسباب، أولها أننا لم نر من الحكومة أى إجراءات تؤدى إلى استقرار ونمو اقتصادى بل بالعكس رأينا تصرفات تقلل من فرص الاستثمار فى مصر وما يتبع ذلك من فرص التوظيف التى يحتاج إليها المجتمع، ثانياً من الواضح لى وللآخرين أن الأمان فى الشارع والشعور بالأمن لدى المواطن أصبح أقل مما يجب، ولا يحمى القانون قوة الدولة فى تطبيقه، ثالثاً هناك معركة مع أهم عامود من أعمدة الدولة، وهو القضاء سواء فيما حدث مع النائب العام السابق بغض النظر عن الشخصيات، فأنا لا أتحدث عن الشخص بل أتحدث عن المبدأ، أو فى إطار ما يحدث الآن من أن أى حكم لا يُرضى الحزب الحاكم تخرج المظاهرات ضد القضاة، وهذا شىء خطير للغاية عندما يكون الحزب الحاكم هو من يتظاهر، وهى قصة جديدة ظهرت فى مصر: أن المؤيد للسياسات هو من يقوم بالمظاهرات، ولا نعلم ضد من، وبالتالى وبهذه المعايير أقول: أنا غير راضٍ.

■ إذا لم يستمر الرئيس مرسى فى الرئاسة وثارت الجماهير ضده أو تحرك الجيش.. هل ترى أن تجربة صندوق الانتخابات ستنتهى بالنسبة لمصر؟

- طبعاً لا، لكن هناك من يعتقد أن صندوق الانتخابات هو التعبير الحقيقى والوحيد عن الديمقراطية، مع أن صندوق الانتخابات يعتبر «لقطة» فى «فيلم» الديمقراطية، يسبق صندوق الانتخاب التأثير على المواطن واستخدام الضغوط الأيديولوجية او المالية أو منعه أو دفعه، وهذا كله سابق لصندوق الانتخاب ومؤثر عليه، ويتلو الصندوق احترام الشرعية والدستور والقانون، لذلك فمسألة الديمقراطية متسعة قليلاً وصندوق الانتخاب وصلة واجبة التحقيق، وأنا مؤمن بها، لكن لا يمكن أن أنسى ما قبلها وما بعدها حتى أقول إن هناك ديمقراطية تحققت فى البلاد أم لا.

■ كيف تقيِّم الأداء السياسى للرئيس مرسى داخلياً وخارجياً؟

- كان لدىَّ موقف وأنا داخل إطار الحزب الحاكم، حيث كنت ناقداً لتغول السلطة التنفيذية على السلطات الأخرى، وفى رأيى أن هذا كان الميزان الواجب استعداله لأنه لا يصح أن المنتخب من السلطة التنفيذية وحكومته يتغولان على سلطة القضاء وعلى السلطة التشريعية أو على سلطة الإعلام، وكان فى رأيى أن ما تم من ثورة المجتمع المصرى على هذا سيصحح هذا الوضع، لكنى أرى الآن أن هذا الوضع ازداد تفاقماً ولم يتم إحداث التوازن، فالسلطة التنفيذية أصبحت أكثر تغولاً على السلطات الأخرى، وهذا اختلال فى التوازن لا يمكن أن يحقق العدالة ولا يمكن أن يحقق أيضاً الحرية السياسية، هذا من جانب والجانب الآخر هو الجانب الخاص بالإعلام والضيق الشديد من النقد ومن الاختلاف لأن المجتمع الذى ناديت به ومازلت وأعتقد أن الثورة قامت من أجله هو أن تكون هناك مساحة من التسامح تستوعب الاختلاف فى الرأى دون أن يسبب ذلك فى نهايته عداءً بين السلطة الحاكمة والسلطات الأخرى.. وهذا يلخص رأيى فى الأداء السياسى.

■ ما رأيك فى المشروعات المقدمة إلى مجلس الشورى؟

- هناك فرق بين تقديم مشروعات القوانين من الحكومة ومن السلطة التنفيذية، لكن دون منع السلطة التشريعية من تقديم المشاريع أيضاً، وهناك فرق بين أن تتحكمى فى السلطة التشريعية وبالتالى يصبح إصدار القوانين مرتبطاً بإرادتك المنفردة وإذا لم تتم هذه الإرادة يصبح هناك ضغط من الشارع بالمظاهرات لتحقيقها، وهناك اختلال واضح فى الميزان بين السلطة التنفيذية والسلطات الأخرى، وهذا يصف بشكل عام كل دقائق العلاقات السياسية فى مصر اليوم.

■ هل ترى أن الرئيس مرسى أكثر ديكتاتورية من مبارك؟

- الأوصاف تحمل فى ذهن كل شخص معنىً يختلف عن الآخر، لذلك أنا لا أريد أن أصف أى شخص بذلك، ورئيس الجمهورية هو رئيس منتخب شرعى أحترم شرعيته لكنى أيضاً أحترم حقى كمواطن فى انتقاد ما أراه يخل بأهداف التحول الذى حدث فى المجتمع المصرى، فإن كان قلب هذه التغيرات هو التوازن بين السلطات فإن الخلل أكبر بكثير مما كان قبل ذلك.

■ هل ترى أن الثورة لم تحقق أهدافها إلا فى تغيير رأس النظام فقط لكنه باق بنفس أسلوبه لكن بمنهج آخر؟

- تغيير الأشخاص أو تغيير الأحزاب لا يغير واقعاً، فتغيير الواقع فى رأيى كان ببساطة شديدة يبدأ بتحديد مدة الرئاسة وإصلاح الخلل ما بين السلطة التنفيذية والسلطات الأخرى، وهذان التغييران فقط كانا كفيلين بضبط المجتمع فى مواجهة الفساد وفى مواجهة الديكتاتورية، وكل الأشياء السلبية الأخرى التى كنا نتحدث عنها، أما الكلام فى التفاصيل فلن يحل المشكلة الأكبر، واليوم هناك خلل بين السلطة التنفيذية والسلطات الأخرى، كما أن هناك ضغوطاً على الإعلام أكبر مما كانت فى السابق، وهذا لا يحقق أى خطوة للأمام ومصر الآن أسوأ مما كانت منذ 3 سنوات، وقلة فرص التوظيف وكذلك حجم الاستثمارات والأمان فى البنك المركزى–تدل على مدى تردى الوضع الاقتصادى، وهذا كله من الممكن أن يحدث فى الفترة الانتقالية لكن عندما ترى العين والعقل أن هناك توجهاً نحو التغيير فهذا ما يرضى الناس والمجتمع، لكن إذا لم نر ذلك فهذا معناه ركوب عربة بدون فرامل تهبط منحدراً بسرعة شديدة جداً.

■ وهل يرجع ذلك إلى قلة الخبرة السياسية والاقتصادية للإخوان؟

- هناك أمثلة فى محور حياتى، وكان هدفى سياسياً وهو التعليم، وأستطيع أن أقول إنه كانت هناك مشاريع محترمة فى التعليم ويجب أن تُستكمل ليس لها أى علاقة بالتوجه السياسى، بمعنى أنه عندما نقول إن التعليم الفنى أضع له المعايير الأوروبية فى تحديد درجات الجدارة المهنية لكل وظيفة فى مصر التى يوجد بها 1400 وظيفة تحددت الجدارة المهنية لـ 300 فقط منهم ونستكمل الباقى فيجب ألا يعترض أحد.

■ سمعنا عن لقاء جمعك بوزير التربية والتعليم.. كيف التقيت به، وما الظروف، وكيف استعان بأحد قادة الحزب الوطنى؟

- الدعوة وُجهت لى من الدكتور إبراهيم غنيم، وزير التربية التعليم، وكنت قبل ذلك قد أرسلت له وللدكتور مرسى قبل أن يصبح رئيساً خلاصة تجربتى فى التعليم ومعاناتى فى تحقيق الأهداف التى كنت أسعى إليها، والدكتور غنيم عندما دعانى للقاء كان يريد إخبارى بخطط الوزارة وسماع وجهة نظرى فى إطار محترم من العلاقة المهنية والأكاديمية، وانتهى الأمر عند هذا.

■ ما هى الحلول التى تستطيع تقديمها للنهوض باقتصاد مصر؟

- أولاً لا يوجد مجتمع يستطيع النمو اقتصادياً دون أن تكون لديه إنتاجية، فبدون إنتاج ومهما اقترضنا من الخارج ستذهب تلك الأموال هباءً، والإنتاج مرتبط بكفاءة وإدارة ورؤية، والذى يستطيع توفير هذه الأشياء هو من يحكم البلاد ويؤسس لاستقرار سياسى وأمنى، وبالتالى تظهر إبداعات المواطن، ومن غير أن يكون لدينا مواطن قادر على الإنتاج ومؤسسات تحقق أرباحاً وتدفع ضرائب لن يتوفر لدى الدولة موارد، فالمسألة حلقة متصلة مع بعدها لكنها تبدأ بالاستقرار السياسى والأمنى، وبدونهما ومهما قدمنا من تسهيلات للمستثمرين لن يفكروا فى الاستثمار، وبالتالى لن تتوافر أى وظائف، وسابقاً كنا نقف على سطح يحدد لنا مقدار النمو الاقتصادى الذى كنا نستطيع تحقيقه وكنا نريده أن يتحاوز الـ 10%، أما الآن فنقول «نريد فقط تحقيق استقرار اقتصادى»، فقد وصلنا إلى مرحلة قد يكون نمونا الاقتصادى فيها بالسالب، وهذا معناه أن المليون وظيفة التى نحتاج إلى توفيرها كل عام، والتى يلزمها استثمار فى حدود 50 مليون دولار، ليست متاحة.

■ هل ترى أن عدم الاستقرار السياسى يرجع إلى ترصد المعارضة وجبهة الإنقاذ لمرسى والتلويح بالجيش كبديل؟

-ما دام لدينا رئيس منتخب وحكومة فهما المسؤولان عن الاستقرار السياسى مسؤولية كاملة، ومن يحكم جاء فى إطار شرعى وبانتخابات حرة، وبالتالى أصبح هو المسؤول ويجب محاسبته، ولا أستطيع أن أحاسب غير المسؤول سواء معارضة أو غيره.

■ هل تتفق مع مطالب المعارضة بإقالة الحكومة؟

- فى رأيى أن المسائل أصبحت متشابكة مثل خيوط العنكبوت، وأنا أطالب الرئيس الشرعى المنتخب بأن يقوم بدوره فى طمأنة البلاد والقوى السياسية المختلفة فى إطار من التسامح واحترام الحريات والقانون حتى يحقق الاستقرار السياسى لأنه لا يمكن تحقيق نمو اقتصادى أو عدالة اجتماعية دون استقرار سياسى، وهذه مسؤولية الرئيس المنتخب وليس أى شخص آخر.

■ هل ترى أن قرارات مرسى منذ توليه الحكم هى السبب فى هذه الحالة؟

- لا نريد التفكير بشكل سلبى، بل نريد التفكير بشكل إيجابى، وأقول ما هى القرارات الإيجابية التى تريد أن تحقق الاستقرار فى المجتمع، وهذه هى وظيفة الرئيس وحكومته المنتخبة التى قد يعاد انتخابها مرة أخرى بناء على ما حققته من وعود.

■ كيف ترى قرار جبهة الإنقاذ خوض الانتخابات من عدمه وما نتج عنه من انشقاقات داخلها؟

- حتى يستطيع أى شخص النجاح فى الانتخابات يحتاج لعدة أشياء، أولها تنظيم جيد على مستوى الشارع، ثانياً تمويل، ثالثاً خطة واضحة يستطيع عرضها على الناخبين، ومن ليس لديه الأشياء السابقة لا يستطيع النجاح فى الانتخابات، وأنا عن نفسى لا أعرف ما الذى يدور فى جبهة الإنقاذ أو المعارضة لأننى لست شريكاً فى قراراتها، لكن لو توفرت لديهم العناصر السابقة فليدخلوا الانتخابات، ولو لم تتوفر لديهم فبالتالى يصبح عدم دخولهم الانتخابات إقراراً بالواقع بعدم قدرتهم على تحقيق النجاح فى الانتخابات، لكن هم لديهم حق فى المطالبة بإجراء الانتخابات فى جو من الشفافية والنزاهة ما يضمن عدم حدوث أى تزوير، ويحقق التوازن فى أن تعبِّر العملية الانتخابية عن رأى الناس الحقيقى.

■ ألا ترى أن أداء الرئيس مرسى وتردى الوضع الاقتصادى سيكون لهما تأثير سلبى على الإخوان فى الانتخابات القادمة؟

- فى انتخابات البرلمان يجب أن يكون البديل المؤسسى موجوداً أمام الناس، والبديل المؤسسى هذا المقصود به حزب أو أحزاب معينة لديها تنظيم فى الشارع ولديها تمويل للانتخابات ولديها خطة واضحة، وإذا لم نقدم البديل للمجتمع فستوجد حالة من البلبلة، وبالتالى سيخلق نوع من المقاطعة ولو الجزئية للانتخابات، وبالتالى سيحشد حزب الحرية والعدالة بشكل أكبر، وسيربح الانتخابات وهذا يختلف عن انتخابات رئيس الجمهورية التى يذهب فيها الناس لانتخاب شخص واحد وهذا لا يحتاج نفس القدر من التنظيم كما فى الانتخابات البرلمانية، بمعنى آخر: إن رضا المجتمع أو عدم رضاه هو ما سيؤدى إلى انتخاب رئيس الجمهورية مرة أخرى أو لا.. أما بالنسبة لانتخابات البرلمان بالقوائم، وأنا أعلم مدى صعوبة تكوين القوائم داخل الحزب الواحد فما بالك بالأحزاب المختلفة حتى يُحقَّق فى النهاية تكوينٌ برلمانى مؤسسى يقف أمام سلطة حاكمة- فى رأيى أن هذا البديل لا يتوافر اليوم أمام المجتمع، وفى رأيى أن هذه هى المشكلة التى تواجدت منذ أيام مبارك، فالجميع كان يردد دائماً أنه يوجد حزب حاكم ولا توجد معارضة.

■ ومن هو البديل الحالى للإخوان فى الساحة السياسية؟

- لا يوجد، وللأسف لا يمكن حكم أمة تبحث عن الخلاف والفرقة وتركز على الانتقام والعنف، وخذوا الحكمة والخبرة من غاندى ومانديلا وتجربته السابقة التى أدت إلى نتائج هائلة.

■ ما آخر الخطوات التى اتخذتها فى سبيل تأسيس حزبك الجديد؟

- بالفعل قمت بتأسيس حزب الاتحاد، لكننى مؤمن بأن كل زمن له رجاله، واللحظة الحالية لا تسمح لى بالممارسة السياسية على مستوى الشارع لأنه ليس فيها لا الأمان لى ولا الحق فى الممارسة فى إطار ما وضعه حزب الحرية والعدالة من العزل السياسى.

■ ما علاقتك حالياً بمبارك وأفراد أسرته؟

- ليس لى علاقة بهم على الإطلاق.

■ وهل بالفعل فى نهاية حكم مبارك حدثت خلافات بينك وبين نجله جمال؟

- كانت هناك خلافات بينى وبين جمال مبارك لفترة طويلة جداً.

■ كيف وأنت المرشح الوحيد فى الانتخابات البرلمانية 2005 الذى حضر جمال مبارك مؤتمره الانتخابى وأعلن مساندته؟

- الحزب الوطنى هو من قام بإسقاطى فى انتخابات 2005، والحزب الوطنى والأهرام هما من قام بإسقاطى فى انتخابات النادى الأهلى 2004، والمسائل واضحة بالنسبة لى جداً، فقد كانت لدىَّ أهداف محددة لإحداث إصلاح فلم أستطع تحقيقه رغم اعتقادى بأن الإصلاح من الداخل هو أفضل الطرق للنجاح فى إطار الشرعية.

■ ومتى أدركت هذا؟

- منذ عام 2005.

■ ولماذا قبلت الاستمرار؟

- لأننى رجل لا أنسحب من المعارك.

■ ما تقييمك لأداء حزب الحرية والعدالة مقارنة بما كان يجرى داخل أروقة الحزب الوطنى بصفة كل منهما وصل للحكم؟

- رئيس حزب أصبح رئيس دولة، وبالتالى الحرية والعدالة هو حزب حاكم بالمعايير العالمية، وهو بدوره يتحمل المسؤولية كاملة، وأنا كنت أنتقد فى الحزب الوطنى تملُّكَه جميع الخيوط، وبالتالى ليس معقولاً وأنا فى المعارضة ألا أنتقد الحزب الحاكم حالياً فى ممارسة الخطأ نفسه، وإذا كنت أنتقد الحزب الوطنى الذى انتميت إليه «قيراط» فانتقادى للحزب الحاكم حالياً سيكون «24 قيراط»، وأداء حزب الحرية والعدالة حالياً فيه قدر كبير من التحكم المطلق فى إدارة شؤون البلاد، ولا توجد فيه مشاركة تسمح بأن المجتمع يتحد مع بعضه البعض ويكون جزءاً من حركة نهضة، فاليوم طاقة الناس أصبحت طاقة سلبية فى محاربة بعضهم البعض وليست طاقة مجمعة لتنمية الوطن، والفرقة والطاقة السلبية لا تصنعان مجتمعاً، وهذه مسؤولية الحزب الحاكم والسلطة الحاكمة.

■ هل ترى أن الصراع السياسى الدائر حالياً فى مصر يشغل الرئيس عن المضى قدماً فى طريق الإصلاح الاقتصادى أم هى مجرد حجج؟

- يظن الناس عندما يجلسون على كرسى الحكم أن الاستقرار يأتى من تملك كل الخيوط رغم أن حسنى مبارك خرج من الحكم وهو يملك كل الخيوط، لكن الواقع يقول إن الاستقرار يأتى من مشاركة المجتمع، وبمعرفة أن المعارضة والأقليات مثل الأقباط والمرأة والأطفال فى المجتمع لهم حقوق، وقدرة القائد هى تجميع الناس وليس تفريقهم، وكل القادة الذين كانت لديهم القدرة على تجميع الناس غُفرت لهم كل أخطائهم.

■ هل ترى أن مبارك أخطأ بتأخره فى إعلان نيته بعدم الترشح هو أو نجله للرئاسة.. وما هو أثر انتخابات ٢٠١٠ كما تراه؟

- لقد أعلن الرئيس السابق بعد أيام من الثورة أنه لن يرشح نفسه للرئاسة، ولقد استقال كل أعضاء هيئة مكتب الحزب من مناصبهم، وكان ذلك شرطى لقبول قيادة الحزب فى هذا الوقت العصيب، وهو ما يعنى أن أياً منهم لن يكون له دور سياسى فى أى انتخابات قادمة.

ولقد كانت نصيحتى السياسية للرئيس السابق هى الإعلان عن انتخابات رئاسية مبكرة حتى تنتقل السلطة فى وقت أسرع فى إطار شرعى يحمى البلاد من الفوضى. أما انتخابات مجلس الشعب 2010 فهى واحد من أهم المؤثرات التى أدت إلى غضب المجتمع لتركيزها السلطة كلها فى مكان واحد، مما زاد من احتقان المجتمع السياسى، لكن ومن منطلق ما شاهدته خلال أيام قليلة وضعنى القدر وسط أحداثها فإنه وبالرغم من حيوية ومصداقية الشباب من كل الطبقات فى بداية الثورة فإننى أرى أن كل شىء كان معداً ومجهزاً سلفاً لاستخدام هذه الطاقة والتواجد المحترم للشعب المصرى للتعبير عن رأيه، فى أحداث الفوضى التالية للثورة، والولايات المتحدة لها دخل كبير فى التغيرات السلبية التى تحدث فى خريطة الشرق الأوسط كلها، وبما أن مصر هى الدولة المؤثرة وبشكل أكبر لذلك كان لها النصيب الأكبر من التدخل الأمريكى والله أعلم.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية