قال الدكتور السيد عبدالستار، عضو مجلس شورى جماعة الإخوان السابق، إن الرئيس مرسى موظف فى مكتب الإرشاد وملزم بتنفيذ قراراته، وكشف لـ«المصرى اليوم» أن «محمد بديع» و«خيرت الشاطر» و«محمود غزلان» و«جمعة أمين» و«رشاد البيومى» و«محمود عزت» هم صانعو القرار داخل مكتب إرشاد الجماعة، بينما يسرى مبدأ السمع والطاعة على بقية أعضاء الجماعة، بمن فيهم مكتب الإرشاد.
■ بصفتك كنت عضواً فى مجلس شورى الجماعة.. كيف تصنع القرارات فى العقل المفكر للإخوان؟
- منذ أن عرفت الإخوان وكان ذلك فى انتخابات 1994 لمجلس الشورى وكانت الانتخابات الأولى التى أجريت داخل الجماعة كانت القرارات تتخذ عند اللجان الأساسية باتجاه عملها والمسؤول عن إصدار القرارات العليا هى مجموعة مكتب الإرشاد ولم يكن مقبولاً أبداً أن تتجه القرارات من أسفل لأعلى وفى الغالب لا يرد عليها ولا يقام لها وزن وكانت انتخابات 94 أول انتخابات حقيقية التى جاءت بى فى صفوف مجلس شورى الإخوان وكان بحسب بروتوكول العمل فى الجماعة أن ينعقد مجلس الشورى كل شهرين لتحديد مسار الحركة لكن للأسف أن هذا المجلس لم ينعقد سوى مرة واحدة انتخب فيها مكتب الإرشاد ثم انتهى دوره إضافة إلى الاعتقالات التى طالت أعضاءه فى يناير 1995، وبالرغم من كون الدعوة إلى جلساته تتم فى جو أمنى شديد،
ولكن هذا لم يمنع حملات الاعتقال، وعند ذلك التاريخ كان هناك نوع من التشاور فى صناعة القرار لكن منذ عام 1996، بعد أن صدرت ضدنا أحكام فى قضية النقابات من المحكمة العسكرية، كان عددنا 54 معتقلاً معظمهم من مجلس شورى الإخوان، وانتهى دور الشورى فى جماعة الإخوان منذ ذلك التاريخ وأصبح التنظيم السرى الخاص بقيادة الحاج مصطفى مشهور هو المسؤول عن حركة الجماعة بما فيها صناعة القرارات والحركة العامة وتولية الأفراد.
والآن يوجد ما يسمى مكتب الإرشاد داخل مكتب الإرشاد جزء يعرف القرار وجزء لا يعرفه، وإلى هذا الحد تصل درجة الانتقائية فى الجماعة، لكن من يصنعون القرارات هم القدامى ممن ضلعوا فى التنظيم الخاص من الستينيات على الأقل ومن لحق بهم والتزم بمنهجهم التزاماً شديداً، وأستطيع أن أعدهم لك على أصابع اليد، وهم محمود عزت ورشاد البيومى من الخمسينيات ومحمد بديع من تنظيم الستينيات وتحديداً تنظيم 65 ومعهم جمعة أمين الذى التحق بهم إما اقتناعاً بطريقتهم أو ضحكاً عليهم، وخيرت الشاطر ومحمود غزلان، وهم من الإخوان الحداثى بعد 74 لكنهم التزموا فى أمور أخرى وتم اعتبارهم بأنهم مصدر جلب الأموال، وبالتالى قدامى التنظيم لديهم حرية صرف هذه الأموال وتوجيهها، وقد جرت العادة على أن يجتمع نصف مكتب الإرشاد ويتخذوا القرارات فى بيت أحدهم ثم تأتى الخطوة اللاحقة باستدعاء بقية أعضاء المكتب لوضع هذه القرارت موضع التنفيذ، وهناك كام أخ التحقوا بالمكتب حديثاً وهم صغار فى السن مثل «محمد سعد عليوة ومحمود بتاع الجراحة» ونظرتهم للشاطر وبديع وغيرهم نظرة مقدسة ولا يراجعون أى شىء فهم موكولون بالموافقة.
■ التنظيم الخاص، مكتب الارشاد، جماعة الإخوان، وبعد الثورة « حزب الحرية والعدالة».. المكونات الأربعة تلك تشكل فى النهاية فكرة الإخوان المسلمين.. كيف نفهم هذه الهياكل وأدوارها داخل إطار الفكرة العامة؟
- جميع ما هو موجود الآن مكتب الإرشاد وحزب الحرية والعدالة وجماعة الإخوان المسلمين بين قوسين تقع تحت إدارة التنظيم السرى الخاص فهو سرى فى أفراده وأمواله وله بعض الأشخاص الظاهريين «عناصر تمويهية» لابد أن تدير الحركة لكننا نعرفهم منذ قديم الأزل، وفكرة وجود التنظيم الخاص فى الإخوان فكرة قديمة منذ الأربعينيات بدأها الشيخ حسن البنا فاستشعر خطأه فتاب عنه، وقال كلمتة التاريخية «ليسوا إخواناً وليسوا مسلمين» عندما احتدم الصراع بينه وبين أعضاء التنظيم، وقال أيضاً «لواستقبلت من أمرى لاستدبرت وعدت بالإخوان لأيام المأثورات» أى لحصر الحركة على العمل الدعوى وخلع السياسة تماماً عنها.
لكن موته السريع واستشهادة لم يمكنه من إنجاز مهمة تصفية التنظيم، والذى صفاه كان المرشد الذى جاء بعده حسن الهضيبى لكن أيضاً طريقة التصفية وقعت فى نفس خطأ البنا، لأنه شكل تنظيماً جديداً بقيادة يوسف طلعت ليصفى التنظيم الجديد.
■ معنى ذلك أن مجموعة ضيقة من أعضاء مكتب الإرشاد لا تتخطى الخمسة أشخاص هم من يضعون القرارات فى الجماعة؟
- نعم ويلزمون بها المجموع دون نقاش.
■ هل يلزمون بها الرئيس؟؟
ـ طبعاً دون شك، لابد أن يلتزم بها الرئيس لأنه مجرد موظف لديهم، لكن المشكلة تكمن فى تعود التنظيم على هذا الأسلوب وتقديسه لهؤلاء الأفراد وهم بدورهم يحاولون إطفاء حالة التقديس التى تسير من مرحلة لأخرى حتى ينسى الإخوان أن هذا المرشد فى الأول والآخر رجل طبيب بيطرى وليس عالماً فى الدين أو ضليعاً فى الفقه أو ما شابه لكنه يصر على أن يرتدى الطاقية السوداء ويستدعى هيئة السلاطين، هو يحاول أن يقنع نفسه بذلك أمام المرآة.
■ كانت لك نبوءة تقول إن نهاية الجماعة باتت وشيكة وهى تصنع بيدها الآن نعشها.. فعلام تبنى دلائلك إلى تلك النبوءة؟
- دلائلى ظاهرة للعيان فنحن فى الإخوان لم نشهد تيار كراهية للإخوان على مدار تاريخها بقدر الآن، فمنذ وصولهم إلى السلطة بأساليب غير إسلامية بالمره يشوبها خيانة الحركة الوطنية، والاتفاق مع أعداء الثورة والالتفاف حول مبادئ الإخوان القديمة نفسها سواء المتعلقة بالمال «القروض وما شابها» أو المتعلقة بالقضية الفلسطينية التى بيعت من أجل السلطة لأمريكا وإسرائيل وأصبحت حماس مجرد حارس لحدود إسرائيل، كل ذلك السقوط كان ينبئ بأن يوم الوصول للسلطة هو نهاية الإخوان وقد كان.
■ كيف ترى أزمة النائب العام؟
- النائب العام الإخوانى يهدد فكرة الدولة ويصر على الاستمرار فى منصبة بنفس منطقهم ببقائه فى المنصب ولو على جثة العدالة، والإخوان هم أيضاً يرفعون شعار البقاء فى الحكم ولو على جثة الدولة.
■ كان لك طرح يقول إن على الجماعة أن تعود أدراجها للمربع الأول ولا تتحرك خارجه، وهو مربع الدعوة حتى لا تفقد وجهتها؟
- نعم هذا هو الحل لإشكالية الصراع بين التيارين المتصارعين داخل الجماعة فوجود الإخوان فى الحالة الدعوية يعطى لها استمراراً أبدياً، ويوسع من فائدتها فى المجتمع، والنظام السابق كان يلمح هذه المسألة ويريد أن يقضى على الجماعة فساعد التيار الآخر على البروز وأعطى لها الأموال والصدارة السياسية وجرت بين أفراد التنظيم الخاص وجهاز أمن الدولة اتفاقات كثيرة جداً، والأمر الأخطر أن العملية المالية للإخوان التى تبقى سرية ولا نعرف عنها شيئاً، سبب من أسباب إخفائها أن الأموال كانت تمنح كرشاوى لقيادات فى أمن الدولة لتبقى على هذا التنظيم سرياً.
■ ملف الإخوان بيد من الآن ومن يحركه بعد حل أمن الدولة؟
- القوى الدولية والإقليمية حاضرة فى إجابة هذا السؤال، فأصدقاء الإخوان فى الخارج هم قطر وتركيا، ومن الذى يدير تركيا هى أمريكا، ومن الذى يدير قطر هى أمريكا، وبالتالى فأمريكا هى التى تمسك خيوط اللعبة السياسية فى المنطقة، وهى التى ألزمت الإخوان بأمن إسرائيل.
■ ماذا عن لغز أموال الجماعة.. من أين تحصل الجماعة على الأموال؟
- ليس لغزاً، ولا يوجد لغز فى تمويل الإخوان، الجماعة تمول من الداخل والخارج لكن لا أحد يعرف حجم الأموال باستثناء أمن الدولة، ولولا أنها تأخذ منها نصيباً ما سكتت عنها.. وهى الجهة الوحيدة فى الدولة التى كانت تعرف كل شىء عن الجماعة، ولذلك كان ضرورياً حرق مقارها بعد الثورة لطمس المستندات.
■ البعض يرى أن الانتخابات هى الورقة الأخيرة بيد الإخوان الآن والتى سيستخدمون فيها الآلة التنظيمية لتحقيق تمثيل ملائم فى البرلمان وإن اضطروا للجوء إلى التزوير.. كيف تقيم ذلك؟
- الإخوان لن يستطيعوا إجراء انتخابات ثانية أبداً، ولن تنقذهم عشرات الانتخابات وحتى مشروع الانتخابات متعثر، وهم لم ينجحوا فى تفصيل قانون على مقاسهم والمحكمة الدستورية لن تمرره لهم ومجلس الشورى مطعون عليه والذى يصونه هو تحصين الرئيس له ولن يصمد طويلاً وفى النهاية سيسقط وكل القرارات التى أصدرها ستسقط أيضاً.