قال الدكتور محمد البلتاجي، القيادي الإخواني، عضو المكتب التنفيذي لحزب الحرية والعدالة، إنه كان على اتصال دائم بقيادات من حركة المقاومة الفلسطينية «حماس»، مشيرا إلى أن مشاركة الحركة الفلسطينية في ثورة يناير المجيدة أكذوبة اخترعها اللواء عمر سليمان، رئيس جهاز المخابرات السابق، بحسب قوله.
وأضاف «البلتاجي» في صفحته على «فيس بوك» أنه «من واجبي أن أعلن أنّي كنت دائم الاتصال التليفوني، واللقاء المباشر بقيادات فلسطينية من حماس وغيرها، فكم سعيت لشرف لقائهم (في وجود النظام السابق)، ولم أكتف بمحاولات متكررة لزيارة غزة، حيث أفشلها النظام السابق، بل شاركت في (أسطول الحرية)، الذي اتجه بحرا لغزة، وتعرض لهجوم الكيان الصهيوني عليه بالرصاص الحي، مما عرض حياتي للخطر أثناء تلك المحاولة، ولكن هذا لم يمنعني من الإصرار على دخول غزة بعد ذلك ولقاء أهلها، ومقابلة إسماعيل هنية، ومحمود الزهار، وأحمد بحر، وغيرهم، وأعتبر ذلك محل فخري واعتزازي، وهذه شهادة مني بذلك»، بحسب قوله.
وتابع: «لا يزال بعض الواهمين يراودهم الأمل أن يكمل إنتاج هذا الفيلم المزيف لحقائق التاريخ، ويسعى لترويجه بين الناس، وكأن الملايين الذين شاركوا في الثورة قد فقدوا ذاكرتهم، ولربما من كثرة ترديد هذه الأكاذيب سيكذبون أعينهم، ويصدقون تلك الرواية التي ألفها عمر سليمان عن الثورة، حين تحدث لقناة (إم بي سي) الأمريكية في 2 فبراير 2011، وترجمتها عنه صحف وقنوات النظام السابق (الحكومي منها والخاص) التي تحدثت، في ذلك الوقت، عن امتلاء ميدان التحرير بالأجانب الفلسطينيين، والأفغان، وكذلك عن توزيع الأموال ووجبات الـ(كنتاكي) على المتظاهرين»، بحسب قوله.
ووصف «البلتاجي» ما قيل عن دور «حماس» و«حزب الله» في الثورة، وفتح السجون، ودور «الإخوان» في قتل الثوار بأنها «روايات هابطة، لم يستح أصحابها، ولم يتواورا خجلا بعد نجاح الثورة، فقد ظل رجال عمر سليمان يعيدون نسج تلك الروايات كلما سنحت لهم الفرصة»، مشيرا إلى أن «مصطفى بكري، وأحمد شفيق، ومحمود وجدي، وتوفيق عكاشة، ومرتضى منصور، وعادل حمودة، ظلوا يحدثوننا بين الحين والآخر عن دور (حماس) وحزب الله في الثورة وفتح السجون، وعن دور (الإخوان) في قتل الثوار، وليس في حمايتهم، يوم موقعة الجمل، ولا يتحدث هؤلاء عن الخطة 100 لفتح السجون، التي أعدها النظام السابق لمواجهة حالة اندلاع الثورة، ولا يحدثوننا عن مقتل اللواء البطران، الذي سعى لإفشال تلك الخطة»، بحسب قوله.
وتابع: «لا أعرف على أي شيء يراهن هؤلاء الواهمون في نجاح محاولاتهم تلك لتزييف التاريخ، خاصة أن الملايين الذين عاشوا أحداث الثورة بأرواحهم ودمائهم وجراحاتهم ما زالوا أحياء بيننا».
وأضاف: «أتمنى من السيد مجدي الجلاد وشركائه أن يراجعوا خبرات غلمان حمزة البسيوني، وصلاح نصر، أو حتى صبيان حبيب العادلي، وحسن عبدالرحمن، ليتعلموا حبكة أفلام المؤامرات السياسية (دون أخطاء مكشوفة)، إذ لفت انتباه الكثيرين أن صحفي الوطن، وهو يتعجل فبركة سيناريو الفيلم مع صاحبه المزعوم صاحب سيارة السكر المزعومة (التي تعطلت صدفة أمام سجن وادي النطرون فجر السبت 29 يناير 2011) لم يكلف نفسه النظر في أرشيف الصحف، ليتبين له أن صباح السبت 29 يناير كانت قيادات الإخوان لا تزال في مديرية أمن أكتوبر، وأنهم لم يكونوا قد وصلوا إلى وادي النطرون بعد، حيث إنهم وصلوا وادي النطرون غرب، السبت، وغادروه ظهر الأحد 30 يناير، بينما رواية السائق المزعوم (بكل أكاذيبها) أمام سجن وادي النطرون كانت مساء الجمعة، وانتهت صباح السبت، وقد كان ميسورا لصحفي الوطن أن يطلب من أي طفل صغير أن يبحث له على (جوجل) في أرشيف يوميات الثورة ليصحح تلك التواريخ، ولكن يبدو أن الصحفي وصاحبه المزعوم لم تكن لديهما رفاهية مراجعة (جوجل) فوقعا في الشرك أو قل (الكدب مالهوش رجلين)»، بحسب قوله.
وتابع «البلتاجي»: «رغم أني لم أشرف بوجودي وسط قيادات الإخوان المحبوسين بوادي النطرون وقت الثورة إذ لم أكن موجودا في بيتي الذي داهمته الكتائب الأمنية، الخميس 27 يناير 2011 لخطفي واعتقالي ضمن من خطفتهم في تلك الليلة، إلا أني أؤكد أن خروج قيادات الإخوان من السجن يوم 30 يناير (بأي طريقة كانت) هو شرف لهم، وحق لهم، إذ إنهم لم يكونوا محبوسبن في قضايا جنائية مخلة أو حتى سياسية حكم فيها القضاء بالحبس، بل كانوا مختطفين لتعطيل الثورة، فوجب عليهم أن يخرجوا ليدعموها، بل أرى أن من واجب قيادات الإخوان أن يتقدموا بدعاوى جنائية ضد مبارك، وقيادات الداخلية تلك عن هذا الخطف والحبس خارج إطار القانون»، بحسب قوله.
وأوضح أن «ما يقال مرة بعد مرة عن مشاركة حماس في أحداث الثورة، على نحو ما روى صحفي الوطن وصاحبه الصعيدي، رغم أن أحدا من (حماس) لم يدع شرف المشاركة في الثورة المصرية لكني أرى في تلك الرواية التي اخترعها عمر سليمان (ورددها من بعده كارهو الثورة) إهانة وتشويها وإساءة بالغة للثورة المصرية يجب ألا يقبل بها أو يسكت عنها الثوار الحقيقيون»، مختتما حديثه بقوله: «وهذه شهادة مني بذلك».