اعتبر «روبير ماليه» مستشار الرئيس الأمريكي الأسبق «بيل كلينتون» ومدير قسم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في «مجموعة الأزمات الدولية»، أن الرئيس الأمريكي «باراك أوباما» أخفق حتى الآن في تحسين صورة الولايات المتحدة الأمريكية في العالمين العربي والإسلامي بعد مضي عام على خطاب القاهرة وعام ونصف من حكمه.
وأكد «ماليه» أن الإدارة الأمريكية ارتكبت أخطاء متعددة في التكتيك لأنها لا تمتلك رؤية استراتيجية جديدة وواضحة للشرق الأوسط، مشيرا إلى أنها تأخرت استراتيجياً عاماً على الأقل في الشرق الأوسط لأن أوباما (الديمقراطي) لم يتخل عن المفاهيم الخاطئة التي ورثها عن الرئيس السابق «جورج بوش» (الجمهوري)، وقال "حان الوقت لبداية رفع وتيرة التحدي بجدية.. عليه تصحيح مساره وعدم خشية المجازفة لإثبات قدراته رغم الانعطافات السياسية ".
ودعا الخبير الأمريكي، خلال زيارته إلى باريس مؤخرا، الولايات المتحدة وأوروبا إلى ضرورة إعادة النظر في 3 محاور أساسية في استراتيجياتها السياسية، تتمثل في رؤية عامة وشاملة تحدد خطوط التباين والانقسام، إضافة إلى تقسيم دول المنطقة إلى شقين، الأول يضم سورية وإيران وحزب الله وحماس والآخر يشمل الدول المؤيدة للغرب يشمل دول الاعتدال كـ(مصر والسعودية والأردن والسلطة الفلسطينية.
وأشار الخبير الأمريكي في هذا الصدد إلى تراجع في دور محور الاعتدال وبروز الدور القطري على أكثر من صعيد وأشار «ماليه» بتعجب عن الدور الذي تلعبه قناة الجزيرة الفضائية التي وصفها بـ "الماكينة الإعلامية الضخمة".
واعتبر «ماليه» أن مركزية القرار الأمريكي في شخص «أوباما» أدى إلى تقزيم دور إدارته التي اكتفت بخطوات صغيرة عوضاً عن تحقيق تحول استراتيجي لان «أوباما» كان منهمكاً في تحقيق بعض الانجازات الداخلية كالضمان الصحي والأزمة المالية فيما صب تركيزه على أفغانستان وباكستان والعراق وإن كان بشكل أقل، لكن الأزمة الأساسية للشرق الأوسط في النزاع الفلسطيني الإسرائيلي لم تأخذ ما تستحقه في معالجتها إلا بخطوات صغيرة لم تلمس الجوهر الأساسي للمشكلة مما أدى أيضاً إلى ارتكاب أخطاء في التكتيك.
من ناحية أخرى، اعتبر «ماليه» أن خطوة «أسطول الحرية» حققت تقدماً للمسألة الفلسطينية عجزت حركتا فتح وحماس عن تحقيقها في ثلاث سنوات.