انتقد عدد من القيادات الحزبية قيام أنصار تيار الإسلام السياسى بمحاصرة مبنى الأمن الوطنى بمدينة نصر، الخميس، واعتبروها رسالة مغزاها أن التيارات الإسلامية هى المتحكمة فى البلد، وأنه لا يجوز المساس بها مهما بلغت أخطاؤها إضافة إلى سعيها لاستكمال هدم مؤسسات الدولة وترويع المواطنين.
قال عصام شيحة، عضو الهيئة العليا لحزب الوفد، إن تيار الإسلام السياسى متربص بمؤسسات الدولة الرئيسية وعنده خصومة شديدة ضدهما، وهناك تقسيم للأدوار، فالإخوان المسلمون يعتبرون فى المرحلة الوسطية، بينما جماعات أخرى فى أقصى اليمين المتشدد من أجل هدم فكرة الدولة المصرية وإقامة دولتهم الخاصة.
وأوضح «شيحة»، فى تصريحات لـ«المصرى اليوم»، أن الهدف من المسيرة وحصار الأمن الوطنى هو هدم الداخلية، لافتا إلى أن الإخوان المسلمين يريدون هدم الجيش والشرطة والقضاء والأزهر والإعلام، والمدهش أن مؤسسة الرئاسة تُظهر يوماً تلو الآخر أنها تنتمى للتيارات الدينية المتشددة ولا تنتمى للشعب المصرى أو لمصر، فهى تنشط عندما تتحرك القوى المدنية وتصمت عندما تتحرك القوى الإسلامية.
وطالب «شيحة» المصريين بحماية مؤسساتهم مادام هناك تخاذل من قبل الرئاسة، لأن هدم هذه المؤسسات معناه هدم الدولة لصالح الجماعات المتطرفة، مشيرا إلى أن صمت الداخلية على التدخل لصد المعتدين، الخميس، يرجع لأمرين الأول أنها تميزت بالحنكة الشديدة فلم تشأ أن تُستدرج لصدام مع أى قوى سياسية لها أهداف محددة، والثانى أنها مغلوبة على أمرها، وهناك متواطئون بداخلها لإظهار أن الجماعات المتشددة قوية، ويجب أن يخاف منها الشعب وهو فى الحقيقة أمر غير صحيح بالمرة.
وطالب «شيحة» الداخلية بإصدار بيان توضح فيه موقفها ولماذا تتعامل بعنف مع المتظاهرين السلميين من القوى المدنية وتتعامل بصمت وتراخٍ مع أتباع التيارات الدينية.
وقال طارق العوضى، عضو الهيئة العليا بحزب المصرى الديمقراطى الاجتماعى، إن هدف التيار الإسلامى من محاصرة مبنى الأمن الوطنى ليس ما أعلنوا عنه من المطالبة بتطهيره، وإنما هو رسالة للأمن الوطنى بأن التيار الإسلامى يستطيع أن يقتحم هذه المقار مرة أخرى، وأن يسقط وزارة الداخلية مرة أخرى إذا لم يخضع لنظام الإخوان المسلمين كما كان يخضع لنظام مبارك.
وأوضح «العوضى» أن التيار الإسلامى ليس له أحد معتقل فى السجون الآن، وجميعهم خرجوا، وأن مظاهرتهم ورفع أعلام القاعدة وكتابة «كلنا بن لادن» على أسوار جهاز الأمن الوطنى لإحداث رعب لوزارة الداخلية، والدعوة لعودة الأمن الوطنى بشكل أسوأ مما كان عليه جهاز أمن الدولة، تحت قيادة التيار الإسلامى لاستخدامه ضد النشطاء السياسيين: «إما أن تكونوا معنا أو نسقط الداخلية مرة أخرى».
ولفت «العوضى» إلى أن التيار السلفى لا يتحرك دون توجيهات عليا من حازم أبوإسماعيل وخيرت الشاطر، بهدف شغل القوى الديمقراطية والثورية عن هدفها بإسقاط النظام سواء بالدعوة لإجراء انتخابات رئاسية مبكرة، أو جمع توقيعات سحب الثقة من الرئيس، فدائماً يقوم الإخوان بافتعال أزمة لشغل الرأى العام عن فشلهم فى إدارة البلاد.
وقال شهاب وجيه، المتحدث الرسمى لحزب المصريين الأحرار، إن الإخوان المسلمين يخسرون كل يوم فى الشارع نتيجة لأفعالهم أو لتحركات أتباعهم، لافتا إلى أن الداخلية تمنع أى شخص من الاقتراب منها وتتعامل مع المتظاهرين أو المعتصمين بمنتهى العنف فلماذا لم تمنع الإسلاميين وأنصار التيارات المتشددة من محاصرة مبنى الأمن الوطنى وتسلق أسواره وإنزال أعلام الداخلية ورفع أعلام الجهاد عليه.
وأشار «وجيه» إلى أن هذه المسيرة كانت رسالة واضحة من الإخوان المسلمين وأتباعهم لكل القوى المدنية فى مصر ليعلموا أنهم يستطيعون استخدام العنف فى أى وقت وضد أى شخص، مؤكدا أن كل هذه التصرفات لن تردع الشعب، لأنه أصبح يدرك حقيقة المخطط الإخوانى لهدم مؤسسات الدولة وإقصاء القوى المعارضة.