قال برنامج الأغذية العالمي، الخميس، إن الأزمة الاقتصادية التي تشهدها مصر تمثل تهديدًا لتوافر التغذية الأساسية في مصر التي يبلغ عدد سكانها أكثر من 84 مليون نسمة، مؤكدة أن «الفقراء ينفقون أكثر من نصف دخلهم على الغذاء».
وتبرز تحذيرات مدير برنامج الأغذية، جيان بيترو بوردينيون، واحدًا من التحديات الرئيسة التي تواجهها حكومة الرئيس محمد مرسي، في ظل سعيها لمواجهة أزمة اقتصادية ناتجة عن انعدام الاستقرار على مدى العامين المنصرمين.
وقال «بوردينيون» في مقابلة مع رويترز إن «الأزمات الاقتصادية تضع المزيد والمزيد من الناس في وضع خطر جدا، والوضع يتدهور ولابد من معالجته فورا، والمشكلة ليست في مدى توافر الغذاء وإنما في قدرة الناس على شرائه خاصة الفقراء، وأحد مخاطر الانكماش الاقتصادي هي أن الغذاء في المستقبل يمكن أن يكون أقل توافرا».
وأضاف أن «الإنفاق على الغذاء يقتطع حصة أكبر من الدخل، في حين تزيد الأسعار بمعدلات أعلى من زيادة الدخول، والأسرة تنفق في المتوسط 40% من دخلها على شراء الغذاء، وبالنسبة للعائلات الأكثر فقرا وهم 25% من السكان يذهب أكثر من 50% من دخلهم لشراء الغذاء».
وأكد أن «تكلفة الجوع قد تشمل تقليص الإنتاجية الاقتصادية، وزيادة تكلفة العلاج في المستشفيات، وآثارًا سلبية أخرى، مثل سوء التغذية، التقزم، الهزال وفقر الدم».
وأشار «بوردينيون» إلى أنه «في 2009 كانت هذه التكلفة حوالي 2% من الناتج المحلي الإجمالي أي حوالي 4 مليارات دولار، والفاقد يمكن أن يكون أعلى الآن مع استمرار الأمور في نفس الاتجاه».
وقالت جين ويت، مسؤولة البرامج في برنامج الأغذية العالمي، إنه «بمرور الوقت ينتقل مزيد من المصريين إلى صفوف الفقراء أكثر ممن يخرجون منها، وإذا لم يكن لدى الناس طعام كاف أو مال يكفي لشراء الطعام فيمكن أن يبدأوا في تبني استراتيجيات تكيف مثل اقتراض الأموال، أو تقليل استخدام مواد غذائية معينة واستهلاك غذاء أرخص، وهذا بالنسبة لنا علامة على العسر أيضا».
وأشارت إلى أن «بعض الأسر تعجز عن إبقاء أبنائها في المدارس إذ تضطر لتشغيلهم للحصول على دخل إضافي، وهناك ما يصل الى 1.6 مليون طفل في سوق العمل»، فيما وصفته بأنه «استراتيجية تكيف حادة»، وينفذ برنامج الأغذية العالمي برنامجا لمساعدتهم على العودة الى المدرسة.
وأوضحت أن «الإحصاءات الرسمية تكشف أن سوء التغذية لدى الأطفال المصريين كان 23% عام 2005 ويبلغ الآن 31% في المتوسط، وتصل النسبة في صعيد مصر إلى 34%، والتقزم لدى الأطفال المصريين ممن يقل عمرهم عن 5 سنوات زاد أيضا من 23% عام 2005 إلى حوالي 31% عام 2011».
وقالت إن نسبة الإصابة بالأنيميا بين الأطفال في مصر زادت إلى المثلين تقريبا في الفترة من 2005 إلى 2008، إذ ارتفعت من 26% إلى 48%.
ويعتزم برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة إطلاق برنامجه الجديد في مصر في يوليو المقبل وسيركز على تقديم مساعدة مباشرة بدرجة أكبر لتلاميذ المدارس وعائلاتهم من خلال برامج مثل «الغذاء مقابل المدرسة» الذي يشجع على إبقاء الأطفال في المدارس.
وقال «بوردينيون»: «يوجد 500 ألف مستفيد تقريبا حاليًا من أطفال المدارس وأفراد أسرهم، وفي البرنامج الجديد سنزيد ذلك إلى 800 ألف».
وعلى المستوى الوطني يساعد برنامج الأغذية العالمي الحكومة في برامج لرفع محتوى الخبز المدعم، وزيت الطعام، ويساعد في تحسين أنظمة معلومات الأمن الغذائي، من خلال بناء أنظمة للإنذار المبكر يمكن أن تبلغ صناع القرار في وقت مناسب جدا حين تكون هناك صدمة مثل تلك التي حدثت أثناء تفشي أنفلونزا الطيور في 2005-2006.