إعاقتهم لم تمنعهم من السفر لمسافات طويلة من الصعيد إلى القاهرة، ليطرقوا باب «المصرى اليوم» أملا فى إيجاد حل لأزماتهم التى لا تنتهى مع المجتمع ومع الدولة التى وصفوها بأنها «تغض الطرف عنهم»، جاءوا مطالبين بحقهم فى العمل والتعيين بمختلف الوظائف فى مختلف محافظات مصر، مشددين على أهمية تفعيل المجلس القومى لحقوق المعاقين.
«نحن لدينا حقوق فى الحياة كأى إنسان عادى فنحن أعطانا الله قدرة لعمل أشياء عظيمة»، بهذه العبارة عبر «عيد محمد» أحد أفراد ذوى الاحتياجات الخاصة لـ«المصرى اليوم» بعدما جاء من أسيوط قاطعاً مسافة كبيرة لنقل مشكلته هو وأصحابه من ذووى الاحتياجات الخاصة.
عيد قال «لا أحد من المسؤولين يشعر بمشاكلنا الحقيقة خاصة فى صعيد مصر كما أنه لا يتم عمل مراعاة لحالتنا فمنذ تخرجى من جامعة أسيوط منذ ثلاثة سنوات وأنا أعانى من أجل العيش والحياة الكريمة التى يعيشها أى مواطن طبيعى» مضيفاً بأنه فور تخرجه وعدته الجامعة هو وأقرانه بتوفير أكشاك لهم بأجور رمزية ثمنها 50 جنيها شهرياً ثم بعد ذلك زاد الإيجار وأصبح 500 جنيه ولم يكن بمقدورنا دفع الإيجار مما أدى لتراكم الديون علينا وسحب الأكشاك.
وتابع بأى حق يتم التعامل بهذا الشكل غير الإنسانى مع ذوى الاحتياجات الخاصة فمطالبنا هى فقط العمل، لذلك جئنا إلى القاهرة ليظهر صوتنا للجميع بأننا فى صعيد مصر نعانى أشد المعاناة فى عدم الحصول على حقوقنا.
معاناة محمود كامل لا تقل عن معاناة عيد فهو بالرغم من فقدانه لبصره إلا أنه تخرج فى كلية الآداب بأسيوط بتقدير امتياز، محمود قال « إن عدم الاهتمام بالمعاقين كشف إعاقة المجتمع الحقيقة فى عدم الشعور بمآسى ذوى الاحتياجات الخاصة.
و قال كامل «للمصرى اليوم» جئت من أسيوط إلى القاهرة متحدياً كل الصعاب لأعبر عن قضية المجتمع وهى حقوق المعاقين «وتابع كامل بأن الله اعطانى قدرات ساعدتنى على اجتياز فترة الدراسة بتفوق لكن المسؤولين لم يلتفتوا لقدراتنا وقاموا بتهميشنا فأحلامنا أصبحت أبسط حقوقنا فى السكن والعيش ولم يعد بمقدورنا أن نحلم.
وأشار كامل الى أن الصعيد ملىء بالعديد من حالات ذوى الاحتياجات الخاصة خاصة فى القرى الفقيرة لذلك لابد من إنقاذ مستقبل الالاف من ذوى الاحتياجات الخاصة بمختلف إعاقاتهم حتى تتحقق أهم أهداف الثورة بالحق فى العيش.
واستطرد كامل قائلاً «نحن مازلنا فى بداية العمر وأمامنا الكثير لتحقيقه لذلك لابد من الالتفات لمشاكلنا ونحن فى سن الشباب قبل أن يفوت قطار العمر.
من ناحية أخرى أكد منير فخرى رئيس قسم التأهيل المهنى بجمعية أهلية تهتم بالمعاقين بأن أبرز المشاكل التى تعانى منها هذه الفئة هى عدم التفات القانون لهم ولحالتهم ومعاملتهم بشكل متساو بالرغم من اختلاف حالات الإعاقة.
وأضاف فخرى لـ«المصرى اليوم» بأن ذوى الإعاقة لا يجب أن نصفهم بـ«المعاقين» لأننا جميعا ذوى احتياجات خاصة فلابد أن تتغير ثقافة المجتمع مشيراً إلى أن وزارة القوى العاملة تضع شهادة خاصة بهم مكتوبا عليها «المتخلفين» أو أصحاب العاهات.
واستطرد قائلاً إن عددا من المؤسسات الخاصة استقبل ذوى الاحتياجات الخاصة المؤهلين وساهموا بشكل كبير فى تحسين مستوى معيشتهم.