استقبل الدكتور علي عبد الرحمن، محافظ الجيزة، الأحد، أعضاء لجنة التهدئة بين المسلمين والأقباط بقرية دهشور التابعة لمركز البدرشين، جنوب الجيزة، وتم خلال اللقاء، الاتفاق بشكل نهائي على حل المشكلة والتصالح بين الطرفين للحفاظ على حالة الاستقرار والهدوء التي يعيشها أهالي القرية.
ومن المقرر أن يلتقي المحافظ، مساء الأحد، بأعضاء لجنة التهدئة بكامل هيئتها للتوقيع على الاتفاق، ووضعه موضع التنفيذ.
وقرر الدكتور علي عبد الرحمن، توفير كل الدعم لأسرة المواطن بشرى يوسف نسيم، واتخاذ كافة الإجراءات التي تضمن تهدئة الأمور، ودعم جهود المصالحة بقرية دهشور واحتواء أي أحداث.
وأكد المحافظ أنه سيتم اتخاذ كافة الإجراءات اللازمة، مشيرًا إلى أن القانون يجب أن يأخذ مجراه مع الجميع، وتقديم الجناة للعدالة وإجراء التحقيقات اللازمة من الجهات المعنية بالدولة.
من جانبه، قال القمص تكلا عبد السيد، راعي كنيسة دهشور، إن الأمور هادئة تماماً بالقرية، وأن المسيحيين يتحركون بحرية تامة في القرية وتتم حركة البيع والشراء في السوق بصورة عادية تمامًا بين الطرفين.
وكانت الأزمة الطائفية في دهشور تجددت نهاية الأسبوع الماضي، بعد العثور على جثة بشرى يوسف، 40 سنة، عم المكوجي، صاحب «فتنة القميص» بدهشور، وتبين إصابته بـ3 طلقات نارية في ظهره وبطنه وفخذه.
وفي ديسمبر الماضي، أحال المستشار طلعت إبراهيم، النائب العام، 4 مسيحيين، و9 مسلمين إلى محكمة الجنايات، في واقعة الفتنة الطائفية بقرية دهشور، حيث تم توجيه تهمة القتل العمد وحيازة مفرقعات للأربعة المسيحيين، بينما وجهت تهم السرقة بالإكراه والتعدي على قوات الأمن ومقاومة السلطات للتسعة المسلمين.
كانت الأجهزة الأمنية بالجيزة تمكنت من السيطرة على مشاجرة وقعت بين مسلمين ومسيحيين، بقرية دهشور في البدرشين بمحافظة الجيزة، في شهر يوليو الماضي.
وبدأت الأحداث بمشادة بين شاب «مسلم» ومكوجي «مسيحي»، بسبب احتراق قميص الأول أثناء قيام الثاني بكيه، وتطورت إلى مشاجرة استعان فيها كل طرف بعدد من أنصاره، وانتهت بإصابة حوالي 7 أشخاص، واحتراق منزل.
وتمكنت قوات الشرطة من منع أهالي قرية «دهشور» التابعة لمركز البدرشين، جنوب الجيزة، من اقتحام كنيسة «ماري جرجس»، بعد دفن جثمان الشاب معاذ محمد حسن، الذي لفظ أنفاسه الأخيرة إثر إصابته بحروق كبيرة، أثناء المشاجرة.
وأفادت التحريات بأن الأهالي انتظروا الانتهاء من تشريح الجثة، ووصول الجثمان للقرية، حتى تجمع مجموعة من الشباب أمام مسجد القرية، وقاموا بالاعتداء على سيارة شرطة كانت ترافق الجثمان، وألقوا عليها الطب والحجارة، مما تسبب في إحداث تلفيات بها، وكسر زجاجها الأمامي.
وأكدت التحريات أن مئات الأهالي شيعوا جثمان الشاب الضحية، وسط حراسة أمنية مشددة، وتقدم الجنازة والد الشاب وأشقاؤه وأقاربه وقيادات مديرية أمن الجيزة، بقيادة اللواء كمال الدالي، مدير المباحث، ونائبه اللواء طارق الجزاز واللواء محمود فاروق، مدير المباحث الجنائية، وأدى الأهالي صلاة الجنازة على المتوفي، ثم توجهوا به إلى مدافن القرية.
وقالت التحريات إنه بعد الانتهاء من مراسم الدفن، وعودة المشيعين، حاول 500 شخص اقتحام كنيسة «مار جرجس»، من أحد الشوارع الخلفية، إلا أن قوات الشرطة تصدت لهم، ومنعتهم من الوصول إلى الكنيسة، وأن 20 شخصًا تمكنوا من دخول الكنيسة، عن طريق أسطح المنازل المجاورة لها، وتم ضبطهم والسيطرة عليهم وصرفهم من المكان، دون إحداث أي تلفيات، وأثناء ذلك حاول 500 شخص آخرين اقتحام الكنيسة مرة أخرى من الشارع الرئيسي، وتصدت لهم القوات ومنعتهم، فألقوا الطوب والحجارة على القوات، وتم إطلاق عدد من الطلقات المسيلة للدموع لتفريقهم.
وأشارت التحريات إلى توجه مجموعات من شباب القرية وصبيانها إلى منازل ومحال أهالي البلدة من المسيحيين الكائنة خارج الكتلة السكنية في طريق زاوية دهشور، ومحل ومخزن مياه غازية، وقاموا بالتعدي عليها وإحداث تلفيات بها، وتكسير واجهات وأبواب تلك المنازل والمحال، وعندما تدخلت القوات للسيطرة على الموقف، أصيب 6 شرطيون، بينهم اللواء محمود فاروق، مدير إدارة البحث الجنائي بجرح قطعي في الوجه أسفل العين اليسرى، كما أصيب والد الشاب الضحية، بجرح قطعي في الرأس وذلك أثناء محاولتهم منع أهالي القرية من التعدي على الكنيسة والمنازل والمحال.