طالبت منظمة العفو الدولية في تقرير أصدرته، مساء الأربعاء، مصر والسودان بالتنسيق بينهما لإيقاف اختطاف طالبي اللجوء، واللاجئين من معسكرات في السودان، ونقلهم بالإكراه إلى مصر، ومعاملتهم بقسوة في صحراء سيناء، داعية قوات الأمن المصرية إلى سرعة التحقيق في التقارير حول احتجاز اللاجئين، وطالبي اللجوء في بعض المباني في شمال شرق سيناء.
وأشار تقرير المنظمة الأمريكية المعنية بحقوق الإنسان حول العالم إلى أن معظم ضحايا الاعتداءات في سيناء الذين تم تحريرهم ذهبوا إلى إسرائيل، بينما ظل بعضهم في مصر، وتوجّه آخرون إلى إثيوبيا.
وذكرت المنظمة أنه «ولفترة تزيد على عامين، يُختطف اللاجئون وطالبو اللجوء من داخل ومن حول مخيمات اللاجئين في شقراب شرقي السودان على مقربة من الحدود الإريترية، حيث إن الأغلبية العظمى من الضحايا إريتريون، ثم يتم تهريبهم إلى صحراء سيناء بمصر، ويقعون في أسر عصابات البدو الإجرامية التي تطالب عائلات المختطفين بدفع فدية لإطلاق سراحهم».
وأشارت «العفو الدولية» إلى أنها تلقت «تقارير متكررة عن العنف الوحشي المستخدم مع الأسرى في سيناء، بما في ذلك الاغتصاب والاعتداءات الجنسية والحرق، وصنوف أخرى من المعاملة العنيفة والسيئة».
وأضاف: «قتل بعض اللاجئين وطالبي اللجوء عندما عجزت عائلاتهم عن دفع الفدية، ومات آخرون، بسبب إصاباتهم، أو بسبب ظروف الأسر القاسية للغاية. فقد شاهد أحد المراهقين احتجز لمدة ثمانية شهور في سيناء ووفاة سبعة من الأسرى في أثناء هذه الفترة».
من جانبها، قالت باحثة الشؤون الإريترية بمنظمة العفو الدولية كلير بستون، إن «السلطات المصرية مسؤولة عن حماية أي فرد يوجد على أراضيها، وينبغي أن تسرع باتخاذ خطوات عاجلة لتحرير كل الأشخاص المأسورين والمتعرضين لاعتداءات رهيبة في سيناء، وأن تمدهم بعناية طبية عاجلة، وتتيح لهم إجراءات اللجوء والدعم».
وأضافت «بستون»: «مما يدعو للقلق بشكل خاص أن العديد من الضحايا يزعمون أن أفرادًا من أجهزة الأمن الوطني السودانية مشتركون في عمليات الاختطاف قرب الحدود مع إريتريا وإثيوبيا، ويجب أن تحقق الحكومة السودانية في جميع الادعاءات عن اشتراك ضباط سودانيين أو تواطئهم، وعند الوصول إلى أدلة كافية يجب القبض على الأفراد المتورطين ومحاكمتهم».
ونقلت «العفو الدولية» عن الشهادات التي جمعتها أن الأسرى في سيناء يعانون من العنف البالغ والقسوة، بما في ذلك الاغتصاب المتكرر، والأشكال الأخرى من الاعتداءات الجنسية، والضرب بالسلاسل، والحرق بالبلاستيك والمعادن المحماة والصدمات الكهربائية، والتدلي من السقف، ونقع الشخص في الجاز ثم إشعال النار فيه».
وطالبت المنظمة أيضًا الدول الواقعة على طريق الاتجار، بدءًا من إريتريا عبر إثيوبيا والسودان إلى مصر، بأن تعمل جميعًا على إنهاء الاختطاف، والاتجار والاعتداءات الفظيعة، وأن تزيد من التفاعل مع مبادرات الوكالات الدولية، لمعالجة هذه الجرائم، مشددة علي أن التعاون الإقليمي يجب ألا يتعارض بأي حال مع حقوق وسلامة اللاجئين وطالبي اللجوء.