يصل الرئيس الأمريكي «باراك أوباما» ترافقه زوجته «ميشال» اليوم الخميس، إلى النرويج؛ حيث يتسلم جائزة نوبل للسلام التي أثارت جدلا واسعا هذا العام، وسط أضخم انتشار أمني عرفته النرويج حتى الآن.
وتحلق مروحيتان عسكريتان فوق الفندق الذي سينزل فيه أوباما فيما تحوم مروحيات أخرى في سماء وسط المدينة في إطار عملية أمنية سوف تكلف الحكومة ما يقارب 92 مليون كورون (16 مليون دولار)، ما يزيد بعشرة أضعاف عن قيمة المكافأة النقدية التي ترافق جائزة نوبل للسلام.
ونشرت حواجز على الأرصفة على طول جادات أوسلو الرئيسية وتمت تعبئة 2000 إلى 2500 ضابط في الشرطة وأعيد فرض إجراءات المراقبة والتفتيش عند حدود هذا البلد المنتمي إلى فضاء شينجن ونشر مضادات جوية قرب المطار وفي جوار اوسلو لضمان أمن الرئيس الأمريكي.
وبحسب المسئول عن كتابة خطابات أوباما، فمن المقرر أن يتطرق في كلمته خلال استلام جائزته إلى التناقض الظاهر بين قراره تكثيف جهود الحرب في أفغانستان بإرسال 30 ألف جندي إضافي، وبين حصوله على جائزة نوبل للسلام.
في غضون ذلك، أظهر استطلاع للرأي في الولايات المتحدة، أن أمريكيان من أصل ثلاثة يعتبران أن أوباما لا يستحق جائزة نوبل.
وأوضح الاستطلاع الذي أجرته جامعات «كينيبياك» في ولاية «كونيكتيكت» أن معظم الأمريكيين الذين يعتقدون أن أوباما يستحق جائزة نوبل للسلام لا تتعدى نسبتهم 26%.
وقال «بيتر بروان» رئيس قسم الاستطلاعات في الجامعة في تصريح لـ«راديو سوا» الأمريكي إن 8% من الجمهوريين يرون أن أوباما يستحق الجائزة، مشيرا إلى أنها نسبة منخفضة جدا.
وأضاف أن الانتماءات السياسية للأشخاص الذين شملهم الاستطلاع اثرت بصورة واضحة على آرائهم.
وكان اختيار أوباما فائزا بجائزة نوبل للسلام لعام 2009 قد أثار جدلا فور الإعلان عنه في التاسع من اكتوبر الماضي؛ بسبب خوض الولايات المتحدة حربين في العراق وأفغانستان، وازداد التشكيك في صوابيه هذا الخيار بعد إعلان اوباما إرسال تعزيزات إلى افغانستان.
في السياق نفسه، انتقد الرئيس الكوبي السابق «فيدل كاسترو» الرئيس الأمريكي باراك أوباما لقبوله جائزة نوبل للسلام في الوقت الذي يصعد فيه الحرب الأمريكية في أفغانستان ويرسل إلى هناك قوات اضافية.
وكتب «كاسترو» في مقال نشرته وسائل الإعلام الكوبية أمس يقول: "لماذا يقبل أوباما جائزة نوبل للسلام في الوقت الذي قرر فيه خوض الحرب الافغانية إلى النهاية؟ لم يكن مضطرا إلى هذا الرياء".
وأضاف: "رئيس الولايات المتحدة لم يقل كلمة واحدة عن مئات الالاف من الناس من بينهم أطفال ومسنون أبرياء ماتوا في العراق وأفغانستان".
وأوباما هو ثالث رئيس أمريكي يفوز بالجائزة أثناء وجوده في المنصب بعد «تيودور روزفلت» و«ودرو ويلسون»، وفاز «جيمي كارتر» بالجائزة بعد عقدين من تركه المنصب.