قال الدكتور محمد البلتاجي، عضو المكتب التنفيذي لحزب الحرية والعدالة، مساء الثلاثاء: «(الأخونة) إنه السيخ المحمي الذي يخرجونه لك كلما هممت بالتقدم للأمام ليجبروك على التراجع خطوات للوراء».
واعتبر «البلتاجي»، في صفحته على «فيس بوك»، تسمم المئات من طلاب الأزهر في مدينتهم الجامعية بمثابة «مأساة»، قائلاً: «آخر نكتة (وسط المأساة المتكررة لطلاب الأزهر).. المسؤولون عن تسمم الطلاب ينددون بأخونة الكارثة، ويتهمون اتحاد الطلاب الإخواني (المنتخب) بافتعال الأزمة».
وتابع: «قد تعتبرها الآن نكتة، لكنك لن تتعجب إذا وجدت في الصباح الصحف (إيّاها) تنشر مانشيتات من نوع (مكتب الإرشاد يدرس ترشيح .... رئيسًا لجامعة الأزهر)، و(نشر وثيقة خطة الجماعة للسيطرة على مؤسسات الأزهر)، و(شركة إخوانية تتقدم لتوريد الأغذية للمدن الجامعية) إلى غير ذلك من التلفيقات والفبركات المكشوفة».
وأضاف «البلتاجي»: «يطلبون من الرئيس أن يدير مؤسسات دولة ما بعد الثورة بأعوان زكريا عزمي في الرئاسة، وأعوان عمر سليمان في المخابرات، وأعوان حبيب العادلي وحسن عبد الرحمن في الداخلية، وأعوان عبد المجيد محمود ورجاء العربي في النيابة العامة، وأعوان فاروق سلطان وممدوح مرعي في القضاء، ثم يسألونه بعد ذلك عن استكمال مسيرة الثورة وتحقيق مطالبها».
وشدد «البلتاجي» على أن الشعب يريد من الرئيس مرسي وقف الفساد والظلم، بالإضافة إلى تحقيق العدل والرفاهية، مضيفًا: «بينما هؤلاء يشترطون على الرئيس ألا يغير أيا من القيادات التي اختارها حسني مبارك وصفوت الشريف، وكلما هم بالتغيير ارتفعت الأصوات (الأخونة.. الأخونة)».
وقال: «أليس عجيبًا أن يسمى وزير الدفاع بالإخواني، والنائب العام بالإخواني، ووزير الداخلية بالإخواني، ووزير العدل بالإخواني، ورئيس المخابرات بالإخواني، ورئيس الجهاز المركزي للمحاسبات بالإخواني، وكأن نظام حسني مبارك وحبيب العادلي كان يسمح للإخوان وأنصارهم بالوصول إلى تلك المواقع القيادية العليا في الجيش والشرطة والقضاء».
وتعجب «البلتاجي» من استخدام مصطلح «الأخونة» لدى خصوم الثورة في تونس وليبيا، مشيرًا إلى أن بعض الأنظمة تروج لعدم مساعدة الثورة السورية بحجة الخوف من «الأخونة».
وأضاف «البلتاجي»: «بالطبع أتحدث عن الكفاءة والتخصص والأمانة أينما وجدت لتولي المسؤولية، وأرفض ما عداها من معايير ولو كانت الولاء والثقة والانتماء»، موضحًا أنه تحدث في رسالته على «فيس بوك» عن «نماذج لتغييرات لا علاقة لها بالإخوان من قريب أو بعيد، لكنني أحذر من استخدام السيخ المحمي ليبقى الرئيس يدير دولة مبارك وليست دولة ما بعد الثورة»، واصفًا الموقف بأنه «الرغبة في قولبة ودولنة النظام الجديد لتبقى الأوضاع على ما هي عليه».
واعتبر أن «البعض كلما كاد التغيير أن يطاله أو يطال مصالحه ومكاسبه يصرخ عاليًا (إنها الأخونة إنها الأخونة)، وهذا يتجلى في حملات إعلامية ممنهجة تتم بهذا القصد».
يأتي ذلك، بعدما قرر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، تشكيل لجنة للتحقيق في إصابة المئات من طلاب المدينة الجامعية بالأزهر الشريف بالتسمم الغذائي.
وأكد «الطيب» أنه لن يتهاون مطلقًا في معاقبة المقصرين في عملهم، وسيتخذ الإجراءات القانونية الرادعة تجاه من تثبت مسؤوليته عن إصابة الطلاب بالتسمم.
كما قرر الدكتور أسامة العبد، رئيس جامعة الأزهر، إقالة مسؤول التغذية بالمدينة الجامعية وإحالته هو ومدير المدن الجامعية للتحقيق، مؤكدًا أنه لن يتستر على الفساد وسيعاقب المسؤولين عن إصابة الطلاب.
قالت وزارة الصحة والسكان إن عدد حالات الإصابة بالتسمم الغذائي التي حدثت، مساء الإثنين، في المدينة الجامعية بجامعة الأزهر ارتفع إلى 561 حالة.