x

محمود حميدة: أنا من جيل وافق على الفساد.. والنظام يجب أن يتغير (حوار)

الثلاثاء 02-04-2013 22:02 | كتب: أميرة عاطف |
تصوير : other

قال الفنان محمود حميده إنه من جيل وافق على النظام الفاسد بقصد أو دون قصد، مشيرًا إلى أن الجميع مسؤول عن الدم الذي سال في الشوارع، موضحًا في حواره مع «المصري اليوم» أن النظام لابد أن يتغير حتى تستقيم الأمور، موضحًا أن الجيل الحالي قادرًا على النهوض بمصر، ناصحًا كل من هو فوق 50 عامًا بالابتعاد عن المشهد السياسي، حتى يأخذ الشباب فرصته في القيادة.

   ما تقييمك للوضع السياسى فى مصر حالياً؟

 - ليس هناك رأى يمكن أن يقال عن هذه الحالة، لأن كل واحد متمسك «باللى فى دماغه وعايش فيه»، ولا يسمع الآخر، وحتى ليس لديه أن يتراجع خطوة عن موقفه، وقلنا منذ بداية الثورة إننا سنشاهد دماً كثيراً وهو ما يحدث حالياً.

وكيف نخرج من هذا الوضع المتأزم؟

-  يجب أن يبتعد كل من هم فوق الخمسين عن المشهد ويذهبوا إلى بيوتهم ويتركوا الشباب يعملوا، والكلام عن أن الشباب تنقصهم الخبرة به مزايدة على مخلوقات ربنا، الشباب هو القادر على العبور بنا من هذه الأزمة، وإذا كان أى شخص من الموجودين على الساحة يعتقد أنه سيصحح الأوضاع وسيبنى المستقبل، فإننى أقول له هذا لن يحدث أبداً، وبالتأكيد هو «واهم».

هل هذا يرجع لتفكير الجيل الموجود على الساحة فى مصلحته الشخصية؟

-  ومن الذى لا يفكر فى مصلحته الشخصية؟، لابد أن يفكر كل شخص فى مصلحته الشخصية ولكن بأي طريقة وبأى منطق، ولابد من وجود معادلة تحكم ذلك.

هل عبور المأزق الذى نعيشه مستحيل فى ظل سيطرة الإخوان الذين يرفضون وجود أى فصيل آخر؟

- لا أعرف الإخوان أو تفاصيلهم، كما لا أعرف الآخرين، لكننى لن أسمع أي شخص تجاوز عمره 50 عامًا، لأنني متأكد أنه ليس لديه أى حلول.

وما الذى سيفعله الجيل القديم فى حالة تقاعده؟

-  «يقعدوا ورا عيالهم» لمجرد المشورة، وحتى رأيهم غير ملزم، والقضية أننا كآباء إذا لم نقتنع بأننا لا نصلح «يبقى كلامى كله فشنك»، كما لا يجوز أن يسير الجيل القديم إلى جوار الجيل الجديد لأننا كلنا فاسدون، واللي فاكر نفسه مش فاسد يبقى ربنا يتولاه، وبما إننا كنا رجاله جامدين قوى معملناش حاجة ليه»، فمنذ أن ولدت سنة 1953 وحتى الآن، لماذا لم أفعل أى شىء، «جاى دلوقتى لما بنتى نزلت الشارع وكسرت النظام، طالع أقول أنا أبوالبنت دي، وأنا اللى معلمها».

هل ترى أن ما نمر به حاليا وضع منطقى بعد الثورة؟

- الناس تتعامل مع الثورة على أنها ثورة تقليدية رغم أنه ليس لها أى مثيل فى التاريخ الإنسانى كله، وهذه الثورة استمرت 18 يوماً فقط، وما يحدث حالياً كان لابد أن يحدث لأن اتجاهاتنا مختلفة وتعليمنا مختلف، وبالتالى تفكيرنا مختلف عن بعض بمسافات بعيدة، ومن الضد للضد، من الشيوعى إلى الدينى المتطرف أيا كان مسلماً أو مسيحياً، وكل واحد فيهم يرى أن الحل لديه.

لكن فكرة التوافق قد تكون حلا لما نواجهه من أزمات؟

- وكيف يتوافقوا؟ لو كانوا «هيتوافقوا كانوا عملوا كده»، وأعتقد أن هذا لن يحدث، وثورة 25 يناير من وجهة نظرى قامت لكى تجيب على سؤال: أنا لماذا؟، وكل فرد فيها خرج بدافع هذا السؤال، لكن لم يكن هناك اتفاق على توجه معين، وهذا يحتاج إلى «قعدة ونظر» ومن يفعلوا ذلك لابد أن يكونوا شبابا.

ولماذا توارى الشباب من المشهد؟

-  «عشان قرفانين مننا، يعنى هيروح الشاب يضرب أبوه ويبقى قليل الأدب»، لابد أن يترك الأب المهمة لابنه لأنه «مش نافع»، ولا يعرف حتى يستخدم الكمبيوتر ولا يفعل أي شىء، واستمرارهم بهذا الوضع لا يحكمه إلا الأنانية، وكل فترة نسمع عن حق الشهداء، «ولا حق شهداء هيجى» ولا ثورة مستمرة، لكن هناك حالة فوضى مستمرة، وبلطجة مستمرة، وجريمة مستمرة، وكل الناس حاليا تُخرج أسوا ما فيها، فنحن كسرنا السقف.

وكيف يسير الوضع فى الاتجاه الصحيح؟

-  معنديش فكرة، أنا قاعد فى نهاية الأتوبيس وفيه واحد سايق قدام»، وكنت متوقعاً كل ما يحدث منذ بداية الثورة، ولكن ليس لدى سيناريو للخروج من الأزمة لأننى لست محللا سياسيا، ولا أستطيع تقديم تقرير علمى، ولكنى أتحدث عن حالة اجتماعية ورؤيتى لها، وكل شخص له رؤية لكن هذا لا يعنى أنه يصلح للمشاركة فى بناء دولة أو نظام.

 قلت إنك تجلس فى نهاية الأتوبيس، فما الوضع لو كان السائق «كفيف»؟

- «يبقى رحنا فى داهية»، ومضطر للبقاء لأن ليس لدى أى حل آخر، «خربت آدى إحنا قاعدين، عمرت آدى إحنا قاعدين».

لكن المفروض أن يقاوم الفن ما يحدث؟

- لا أستطيع أن أشارك إلا بالأفلام، لست جنديا ولا فلاحاً، أنا ممثل.

هل حالة اليأس الموجودة عند الناس قد تٌصعب من عملية التغيير؟

- أنا لا أيأس أبداً ودائما متفاءل، وتفاؤلى يرجع إلى أنه لا أحد يستطيع إيقاف مسيرة الشعب المصرى، وكما قال فؤاد حداد «إحنا الشعب المصرى.. أول سيرة الإنسان.. إحنا من صخر العزيق والصبر.. وإحنا من طل وندى المواويل.. وزى ما تعود علينا النيل زى ما تعود علينا العطش.. يمكن خطانا فى الزمان كان من سبيل الرحمة والحنية.. يصعب علينا فى يوم نفارق عيالنا.. ومجاش فى بالنا.. زى العرق الدم يبنى البيوت»، والشعب المصرى طوال تاريخه لم يستكن.

إذن كيف تفسر بطء حركة التغيير؟

- هذه طبيعة الشعب المصرى، فالسمة الكبرى للعقلية المصرية هى الصبر، فليس هناك شعب اعتنق ديانة لمدة 7 آلاف سنة إلا المصريون.

قبل الثورة كنا نسمع عن احتمال حدوث ثورة الجياع، فهل من الممكن أن يحدث ذلك؟

- نحن دخلنا فى أجواء هذه المرحلة من مدة، وممكن فعلا أن تحدث ثورة جياع، ووقتها المشهد سيكون دمويا ورهيبا ولا يتحمله أحد.

هل لن يترك الإخوان الحكم إلا بالدم وثورة للجياع؟

- أنا أتحدث عن جيل كامل لابد أن يتنحى عن المشهد، ولا أتحدث عن سلطة حاكمة، وأى فصيل آخر كان سيحكم كان سيفعل نفس الشىء، وفى علم الإدارة النظام الذى أنتج مشكلة بالضرورة هو غير قادر على حلها، ولذلك الشركات والمؤسسات تغير دمها وشكلها كل 5 سنوات لكى يحدث لها قفزات، وأنا من جيل وافق على النظام الفاسد سواء علما أو جهلا، أما من اعترضوا على النظام وماتوا أو مازالوا على قيد الحياة، فهم قلة فى المجتمع ومغلوبون على أمرهم بالضرورة.

ومن المسؤول عن الدم الذى يسقط كل يوم؟

- كلنا مسؤولون ولكى نغير الوضع لابد أن يتغير النظام، والنظام لم يتغير.

هل من الممكن أن يحدث أخونة للفن؟

- لا أفهم الإخوان لأننى لم أقرأ أدبياتهم، ومن الممكن أن تحدث الأخونة، لكن لن تستمر طويلا لأن الناس جميعا لا ينطلى الزور عليهم.

معنى هذا أن الفن سيستمر على يسار السلطة؟

- الفن المصرى لم يقف أبدا على يسار السلطة، وبعض الأفلام التى انتقدت النظام قدمها عدد قليل من المبدعين، ولا يجوز أن نقول إن الفن كان على يسار السلطة، فهو كان وسيظل مع السلطة.

بعيداً عن السياسة متى سيخرج مسلسل «ميراث الريح» إلى النور؟

- المسلسل بدأنا تصويره السنة الماضية، ونتمنى أن نستكمله هذا العام حتى يعرض فى شهر رمضان المقبل، وأنا «مكنتش حابب اشتغل فى التليفزيون» لأسباب كثيرة، ولكن إذا اقتنعت بعمل آخر من الممكن أن أكرر التجربة، رغم أنى لا أصدق أن هناك من يجلس ليتابع ممثلاً معيناً لمدة شهر كامل.

ماذا عن مشروعاتك السينمائية الجديدة؟

- لدى مشروع مع المخرج فوزى صالح لتحويل فيلمه التسجيلى «جلد حى» إلى فيلم روائى طويل، وأنا من الممثلين الذين سيشاركون فى البطولة.

هل تحمست لفوزى صالح لأنه زوج ابنتك؟

- إطلاقا، فهل أنا الذى قدمت له فيلمه الأول؟، بالتأكيد لا، لكنه سينمائى فريد من نوعه، وهو من الجيل الذى كنت أقول عليه لأصحابى «إحنا منعرفش عيالنا»، ومن هذا الجيل بناتى، لأن لكل واحدة فيهن شخصيتها المستقلة.

ألا تتدخل فى اختيارات بناتك؟

- لا، لأن ذلك ليس من حقى، والأب الذى يظن أن ذلك من حقه يريد أن يستعير حياة ابنه أو ابنته، ليعيش هو بدلا منهم، لكنه لا يستطيع أن يحلم بدلا منهم أو يتصور المستقبل بدلا منهم.

هل تستشير بناتك فى أعمالك؟

 - «لما آجى أعمل حاجة مبشورش على حد لأني عايز أعيش»، والأفعال لها دوافع، والوعي بالدوافع يأتى بعد خبرة حياتية، ولو كنت أريد القيام بعمل لأنى أحتاج للمال «هاشور على حد ليه»، وهناك أفلام قدمتها ولو كنت أخذت رأى أحد »مكنتش هاعملها».

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية