«عار أن أتهم بازدراء الإسلام.. ولا أخشى السجن، وربما هي فرصتي للشهادة التي تمنيتها خلال الثورة.. ولابد أن يرحل الرئيس محمد مرسي، وجماعة الإخوان المسلمين، أكبر المتآمرين والفلول.. والثورة مستمرة».. ما سبق كان جانبًا مما قاله الفنان علي قنديل، أو «عبد الكريم» في مسلسل الست كوم الشهير «حرمت يا بابا»، خلال حواره لـ«المصري اليوم» حول استدعائه للتحقيق بتهمة ازدراء الأديان بعد ظهوره مع باسم يوسف في برنامج «البرنامج»، وإلى نص الحوار:
أنت متهم بازدراء الدين الإسلامي، فما ردك؟
من العار أن يتم اتهامي بالإساءة إلى الدين الإسلامي، ففضلا عن أنه ليس لأي أحد أن يتدخل في علاقتي بربي، فأنا أشعر بمرارة شديدة من أن يتم توجيه هذا الاتهام لي، ولست في حاجة إلى أن أشدد على احترامي الكامل لكل الأديان وغيرتي الشديدة على الإسلام.
هل ستتجه إلى النيابة العامة، الأربعاء، للدفاع عن نفسك؟
رغم ترددي، إلا أنني سأذهب إلى النيابة، والحقيقة أني لم أتسلم استدعاء رسميا حتى الآن، لكني سأكون هناك ليس للدفاع عن نفسي، ولكن كي أوضح للنيابة أنني لست «مونولجست» كما جاء في قرار الاستدعاء الذي تم نشره، وأقول لهم إني أحد فناني «ستاند آب كوميدي»، وأرى أنه من السخرية أن يقال إني «مونولوجست»، وهدفي من الذهاب هو أن أعرف حقيقة الاتهامات الموجهة لي، وما أراه «عبثا»، وليس الهدف من خضوعي للتحقيق الدفاع عن علاقتي بديني وربي.
هل ترى أن ما قدمته خلال ظهورك مع باسم يوسف يمثل ازدراءً للإسلام؟
لا أفهم ومازلت لا أستوعب هل حقا النيابة جادة في هذا الاتهام، أم هو مقلب من باسم يوسف، وكل ما قدمته خلال حلقة «البرنامج» لا يعدو كونه نقدًا لخلل أراه في الخطاب الديني، ومن منطلق حرصي وغيرتي على ديني وليس ازدراءً له، وإذا كان ما قدمته ينطوي على ازدراء فماذا يسمّى ما يقوله ويقدمه آخرون ممن يطلقون على أنفسم دعاة.
استدعاؤك للتحقيق هل يتعلق بحسابات سياسية لمسؤول التحقيق؟
لا أستطيع أن أجزم بذلك، فمازلت لا أعلم تحديدًا ما هي الاتهامات الموجهة لي، وكل ما أفكر فيه هو أن أوضح للنيابة اني لست «مونولجست»، والتأكيد على أن ما أقدمه فن معترف به عالميًا، وللدفاع عن حريتي في التعبير عن الرأي، والدفاع عن الحريات إجمالًا، والحريّة في توجيه النقد دون قيود أو «تابوهات»، فّإذا كان الثالوث المحرّم هو «الدين والجنس والسياسية»، فهذا هو ثالوثي المفضل، وسأظل أدافع عنه بفني طالما ما أقدمه ينطوي على رسالة دون ابتذال.
كيف ترى القضية إجمالًا في ظل التهم الموجهة لك ولباسم يوسف؟
هي حرب على الحريات ليس بدايتها هذه القضية، بل تمتد جذورها لنظام حسني مبارك «الانبطاحي»، بدأت منذ زمن طويل، واستمرت منذ بداية الثورة وحتى الآن، وحاليًا يقود الحرب على الحريات جماعة الإخوان المسلمين، والرئيس محمد مرسي.
وصفت نظام مبارك بالانبطاحي فكيف تصف سياسة محمد مرسي؟
باسمًا يرد: «هو إنت شايف سياسة، أو برنامج لمرسي، أو جماعة الإخوان المسلمين، أنا الحقيقة مش شايف أي سياسة ولا برامج لو إنت شايف قوللي».
هل ترى الحرب على الحريات موجهة من مؤسسات الدولة أم جهات مستقلة؟
الحرب على الحريات، ومحاولات القمع متواصلة من مؤسسات الدولة، وجماعة الإخوان المسلمين التي قفزت على الثورة، دون أن يكون لها دور واضح، فجماعة الإخوان المسلمين جماعة عميلة تآمرت مع النظام السابق قبل الثورة، والتقت عمر سليمان أثناء الثورة، وقالت إنها لن يكون لها مرشح رئاسي وجاءت بمحمد مرسي رئيسًا، فالإخوان هي أكبر الفلول.
ما خطتك للدفاع عن نفسك أمام النيابة؟
دفاعي هو أن الثورة مستمرة، وسأقول كل ما قلته سابقًا من آراء سواء نقدًا للخطاب الديني أو نقدا سياسيا للنظام الحاكم، وأرى أنها فرصة كي نواجه صور الانحراف عن مسار الثورة، فقد قمنا بثورة كي نكسب الحق في التعبير، ولكن بالشكل الحالي الثورة لم تحقق أيا من أهدافها فشعارنا كان وما زال «عيش.. حرية.. عدالة اجتماعية»، وآن الأوان أن يتحول هذا الفيلم إلى مشاهد، وربما يكون وقوفي أمام النيابة أحدها.
ما الجهات التي أعلنت تضامنها معك؟
تلقيت اتصالات من جهات حقوقية، وقوى سياسية، ومحامين كلهم عرضوا التواجد معي خلال التحقيقات، ووصل عدد المحامين الذين أكدوا حضورهم إلى أكثر من 10 محامين، ولكني لا أعول كثيرًا على التضامن الشعبي، فالشعب الذي فشل في تحقيق أهداف ثورته والوقوف خلفها حتى الآن لا أعتقد أنه قادر على دعمي، ولا أطلب منه ذلك.
هل ترى أن القضية محاولة من النائب العام للتغطية على حكم بطلان تعيينه؟
ربما يكون ما يحدث معي وباسم يوسف محاولة لإحداث ضجة إعلامية للتغطية على أزمة حكم بطلان تعيينه، ولكن هنا أود أن أوجه سؤالي إلى الرئيس محمد مرسي «إحنا دلوقتي عندنا اتنين نائب عام، طلعت عبد الله استدعاني للتحقيق، وأنا خايف أروح لـ (أونكل عبد المجيد محمود) يزعل، طب لو جاني استدعاء من عبد المجيد محمود يوم الأربعاء الجاي في نفس الوقت أروح لمين فيهم، قولي ياريس أروح لمين، طب ولو طلعت عبد الله مشي يبقى اتهامي باطل ونرجع نعيد القضية من الأول أنا مش فاضي للكلام ده أنا عندي شغل».
هل يتحمل الرئيس وجماعة الإخوان مسؤولية ما يحدث؟
الإخوان حليفة النظام السابق حيث قفزت على الثورة، وحاولت أن تستأثر بثمارها التي لم تنضج بعد، وبات يؤرقهم أي صوت يعلو مطالبًا بتحقيق مطالب الثورة، وكل ما حققته الثورة أنها كشفت الجميع، وأظهرت عورات المجتمع وأولى خطوات الإصلاح القادمة هي الخلاص من جماعة الإخوان المسلمين، وهذا يتطلب وقتا، ويتطلب أن نتحمل أوضاعا اقتصادية صعبة، ومرحلة انتقالية قد تطول، ويطول معها تأثر قطاعات الاقتصاد والسياحة، لكنها ضريبة دفعها قبلنا الشهداء وجاء دورنا كي نستكمل المسيرة.. والإصلاح يجب أن يكون ذاتيًا بأن يصلح كل منّا نفسه، وأن يحقق كل شخص سواء كان مواطنًا عاديًا أو فنانًا أو موظفًا أهداف الثورة بداخله.
أنت متهم بالإساءة إلى سمعة مصر لسخريتك من شخص الرئيس؟
منفعلًا وبلهجة حادة رد قائلا: الرئيس مجرد موظف يحصل على راتب نظير القيام بعمله، وطالما أخطأ يجب أن ينتقد، علاوة على أن الرئيس محمد مرسي يتحمل جزءً كبيرًا من ذلك، بسبب سقطاته الفظيعة، وهفواته التي تصل إلى حد «الكوميديا» في بعض الأحيان، وكفى الأخطاء التي وقع فيها خلال زيارته إلى باكستان وغيرها كثير، وعليه طالما تصدى للمسؤولية أن يتحمل النقد بمستوياته.
بوصفك فنانا ما أشكال القمع التي تواجهها؟
لا أدّعي أني أتعرض لقمع فما أقدمه من فن لا يوجد له سقف، حتى وإن وضعت الدولة أو غيرها من جماعات أو مؤسسات محظورات فوجب عليا أن أخترقها فهذا دوري كفنان طالما أني لا أقدم ابتذالا أو فنا هابطًا فالإبداع والفن بلا سقف سوى رؤية الفنان ورسالته، لذا أنا أطلب دومًا من يستضيفني بأن يتنصلوا من المسؤولية القانونية لما أقدمه، وهذا ما حدث خلال حلقة باسم يوسف التي أحلت للتحقيق بسببها.
هل أثر استدعاؤك للتحقيق عليك سلبًا؟
نعم أثر على عملي بشكل سلبي وليس كما يدّعي البعض أنها فرصة للظهور والدعاية المجانية، وهو ما أرفضه فأنا لست بحاجة إلى هذا، ولم أكن أحب أبدًا أن أتهم بازدراء الأديان، وكنت أفضل أن يتم حبسي أو سجني على ذمة أي قضية أخرى، وأود أن أوضح للنيابة أني سأتواجد منذ التاسعة وحتى التاسعة والربع فإن لم أجد من يحقق معي سأنصرف لأن لدي عملا، وعلى كل أن يؤدي عمله.
ربما تقرر النيابة حبسك الأربعاء، كيف تستعد لذلك؟
كثيرون توقعوا أن يصدر قرار بحبسي، ولكن أهلاً به فقد عودتني أيام الثورة وما تعرضت له أن أتحمل، وجاهز للحبس، ولا أخشاه، وحتى لو قررت النيابة إخلاء سبيلي بكفالة فلن أدفعها لأني لا أملك أموالًا، ولن أقبل أن يدفع لي أحد، ومستعد لما قد يحدث لي داخل السجن سواء تعذيبا أو تحريض السجناء علي بداعي أني من أسأت إلى الدين، واستغلال جهل الآخرين، وكنت أود الشهادة في الثورة، وربما تكون هذه فرصتي لأن أنالها، والثورة مستمرة.