انتقدت إذاعة "صوت أمريكا" ترحيب مصر بالرئيس السوداني عمر البشير، قائلة إنه لاقى ترحيبا على الرغم من كونه مطلوب من قبل المحكمة الجنائية الدولية بتهمة ارتكاب جرائم حرب؛ مؤكدة أن رحلته لمصر هي "لفتة رمزية" لحليف قديم، حيث أن كلا من الرئيس «حسني مبارك» ونظيره السوداني بقوا في الحكم لأكثر من 20 عاما، معتبرة أن مصر هي البلد "الوحيد" الذي لا يزال يرحب بالرئيس السوداني.
وذكرت الإذاعة أن البشير سافر إلى مصر بعد يوم واحد من ظهور النتائج الرسمية التي أعلنت عن إعادة انتخابه في استفتاء وصفته بالـ"مثير للجدل"، منتقدة مواصلة مصر الترحيب به، لافتة إلى أن مصر لم توقع على اتفاقيات مع المحكمة الدولية وليس عليها أي التزام باعتقال «البشير» وأضافت أن الحكومة المصرية تبرر مواصلة علاقتها الوثيقة مع البشير المتهم بتدبير جرائم حرب مزعومة في دارفور على أساس سلامتها الإقليمية والاستقرار مع جارتها الجنوبية.
وأضافت الإذاعة أن «مبارك» و«البشير» على خلاف مع زعماء الدول الأخرى على طول نهر النيل، والذين يريدون إطارا جديدا لتقاسم استخدام مياه النيل، ووصفت الإذاعة محادثات الأسبوع الماضي في شرم الشيخ إنها اختتمت في "طريق مسدود".
وقال «أحمد بلال بن عبدالله آل الطيب» رئيس تحرير صحيفة أخبار اليوم السودانية في الخرطوم، للإذاعة إن دعم مصر "الرفيع المستوى" للبشير يعد سابقة يجب على الدول العربية الأخرى أن تتبعه.
وأضاف «الطيب» إن موضوع المياه يمكن أن يشعل صراعا أوسع نطاقا، وخصوصا مع إثيوبيا، التي تقود حملة من أجل إبرام معاهدة منفصلة، وأضاف أن التوتر انعكس سلبا في المنطقة بأسرها، التي وصفها بأنها "منزعجة للغاية" مع "الكثير من قنابل موقوتة وبراميل وقود جاهزة للانفجار".