«التمانين».. حلم تحول إلى سراب وعذاب للمقيمين فيه، من أهالى المرحلة الثانية لمشروع درب الأربعين، الذى خرج فى عهد الرئيس السابق حسنى مبارك، لاستصلاح وزراعة 12 ألف فدان جنوب مركز الخارجة، بالوادى الجديد.
تتألف «التمانين» من القريتين «3 و4» اللتين لا يفصلهما سوى 200 كيلو متر عن الحدود المصرية السودانية، لكنهما معزولتان تماماً عن العالم والهوية المصرية حتى أصبحتا نموذجا حياً من قرى العصور الوسطى، على حد قول عدد من الأهالى، الذين رصدت «المصرى اليوم» معاناتهم، وعددهم 600 أسرة، تمكنوا من استصلاح 2268 فداناً فى صحراء تخلو من أى جوانب للحياة الآدمية.
حامد مساعد، أحد المقيمين بالقرية الثالثة، وصف وضع المقيمين فى القريتين «بجنود الحدود لأنهم يقومون بتأمين الصحراء بزراعتها وقال إن الوضع السيئ جعلهم يموتون من كثرة الأمراض وانقطاع مياه الرى والكهرباء وغياب التعليم وانقطاع الاتصالات والخدمات ومهاجمة الثعابين والعقارب والثعالب والكلاب الضالة لهم، بصفة مستمرة بالإضافة إلى أنهم أصبحوا فى مرمى سيارات تهريب المخدرات والسلاح القادمة من خارج الحدود المصرية.
وأوضح أنه لا توجد كمائن للشرطة على الطريق، حتى مركز باريس بطول 90 كم، ليسلكوا بعد ذلك الدروب الصحراوية، وتابع أن من يشكو من أحوال القرية يتم حرمانه من المياه لرى أرضه.
وقال حسين عبالرحيم، من الأهالى إن الخدمات الصحية غائبة تماماً عن القرية، وأن هناك مركزاً لطب الأسرة أنشئ منذ سنوات ولم يتم استغلاله أو تعيين طبيب مقيم به، رغم وجود استراحة كاملة لطبيب وأسرته بالمركز، مشيراً إلى أن سيارة إسعاف الطريق المتواجدة على الطريق الرئيسى تتولى نقل الحالات الخطرة لتلقى العلاج بمستشفيات باريس أو الخارجة التى تبعد مئات الكيلومترات عن القرية.
وشدد وفيق صادق، على أن أمراض الفشل الكلوى طالت جميع من يعيشون فى «التمانين» لأنه لا توجد محطة لتنقية مياه الشرب، لعدم وجود بئر لمياه الشرب، ويعتمدون فى مياه الشرب على سيارات «الفنطاس» القادمة من باريس، وفى حالة عدم قدومها يشربون من مياه آبار الرى المختلطة بالحديد والمنجنيز والأملاح، وأكد أنه جاء من محافظة كفر الشيخ برفقة 84 أسرة أخرى للتوطين بالقرية، ولم يتبق منهم سوى أقل من 20 أسرة، بعد هجرة الباقى لإصابتهم بالفشل الكلوى.
وقال ضاحى السباعى إن أعطال الآبار عرضت الكثير من سكان القريتين للسجن بعد أن تسببت هذه الأعطال فى هلاك زراعاتهم، ونفوق المواشى، التى لا تجد الحشائش لتأكلها ما اضطر غالبية الأهالى للاستدانة من بنوك التنمية الزراعية رغم عدم قدرتهم على السداد وعدم تعويضهم عن زراعاتهم الهالكة.
وطالب نبيل جمال، بضرورة توصيل خدمة الاتصالات بالقرية.