ضبطت قوة من وزارة الداخلية بصحبة وزارة الصحة أحد مراكز علاج الإدمان بالتجمع الأول، وذلك على خلفية قدوم شكوى تقدم بها أحد النزلاء حول تعرضه للإصابة بكسر في قدمه أثناء محاولة الهروب من المركز بالقفز من الدور الثالث، وذلك لعدم رغبته في الإقامة بالمركز، بسبب تعدى العاملين به على المرضى بالضرب.
قال الدكتور صابر غنيم، وكيل أول وزارة الصحة للمؤسسات الطبية غير الحكومية والتراخيص، في تصريحات لـ«المصري اليوم»، إن الوزارة اكتشفت أن المركز وهمي، ولا علاقة له إطلاقًا بعلاج المرضى، وعبارة عن شقة صغيرة في منطقة خالية بالتجمع الأول، ولا يوجد به طبيب واحد، وغير مرخص أو معلق عليه لافتة تثبت أنه مركز لعلاج الإدمان، هذا بالإضافة إلى أن الشقة مساحتها صغيرة جدًا وبها 16 مريضًا، واصفًا ما شهده بتلك الشقة بأنه عبارة عن وكر، وليس مركزًا لعلاج الإدمان.
وأبدى «غنيم» قلقه من تزايد تلك المراكز التي تستغل رغبة الأهالي في علاج أبنائهم في سرية تامة، وتقوم بالنصب عليهم، وإجبار أبنائهم على البقاء مع المزيد من وصلات التعذيب بحجة العلاج، مؤكداً أن وزارة الصحة لا تستطيع مداهمة أي مكان غير مرخص، ولا توجد لافتة عليه تثبت أنه مكان للعلاج، إلا بعد ورود شكاوى وبمصاحبة قوة من وزارة الداخلية للقيام بعملية مداهمة للمقر، متوعداً تلك الأماكن بالملاحقة والمحاسبة.
وأشار «غنيم» إلى أنه تم القبض على المتواجدين بهذا المقر المزعوم ، واقتيادهم إلى مركز شرطة التجمع الخامس، وتحرير محضر بالواقعة، متوقعاً أن تكون العقوبة في تلك الواقعة هي السجن والغرامة المالية التي تقدر بـ50 ألف جنيه، لارتكاب عدة مخالفات تتمثل فى إدارة منشأة طبية وممارسة الطب دون ترخيص، وحيازة أدوية مجهولة المصدر، وإجبار مريض نفسي على البقاء دون رغبته.
بدوره قال الدكتور هشام رامي، مدير المجلس القومي للصحة النفسية، أستاذ الطب النفسي بجامعة عين شمس، إن المجلس تمكن خلال الشهر الماضي وحده في ضبط 22 مكانًا تستخدم لعلاج المرضى النفسيين ومرضى الإدمان، بالرغم من كونها غير مرخصة وغير مؤهلة لعلاج هؤلاء المرضى.
وأضاف «رامي» في تصريحات لـ«المصري اليوم» أن المقار التي تم تتبعها من قبل المجلس تتواجد معظمها في أماكن بعيدة عن العمران، وغير مأهولة بالسكان، وأكثر المناطق التي تتواجد بها هذه المقار غير المرخصة في منطقة المقطم وحدائق الأهرام وأطراف القاهرة الجديدة، بالإضافة إلى قيام تلك الأماكن بتغيير أماكنها على فترات متتالية لعدم تتبعها.