انقسم المصريون في الدوحة حول ما جاء بخطاب الرئيس محمد مرسى في لقائه بأبناء الجالية المصرية بقطر، مساء الثلاثاء، ورأى البعض أن الخطاب لم يقدم جديدا، وأنه تضمن تكراراً لأحاديث سمعوها من قبل ومنها التهديد والوعيد لأعداء مصر في الخارج، وملاحقة «شياطينها» في الداخل، معتبرين أن مثل هذه اللغة والعبارات عفا عليها الزمن، ويجب أن تختفي، وأن الملاحقة أو المساءلة يجب أن تكون بإحالة المتهمين إلى النيابة مع أدلة كافية
وأيد آخرون استخدام مرسى مثل هذه التهديدات، مطالبين بضرورة السيطرة بيد من حديد على الوضع لاستعادة مصر مكانتها العربية والدولية في أسرع وقت، ومحاسبة من وصفوهم بـ«الطابور الخامس» في الداخل ممن يتعاونون مع أعداء مصر في الخارج.
وقال عمر الصعيدي، موظف، إن الرئيس لم يتحدث كثيراً عن مستقبل مصر، وإنما اقتصر حديثه مع أبناء الجالية على طمأنتهم بأن مصر بخير واقتصادها في عافية، مؤكدا أن المصريين يحلمون أن تستعيد الدولة المصرية عافيتها بسرعة، ويعود الأمن لشوارعها في أقرب فرصة، وأن يحترم الجميع القانون، وتتم محاسبة من يرى نفسه فوق القوانين، ويسيطر الرئيس بيد من حديد على الوضع لاستعادة مصر مكانتها عربياً ودولياً.
من جانبه، قال صبحي الغديرى، مدرس، إن من حق الرئيس التهديد والوعيد واتخاذ كل الإجراءات القانونية بحق من يمثلون خطرا على الدولة، مؤكدا في الوقت نفسه ضرورة ترك الأمور القانونية للقضاء، وعدم التدخل في شؤونه، وقال: «ليس من المقبول الاعتراض على إحالة نشطاء سياسيين إلى القضاء».
وأشار الإعلامي عادل الملاح إلى أن خطاب الرئيس ما زال يهتم بطمأنة المصريين في الداخل والخارج، فيما تحتاج مصر إلى خطوات عملية وواقعية لنجدة الاقتصاد والوطن من محنته، والتقدم به نحو الأفضل مع مراعاة تحقيق أهداف الثورة المصرية العظيمة.
وأكد «الملاح» ضرورة عدم استخدام الرئيس لغة التهديد والوعيد، مطالبا مؤسسة الرئاسة بتقديم من تراه يعمل ضد مصر إلى المحاكمة وترك الأمر للقضاء.
وأوضح «الملاح» أن بعض المصريين في الخارج مترددون في العودة إلى مصر في الصيف لغياب الأمن وبعضهم يبحث عن أماكن بديلة للترفيه على أبنائهم بعد عام دراسي طويل ورحلة عمل طوال 10 أشهر.
وأكد أسامة مرعي، موظف، أن مرسي يعد أول رئيس يستخدم تعبيرات بسيطة في أحاديثه، ما جعل العمال والبسطاء من أبناء الشعب المصري يعجبون بهذه التعبيرات، وربما تكون أكثر ما يجذبهم في الرئيس محمد مرسى، فيما ينتقده المثقفون.
وانتقدت سناء شلبي، رئيس تمريض، عدم السماح بأن تكون الدعوة عامة لجموع المصريين لحضور اللقاء، مؤكدة أنها كانت تتمنى أن تكون من ضمن المدعوات للقاء الرئيس مرسى لتقول له: «أرجوك استعد الأمن في شوارع مصر بسرعة».
وأضافت أن العلاقات لعبت دورا كبيرا في اختيار المدعوين للقاء الرئيس، مشيرة إلى أنها تابعت عن كثب من حضروا من معارفها لمعرفة ما جرى باللقاء، وتعجبت عندما علمت أنه لا جديد في حديث الرئيس بخلاف الطمأنة والتوعد لأعداء مصر.