x

مسؤول قطرى: علاقات القاهرة والدوحة مميزة رغم الخلاف فى وجهات النظر

الخميس 22-04-2010 15:36 | كتب: فتحية الدخاخني |
تصوير : other

العلاقة بين الثقافة والسياسة كانت محور اللقاءات والأنشطة والأحاديث خلال الأسبوع الثقافى المصرى فى قطر، الذى يعقد حالياً احتفالاً باختيار الدوحة عاصمة للثقافة العربية، وسط تأكيد المشاركين على أن الثقافة أصبحت ضحية للسياسة والخلافات العربية، وأن الواقع الثقافى العربى أصبح يتطلب التكامل المشترك بين الثقافة العربية الواحدة، ودعوتهم الى استقلال المؤسسات الثقافية عن الدولة.

وقال حسام نصار، المشرف على قطاع العلاقات الثقافية الخارجية، مستشار وزير الثقافة: «لا توجد دولتان عربيتان لم يحدث بينهما توتر وخلافات، ولا توجد دولتان عربيتان استمر بينهما هذا التوتر»، مشيرا الى أن هذا «يعكس حيوية العلاقات العربية، وغيرة الدول العربية على بعضها وليس من بعضها».

وأضاف نصار فى تصريحات لـ«المصرى اليوم» رداً على سؤال حول دور الأسبوع الثقافى المصرى فى الدوحة فى التقريب بين البلدين فى ظل الخلافات السياسية بينهما، أن «الثقافة هى الشىء الوحيد الباقى وهى عادة تُصلح ما تفسده السياسة، ويظهر ذلك من خلال تجاوب الجمهور القطرى الكبير مع الأنشطة الثقافية المصرية».

وقالت مصادر مطلعة لـ«المصرى اليوم» إن فاروق حسنى، وزير الثقافة، كان «حريصا بالفعل على رئاسة الوفد المصرى فى قطر، وأرسل طلبا إلى رئاسة الوزراء بهذا المعنى، بهدف تقريب العلاقات بين البلدين وإزالة التوتر الذى حدث مؤخرا بينهما من خلال بعض التصريحات الاعلامية، لكن انشغاله ببعض الأمور فى القاهرة منعه من الحضور».

وأضافت المصادر أن وزارة الثقافة حرصت على المشاركة بوفد كبير فى هذا الأسبوع وتنظيم عدة أنشطة «لإثبات الثقل الثقافى المصرى، فى مواجهة الأسابيع الثقافية العربية الأخرى التى نظمت فى الدوحة خلال الشهور الماضية احتفالا باختيار الدوحة عاصمة للثقافة العربية عام 2010، وخاصة الأسبوعين السورى والمغربى».

من جانبه، طالب أمين وزارة الثقافة والفنون والتراث القطرية مبارك بن ناصر آل خليفة، بعدم النظر الى السلبيات، وقال: «العلاقات بين الدوحة والقاهرة مميزة، وان حدثت بعض الخلافات فى وجهات النظر»، مؤكداً أن «الثقافة تبنى ما تهدمه السياسة».

وأضاف فى لقاء مع الصحفيين المصريين، أمس: «نحن دول ذات تاريخ عريق وعلينا المحافظة عليه والتوقف عن الحديث فى الخلافات، ليكون المثقف العربى لسان الأمة العربية دون قيود».

وأشار مبارك بن ناصر إلى أن «الدوحة تسعى إلى أن تكون عاصمة أبدية للثقافة العربية، وليس عاصمة لمجرد عام واحد، لذلك ستستمر فى تنظيم الكثير من الأنشطة فى الأعوام المقبلة،» وقال: إن قطر الآن لها دور فى حل كل القضايا العربية من دارفور إلى فلسطين، وتسعى من خلال تدخلها الى تحقيق رؤية عربية واحدة لمستقبل مشرق».

وأضاف المسؤول القطرى أنه سيقام أسبوع ثقافى قطرى فى مصر خلال العام المقبل، وأنه تم الاتفاق مع حسام نصار، مستشار وزير الثقافة المصرى، المشرف على قطاع العلاقات الثقافية الخارجية، على الخطوط العريضة لهذا الأسبوع.

وقال المشاركون فى ندوة «إمكانية تحقيق تعاون ثقافى عربى مشترك»، التى عقدت بالصالون الثقافى ضمن الأسبوع الثقافى المصرى بالدوحة، إن التعاون العربى تراجع كثيرا فى السنوات الأخيرة، مقابل نشاط التعاون الثنائى بين الدول.

وأكد المستشار بوزارة الثقافة القطرية موسى زينل، أن «التعاون العربى تراجع كثيرا فى السنوات الأخيرة، فكانت الثقافة العربية هى الضحية»، مشيرا الى أن «موقف حكام دول الخليج من الثقافة لم يسبق له مثيل فى المجتمع العربى».

بينما اعتبر الكاتب الصحفى صلاح عيسى أن «الثقافة العربية قادرة على بناء الأمة من جديد، لكن أمامها عقبات تتلخص فى تغيير بعض المفاهيم الخاطئة عن الوحدة الثقافية». وأوضح أن الوحدة الثقافية لا تعنى إلغاء التنوع، مطالباً العرب بالتخلى عن فكرة خصوصية الثقافة العربية، والتوقف عن التنافس فى إبراز الدور الثقافى لكل دولة باعتباره الأساس، وقال: «مصر عندما كانت مركزا للثقافة العربية لم تكن كذلك بأيدى المصريين فقط بل بأيدى المثقفين والفنانين العرب». وأكد الكاتب الصحفى سليمان جودة أن التعاون العربى المشترك لم يتحقق شىء منه نتيجة السياسة، «فكلما اختلف الحكام تعطل العمل المشترك، وكانت الثقافة دائما هى ضحية السياسة». فى سياق متصل، أشادت وسائل الإعلام القطرية المسموعة والمقروءة والمرئية بالنجاح الكبير الذى حققته فعاليات الأسبوع الثقافى المصرى بالدوحة بمناسبة اختيار الدوحة عاصمة للثقافة العربية 2010.

وأكدت الصحف القطرية، ومن بينها «الشرق، والعرب، والراية»، وكذلك «الفضائية القطرية، وقناة الجزيرة»، نجاح الأسبوع وتنوعه، وأشارت إلى حرص المسؤولين القطريين على تقديم جميع الإمكانات لإنجاح الأسبوع المصرى، وعلى رأسهم الدكتور حمد بن عبدالعزيز الكوارى وزير الثقافة والفنون والتراث القطرى، الذى حرص على حضور غالبية النشاطات الثقافية والفنية خلال الأسبوع الثقافى.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية