x

مارجريت عازر: سياسات «الإخوان» أجبرت الشعب على عمل توكيلات لـ«السيسي»

الأحد 24-03-2013 18:43 | كتب: أحمد علام |
تصوير : طارق وجيه

قالت مارجريت عازر، سكرتير عام حزب المصريين الأحرار، إن الانفلات الأمنى والعنف اللذين يشهدهما الشارع المصرى حالياً- يأتيان بسبب غياب سيادة القانون وعدم تحقيق أهداف ومطالب الثورة.

وأشارت إلى أن سياسات حكم جماعة الإخوان هى التى أجبرت قطاعا من الشعب كان يهتف بشعار إسقاط حكم العسكر، على عمل توكيلات للفريق عبدالفتاح السيسى، وزير الدفاع، لتولى إدارة شؤون البلاد، لافتة إلى أنه إذا لم يحدث ذلك، فلا بديل عن إجراء انتخابات رئاسية مبكرة.

■ ما رأيك فى العنف الموجود فى الشارع حاليا، وكذلك حالة العصيان التى تشهدها بعض مدن القناة حاليا؟

- العنف الموجود سببه غياب سيادة القانون، التى وعد بها الرئيس، وقال إنها من أهم أولوياته، فلم يتم القصاص للشهداء، ولم تتحقق مطالب وأهداف الثورة، والرئيس ونظامه يتحملان المسؤولية الكاملة للعنف الموجود فى الشارع الآن.

والعصيان فى مدن القناة الآن جاء نتيجة تجاهل النظام التام لمطالب الشعب، فالنظام واجه الاحتقان الشديد الموجود فى مدن القناة بفرض حالة حظر التجوال، فلم يلتزم بها الأهالى، ونزلوا للعب الكرة ليلاً مع قوات الجيش، وتحدوا النظام، ما أدى إلى كسر هيبة الدولة، فالرئاسة تواجه الأزمات السياسية بالأمن، ونظام الإخوان المسلمين يتعامل مع المشاكل بعقلية «مبارك» نفسها، والعصيان المدنى الذى قام به أهالى المحلة والسويس هو الذى عجل بسقوط «مبارك».

■ كيف ترين دعوات تشكيل لجان شعبية لحفظ الأمن، باستخدام الضبطية القضائية، وكيف يمكن إعادة الثقة فى وزارة الداخلية؟

- هذه الدعوات تصريح مباشر بأننا فقدنا كل مقومات الدولة، وبداية لنزول ميليشيات جماعة الإخوان المسلمين لاستعراض القوة فى الشارع، ولو استمرت الأمور على ما هى عليه الآن، فقد نصل إلى حرب أهلية.

وكنا قد سمعنا كثيراً عن إعادة هيكلة وزارة الداخلية، وأثناء تواجدى فى مجلس الشعب المنحل كان حزب الحرية والعدالة يتبنى بشدة هذا المشروع بشكل كامل، ولكن اكتشفنا فيما بعد أن ذلك كان مساومة منهم لدخول دفعة بالكامل من الجماعة للشرطة، وبعد تولى الجماعة الحكم أصبحوا يفرضون إرادتهم على جهاز الشرطة، وأصبح الأمل منعدماً فى إصلاح الشرطة ما دام أن أفرادها لديهم عقيدة التبعية للحزب الحاكم، وماذا يعنى تأمين وزارة الداخلية لمقر جماعة الإخوان المسلمين، الذى ليس له أى صفة قانونية.

■ ما تقييمك لأداء جبهة الإنقاذ الوطنى، وهل تتماشى مطالبها المرفوعة الآن مع مطالب الشارع؟

- الحسنة الوحيدة لهذا النظام أنه وحد كل القوى المدنية والوطنية فى جبهة الإنقاذ الوطنى، والجبهة، بما لها وما عليها، تسطيع الآن على الأقل أن تأخذ مواقف موحدة، كمقاطعة الانتخابات، والقوى المكونة للجبهة تدرك أن من سيخرج عن كادر الجبهة سينتهى سياسياً.

ولكن للأسف مطالب الجبهة أقل بكثير من مطالب الشارع، لأن الجبهة تعمل بالتوازنات السياسية، والشارع ثائر، يطالب بحقوقه المشروعه بعد الثورة، وليس لديه حسابات.

■ ما رأيك فى ظاهرة التنظيمات التى تميل لاستخدام العنف، وتراجع شباب الثورة عن المشهد السياسى؟

- هى تيارات مندسة على الشارع المصرى، لتفكيكه وتكوين كتل تتناحر ضد بعضها للوصول بمصر إلى الحرب الأهلية، فالثورة كانت بيضاء منذ البداية، وانفتاح الشباب على الدول الأخرى أدى إلى استيراد أفكار تنظيمية تميل إلى استخدام العنف، ولكن العنف الذى يستخدمه الشباب جاء نتيجة الاعتداء عليهم بشكل وحشى أثناء تظاهرهم السلمى للمطالبة بالقصاص لزملائهم- مشروع، لأنه عنف دفاعى.

أما بالنسبة لتراجع شباب الثورة عن المشهد، فهذا شىء طبيعى، فأى ثورة فى العالم تحدث فيها عملية تباديل وتوافيق، وهناك مجموعات تتراجع ومجموعات تتقدم، وهناك شباب جدد انضموا إلى الحركة الثورية من المناطق والأحياء الشعبية، ويتبنون مطلب إسقاط النظام، وهؤلاء سيكون لهم دور مؤثر فى الفترة المقبلة.

■ كيف ترين حقوق المرأة بعد ثورة 25 يناير؟

- تخيلنا أن المرأة ستحصل على حقوقها كاملة بعد الثورة، خاصة بعد مشاركتها فيها كتفاً بكتف مع الرجل، ولكن للأسف من البداية تم تهميش المرأة، سواء فى المجلس الاستشارى أو اللجنة التى عدلت الدستور، وأعطينا العذر للمجلس العسكرى لأنه مجلس ذكورى، وتخيلنا أنه بعد إصدار الدستور والتشريعات ستحصل المرأة على حقوقها، ولكن جاءت الجمعية التأسيسية لوضع الدستور بتمثيل ضعيف جدا للمرأة، فجاء الدستور لا يحمى حقوق المرأة، ولا يوجد فيه مادة تعتبر ظهيراً قانونياً للمرأة عندما تتعرض حقوقها للانتهاك.

■ لماذا شهدت الفترة الماضية عدداً كبيراً من حالات التعدى الجسدى على المرأة؟

- الاعتداء على المرأة يتم بشكل ممنهج، لقمع المرأة وإثنائها عن النزول من بيتها للمشاركة فى العمل العام، ولكن المرأة لن تخضع إطلاقاً لهذه الضغوط، لأنها تؤمن بأن إصلاح هذا الوطن عائد على مستقبل أولادها، لذلك ستستمر فى المطالبة بحقوقها، والمرأة المصرية أقوى من أى تهديد، وستظل نساء مصر شوكة فى ظهر أى فصيل سياسى يريد أن يختطف مصر لنفسه، فالمرأة خرجت لتدافع عن وطنها فى ثورة 1919 ثم استمرت فى النضال لتدافع عن حقها فى الترشح والانتخاب والتعليم، وتكوّن أول اتحاد نسائى مصرى فى 1924على رأسه هدى شعراوى وزميلاتها، ثم النضال المستمر من أجل المساواة بين المرأة والرجل وحق التمثيل السياسى فى المجالس النيابية المختلفة.

ووسط هذا النضال نجد أن هناك أفكاراً ظلامية لا علاقة لها بالشرائع ولا الدين الإسلامى الذى كرم الانسان رجلاً وامرأة، وساوى بين البشر، حيث نجد أن هناك أصواتاً تعلو لتقلص المرأة، وتهمشها مدعية أنها كائن أقل من الرجل، مكانها البيت ووظيفتها الإنجاب.

■ رسالة توجهيها لعضوات تيارالإسلام السياسى بمجلس الشورى؟

- رغم انتمائكن الحزبى، لكن عليكن أن تعلمن أن مصر فوق الجميع، ولديكن أمانة لمصر كلها، والصالح العام أهم من مصلحة فصيل بعينه، وإذا لم تتوحدن لصالح مصر وتتبنين قضايا الوطن، فسيحاسبكن التاريخ وقبله أبناؤكن.

■ لماذا تركتِ حزب الوفد وانتقلتِ للمصرين الأحرار وهل ستشاركين فى الانتخابات البرلمانية القادمة فى حال إجرائها؟

- مع احترامى لحزب الوفد، لكن حينما تشعر أنك لا تستطيع العمل فى مكان ما، تنسحب فى هدوء، ولا أريد التحدث عن أسباب تركى حزب الوفد فى هذا التوقيت، حفاظاً على وحدة القوى المدنية، وسأخوض الانتخابات، ولكن فى حالة ما إذا قررت جبهة الإنقاذ المشاركة.

■ ما مدى إمكانية التعايش السلمى بين تيار الإسلام السياسى والقوى المدنية؟

- إمكانية التعايش واردة، ولكن حينما يقتنع فصيل الإسلام السياسى بأن هناك تيارات أخرى شريكة له فى الحكم، وحينما يعلم رئيس الجمهورية أنه رئيس لكل المصريين، ولا يعمل لصالح فصيل معين أو تيار بعينه.

والشعب قام بثورة، ويسعى إلى الاستقرار، وحتى لو حركته مليون جبهة إنقاذ، فالشعب المصرى بطبعه يسعى إلى الاستقرار، وفصيل الإسلام السياسى كل ما يفعله منذ الوصول للحكم هو كيفية إحكام قبضته على مصر وتمكين أعضائه منها، وإذا استمر تيار الإسلام السياسى فى انتهاج هذه السياسات الحالية بهذا الشكل، فلن تكون هناك فرصة لأى تعايش، ولا يوجد احتمال أن تكون مصر ملكاً لفصيل واحد أيا كان، فمصر ملك للجميع، وهذا ما يغيب عن تيار الإسلام السياسى.

■ ماذا عن عودة الجيش للمشهد السياسى، وما الحل للخروج من الأزمة الراهنة؟

- رغم أن الشعب المصرى الذى خرج فى ثورة 25 يناير، وبعدها هتف بشعار « يسقط يسقط حكم العسكر» إلا أن حكم جماعة الإخوان المسلمين أجبرهم على عمل توكيلات للفريق عبدالفتاح السيسى لتولى إدارة شؤون البلاد، لكى يحتموا بالقوى الوحيدة التى يرون أنها متماسكة، وتستطيع أن تخلصهم مما هم فيه، ولكن القوى السياسية ترفض تدخل الجيش فى السياسة، والبديل لعدم عودة الجيش هو انتخابات رئاسية مبكرة تتم بشفافية كاملة، تحت إشراف لجنة انتخابات محايدة لا تنتمى لأى تيار، بشرط أن يتولى الجيش تأمينها.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية