x

والدة «عمر» بائع البطاطا لقاتله: «ربنا يكوي قلب أمك زي ما كويت قلبي»

الخميس 21-03-2013 21:22 | كتب: سوزان عاطف |
تصوير : بسمة فتحى

منزل متواضع وسيدة بسيطة تتشح بالسواد، جلست وسط أبنائها السبعة تتحدث عن الثامن الذى فقدته قائلة «عمر كان ابنى الأوسط، ودخل المدرسة حتى سنة أولى ابتدائى بس، وبعدين صباعه اتقطع وهو بيلعب مع أصحابه ومابقاش يعرف يمسك القلم ويذاكر دروسه، وعشان كده صعب علينا فطلعناه من المدرسة».

وواصلت والدة «عمر صلاح عمران» الطفل بائع البطاطا الذى استشهد برصاصة خطأ من مجند فى الجيش بمحيط السفارة الأمريكية قائلة «بعد كده نزل يبيع مع أبوه ولما عرف الطريق والشوارع بقى يروح يبيع لوحده،

وفى اليوم إللى اتوفى فيه طلب من أبوه إنه يروح يبيع البطاطا فى ميدان التحرير عشان البيع هناك هيكون كتير».

وتابعت: «وبعدين حكى لى أبوه إن سمع صوت ضرب نار فقلبه انقبض، وبعدين جاء له بياع لب زميل وهو اللى قاله على إصابة عمر، وبعد كده عرف أبوه إنه مات وموجود فى مشرحة زينهم، وفى المشرحة لقى عمر نايم، وفى صدره رصاصة».

وعن الهدايا التى كان يحضرها لها عمر فى عيد الأم،

قالت: «هو كان على قد حاله وكان بيجيب لى حاجات بسيطة، عباية، شبشب، كوبايات، أو صينية، وأنا حاسة بإحساس صعب أوى أوصفه إن عيد الأم جاى السنة دى وابنى مش معايا».

وعن اعتراف عمر بأحد التسجيلات بأن والده متوفى، قالت والدته: «اللى حصل فى اليوم ده إن عمر كان فى الميدان وبعدين مشى وراه 3 شباب، وقالوا له مش حرام إن طفل صغير زيك يبيع بطاطا ويجر عربية تقيلة زى دى،

فقالهم إن أبوه ميت وهو بيصرف على إخواته الصغيرين، وطلعوا هما بتوع الجمعية إللى صوره بالفيديو ونشروه بعد كده، ولما زارونا الشباب فى البيت بعد كده حكى لى عمر على اللى حصل وقالى إنه اضطر يقولهم كده عشان خاف منهم».

وانتقدت والدة عمر تجاهل القوات المسلحة والجمعيات الأهلية إياهم رغم حالتهم المادية الصعبة قائلة: «الجيش عرض علينا كشك أو مرتب شهرى يساعدونا بيه على المعيشة، ومندوب من الجيش جالنا وخد شهادات الميلاد بتاعة ولادى كلهم لكن مشفناش حاجة لحد دلوقتى، وكمان جالنا ناس كتير أوى وقالوا إنهم من جمعيات عشان يساعدونا وبرضه مافيش حاجة اتغيرت».

وعن سير قضية مقتل عمر قالت والدته: «فيه 2 محامين ماسكين القضية لكن لسه التحقيقات شغالة، وهما كمان بيقولوا إن العسكرى بيتحاكم، وناس تانية تقول لأ مش هيتحاكم عشان كان بيهزر مع عمرن طب مش اللى هيزر يهزر بإيده ولا بالرصاص، وربنا يرحم عمر ويسامحه دا طفل صغير ومعملش حاجة فى حد».

ورفعت والدة عمر يديها بالدعاء على العسكرى قاتل ابنها، قائلة: «ربنا يكوى قلب أمك زى ما كويت قلبى».

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية