قال الدكتور مظهر شاهين، إمام مسجد عمر مكرم والملقب بخطيب الثورة، إن المشروع الإسلامي خسر كثيرًا بوصول الدكتور محمد مرسي لمقعد رئاسة الجمهورية، خاصة أن جماعة الإخوان المسلمين وتيار الإسلام السياسي بشكل عام يقولون ما لا يفعلون.
مؤكدًا أن الذي يحكم هو «المقطم»، وتابع: «وبات ذلك واضحاً وضوح الشمس، فالقرارات المصيرية للبلاد تخرج من مكتب إرشاد جماعة الإخوان»، وأوضح «شاهين» أن النهضة مرتبطة بالكفاءات والعمل ووضع الشخص المناسب في المكان المناسب وبالرؤية والخطط الاستراتيجية ورسم المستقبل من خلال خطوط واضحة، وإلى نص الحوار..
■ هل النهضة مرتبطه بالإسلام أم مرتبطة بالإسلام السياسي؟
- النهضة مرتبطة بالكفاءات والعمل ووضع الشخص المناسب فى المكان المناسب، ومرتبطة أيضاً بالرؤية والخطط الاستراتيجية ورسم المستقبل من خلال خطوط واضحة، فضلاً عن ضرورة ممارسة العمل مع وضع التصورات وغيرها من خلال ذوى الخبرة وكل ذلك من صميم أخلاقيات الإسلام، أما أن أكون مسلماً فقط فهذا لا يبنى دولة.
وكذلك هناك مصطلحات تتقارب وتتشابه مع بعضها، فكلمة الإسلامى نسبة لحزب ذات مرجعية إسلامية، والإسلام هو الدين وما نعرفه من قواعد وأسس دينية، وفى الوقت نفسه فإن هذا لا يعنى أن يكون الإسلامى وصيا على غيره من المسلمين، وليس معناه أيضاً أن يكون ظل الله على الأرض، أو أن يتكلم باسم الدين بشكل حصرى، والتعريف الصحيح للمسلم هو من يطبق القرآن والسنة بشكل صحيح، أما أن يقول أنا إسلامى ثم يفعل عكس ما جاء به الإسلام فأجدر أن نقول عنه إنه شيطانى.
■ هل لا يمكن أن ننهض إلا بالإسلاميين؟
- النهضة لا دين لها، وفى الوقت نفسه لها قواعد وأسس ومبادئ واضحة، وتحتاج أن نأخذ بأسباب العمل، لكن أن نترك أسباب الحضارة والعلم فهذا أمر مضحك لأن العمل غير منفصل عن الدين.
■ ما مفهوم الإسلام السياسي.. وهل هو مفهوم صحيح أم خاطئ وهل العلمانية كفر؟
- هو مصطلح يطلق على من يتبنى فكرة إحياء الخلافة الإسلامية أو أن يتصدر حزب من الأحزاب المشهد السياسى، ولكنه مصطلح يحتاج لمراجعة، لأنه إذا رافقت السياسة الإسلام فذلك يهدد الإسلام نفسه، ذلك أن فشل العمل السياسى سيؤدى إلى خسارة الإسلام نفسه، والعمل السياسى له سلبيات كثيرة، أما الإسلام فليس له أى سلبيات.
أما موضوع أن العلمانى كافر يحتاج إلى مراجعات، لأن العلمانية فى مفهومها فصل الدين عن الدولة وعدم إخضاع العمل وأمور أخرى فى الحياة لغير الدين، وتكفير العلمانى يحتاج لمراجعات كثيرة، أما ما يتعلق بالمسيحى فهو كافر بما نؤمن نحن به، ونحن كافرون بما يؤمن به، وشرط إسلامنا أن نكفر بعكس ما يؤمن به، فكل إنسان مؤمن بما يعتقده، وكافر بما لا يعتقده، وعلى قدر كفر الإنسان بما يؤمن به الآخرون يكون إيمانه، ولكن يجب ألا يكون الخلاف فى العقيدة سببا فى إحداث فتنة فى المجتمع، فنحن مأمورون بأن نساعد أهل الكتاب وأن ننجح فى لم الشمل.
■ هل ستبقى مصر تحت سلطة الإسلام السياسي وهل تجري للأزهر عملية أخونة حالياً؟
- هذه المسألة يحتاج حسمها لأمور كثيرة، أولها عودة أهل الحكم إلى فهم الدين بشكل صحيح، وأن يبتعدوا عن التكفير لمصلحة سياسية، وأن يكون للفتوى أهلها، وأن يحرم على غير المتخصصين أن يفتوا بغير فتوى، وأن يعترفوا بأن الأزهر ودار الإفتاء هما الجهتان المنوطتان بذلك، فضلاً عن حماية الأزهر من الأخونة.
اما فيما يتعلق بالازهر الشريف فهناك أخونة للأزهر، ويتم تعيين أعضاء المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية لتتضمن الأسماء من هم من خارج الأزهر والأوقاف، وهذا يعنى أننا سنجد بعض الأشخاص يتحدثون باسم الأزهر، وهذه كارثة لأنه جزء من الهوية المصرية، ومن ثم فتغيير هذا الاتجاه يعد تغييرا للهوية المصرية، بل تهديدا للأمن القومى المصرى، وتغييرا للنمط الفكرى والحضارى، فضلاً عن أن السيطرة على الأزهر باب من أبواب إخضاع الناس للحاكم.
■ الدعوة لوجود لجان شعبية بديلة للداخلية خرجت أولًا من وزير الأوقاف.. ما تعليقك؟
- بداية لن يكون لأى شخص الحق فى القبض على المواطنين، لأن ذلك إن حدث فسيؤدى إلى حرب أهلية، وفى الوقت نفسه سيدل على أن النظام بات عاجزاً عن تقديم أى حلول، فلجوؤه للمواطن يعد اعترافاً بأنه فى أضعف حالاته، ومن الممكن الاعتداء على بعض الأشخاص باسم الضبطية القضائية، وبذلك نضع الشعب فى مواجهة الشعب، وحينئذ ستحدث مجازر بين الحين والآخر، وحديث وزير الأوقاف عن مساعدة اللجان الشعبية لأفراد الشرطة فى عملهم أمر إيجابى، أما إن كان كلامه يتعلق بمنح المواطنين حق الضبطية القضائية فهذا ما لا نرضى عنه.
■ كيف ننتهى من تكفير جماعات الاسلام السياسـى للمدنيين؟
- عن طريق تصديق الدينى لحديثه بالعمل والتطبيق العملى لكل ما يتحدث عنه، وأن يبتعد عن «المكلمة»، فمثلا نرى رئيس الجمهورية يتحدث عن ضرورة الحوار ولا نجد نتائج تتحدث عما دار به، ويتحدثون عن العزل ثم نجد شخصيات بعينها فى مجلس الشورى تم تعيينها بجانب الحوارات السرية مع النظام السابق، وأقول للرئيس مرسى: حينما يخالف عملك كلامك فإن ثقة الناس بك ستسقط وتنهار.
■ ما الذى يحتاجه التيار الإسلامى لكى يكون مقنعا للجميع؟
- أن يتعامل مع المعارضين بالمجادلة الحسنة لا بالحذاء، فهذا هو الفرق بين الإسلامى الحق وغير الحق، أما الحديث عن كونهم يمثلون الإسلام السياسى وبعد ذلك يوجهون لخصومهم السباب والمشاكل فذلك يفقد الناس الثقة بهم، وللأسف الخاسر هو المسار الإسلامى، وكنت أتمنى أن يكون الإسلاميون الذين يتولون مسؤولية الحكم على قدر مسؤولية المشروع الإسلامى، وبعد أن كانوا يتحدثون عن شعار الإسلام هو الحل اتضح لنا أن الإسلام هو الحبل الذى يعلقونه لنا، ولم يتضح أنه حل فى يد هؤلاء.
■ وما الذى ينقص التيار الليبرالى لكى يكون قادرا على مواجهة تيار الإسلام السياسى وكيف ترى الوضع الحالى؟
- التفاعل مع الشارع وعدم الاكتفاء بالمعارضة من خلال الكاميرات، فضلاً عن طرح حلول بديلة للمشكلات.
معقد للغاية، فمصر تعيش فترة من أسوأ فتراتها فى التاريخ، ولم يعد هناك أحد يستطيع أن يتنبأ بما ستسير إليه الأمور، ولعل أهم الإشكاليات التى تواجهنا الآن هى رغبة الإخوان فى الاستحواذ على مقاليد الأمور، بجانب تحقير المعارضة طوال الوقت، والنظام أصبح يسير على خطى «جورباتشوف» آخر رئيس للاتحاد السوفيتى، وإذا لم يتوقف عن أفعاله فسيكون مصير مصر مثل مصير الاتحاد السوفيتى، ودعنى أقل لك إن الرئيس يدعو جبهة الإنقاذ للحوار الوطنى، وعندما ترفض الجبهة تصف الجماعة أعضاءها بالخونة، إذن محمد مرسى كان خائنا عندما وجه الدعوة إليهم للجلوس والتحاور من أجل مصر.
■ من يحكم مصر«المقطم» ام الاتحادية؟
- طبعا من المقطم، وبات ذلك واضحاً وضوح الشمس، فالقرارات المصيرية للبلاد تخرج من مكتب إرشاد جماعة الإخوان، ومعظم القرارات إن لم يكن كلها رجعت فيها مؤسسة الرئاسة التى أصبحت فرعا من فروع جماعة الإخوان المسلمين، وأتذكر أننا فى الماضى كنا نتحدث عن ضرورة تقنين وضع جماعة الإخوان المسلمين، والآن نطالب بضرورة تقنين وضع قصر الاتحادية، بحيث يصبح رسمياً فرعا رسميا لجماعة الإخوان المسلمين، والآن علمت لماذا رفض مرسى تعليق صورته فى المصالح الحكومية أملاً فى أن تعلق صورة المرشد العام للجماعة الدكتور« محمد بديع».
■ كيف ترى مطالب البعض بعودة حكم الجيش وماذا عن سيطرة نظرية المؤامرة على الرئيس والجماعة؟
- إزاحة الإخوان عن الحكم أمر صعب عند البعض، ولذلك رأت الناس أن الجيش هو الملاذ، وأنا بشكل شخصى لا أتمنى أن يعود المجلس العسكرى للحكم، لكن فى الوقت نفسه أرحب بعودة الجيش إلى الشارع إذا احتاجته البلاد، بمعنى أننى لست مع نزول الجيش مطلقاً ولست مع غيابه عن المشهد مطلقاً، فالنزول من أجل الانقلاب مرفوض، لكن النزول لحفظ الأمن مرغوب، وفى هذا الصدد أقول للرئيس الدكتور محمد مرسى ولجماعة الإخوان المسلمين إن الشرعية وحدها لا تطعم، وعلى الرئيس والجماعة تحقيق الأمن والاستقرار فى الشارع، لأن الحل الأمنى وحده أثبت فشله والقائمين على الوضع أنفسهم محتاجون إلى حل.
اما عن نظرية المؤامرة فاى دولة ديمقراطية فى العالم يوجد بها رئيس ومؤسسة حكم يجب أن يكون بها معارضة، وتلك تستمد قوتها من ضعف النظام، لأنه لو نجح الرئيس فى مهامه ستصبح المعارضة عارية، ولكن ضعفه بمثابة فيتامينات يعطيها لهم، وأؤكد أن النجاح الوحيد للرئيس مرسى هو توحيده لصفوف المعارضة، وعلى الجانب الآخر تجد الناس فى الشارع تبكى على أيام النظام السابق.