يصر «الحاج وحيد»، اللاجئ السوري في مخيم بيويونجون في هاطاي بتركيا، على أنه لن يعود إلى سوريا قبل أن ينجح الجيش السوري الحر في إسقاط نظام الرئيس بشار الأسد، ويخضعه للمحاكمة.
ويبرر «الحاج وحيد» ذلك بأنه شاهد جنودًا في الجيش النظامي السوري يبقرون بطون نساء، ويقطعون أثداءهن، مؤكدًا أنه لن يعرض بناته وزوجته لهذه المخاطر.
فبعد نحو عامين من اندلاع الثورة السورية، التي تحولت لاحقًا إلى نزاع مسلح بين القوات النظامية، ومسلحي المعارضة، وبعضهم جنود وضباط انشقوا عن الجيش النظامي، وبعضهم الآخر مدنيون حملوا السلاح، بالإضافة إلى مقاتلين أجانب وفدوا إلى سوريا، بلغ عدد النازحين السوريين في تركيا وحدها 185 ألفًا، وزعتهم تركيا على 14 مخيمًا للاجئين في محافظاتها الحدودية مع سوريا.
ويعيش 14342 لاجئا سوريا في هطاي، و58296 في أورفا، و31980 في غازي عنتب، و16739 في كهرمان مراش، و7939 في عثمانية، و10027 في أديامان، و1863 في أضنه و13544 في كيليس.
ومع تزايد أعداد اللاجئين السوريين بدأت السلطات التركية التي كانت تعمل بحماس في البداية لتلبية احتياجات اللاجئين، تشعر بوطأة الأمر، لاسيما مع غياب الجهود الدولية الفعالة لمساعدة دول الجوار المستقبلة للاجئين.
في زيارة سابقة قامت بها «المصري اليوم» إلى المخيمات التركية، كانت أكثر هدوءًا، إذ لم يكن العدد تجاوز وقتها بضعة آلاف، أما الآن فقد أصبحت ملامح الحياة المأسوية ظاهرة بصخب في كل ركن من المخيم.
وهناك إصرار من جانب اللاجئين على عدم العودة لبلادهم إلا بعد زوال نظام بشار الأسد، كما قال عمار عبد الله، أحد اللاجئين في مخيم قرية «بيويونجون» في هطاي.
وقال عبد الله إنه شاهد قبل خروجه الجيش السوري والشبيحة المساندين له «يقتلون كل شيء، سواء بشرا أو حيوانات.. يحرقون المنازل والزرع ويغتصبون النساء».
وأمّن وزاد عليه الحاج وحيد على كلامه، مؤكدًا أنه شاهد جنود «الأسد» بنفسه «يبقرون بطون النساء ويقطعون أثداءهن»، قالها وأقسم أنه رأى ذلك بنفسه وهو قادم من منطقة العين السوداء في سوريا، وكاد الخوف يقتله وهو يصطحب معه زوجته وبناته.
ويؤكد «الحاج وحيد على أنه «لن يغادر تركيا ويعود إلا عندما يتنحى «الأسد» وتبدأ محاكمته، وعندما ينتصر الجيش السوري الحر ويبسط سيطرته على كامل سوريا.
ورغم ما يعانيه هؤلاء اللاجئون من صعوبات في الحياة بالمخيمات، إلا أنهم يفضلون هذه الحياة على العودة لبلادهم في ظل الظروف الراهنة. ورغم تحذير الأمم المتحدة من أن المعارك في سوريا تشتد، لدرجة لم تعد بإمكانها وهيئات المساعدة الأخرى، معها، تلبية الاحتياجات الإنسانية للاجئين.
ولاتزال تركيا تكرر مطالبها للمجتمع الدولي بمساندتها في جهود مواجهة الأعداد المتزايدة من اللاجئين الفارين إلى أراضيها، فيما لم تتلق إدارة العمليات الإنسانية بالأمم المتحدة سوى 200 مليون دولار خلال مؤتمر المانحين بالكويت، من أصل 1.5 مليار دولار وعدت بها الدول المانحة لمواجهة احتياجات اللاجئين.
وتقول إدارة العمليات الإنسانية إن المبلغ نفسه الذي قدّرت الأمم المتحدة أنها بحاجة إليه لتأمين المساعدات الإنسانية في سوريا والدول المجاورة خلال النصف الأول من العام الجاري، لم يعد واقعيًا، وأن المزيد من الأموال لازم لتحقيق هذه الغاية، خاصة مع توقعات زيادة أعداد اللاجئين إلى مليون لاجئ خلال أشهر قليلة.