سوريا تحولت فى عام ونصف من إحدى كبرى كبرى المستضيفة للاجئين الفلسطينيين إلى واحد من البلدان المصدرة للاجئين، هؤلاء جاءوا إلى القاهرة هرباً من الحرب الأهلية التى بدأت بعد قليل من اندلاع الثورة السورية، وجهتهم كانت مصر لكنها تبقى بلداً مضيفاً فى النهاية وليست بمستقر، وهم أيضاً ليسوا زواراً عاديين أو سائحين.. إنهم لاجئون يبحثون عن مأوى وعمل ومدارس لأبنائهم فى مدينة 6 أكتوبر التى أصبحت الوجهة الأولى للاجئين السوريين.
«المعيشة كلاجئ ليست كمواطن حر فى بلدك كل ما يحيطك هو الخوف من المستقبل» بهذه الكلمات بدأت سمر سريويل «أم الثوار الأحرار» كما يلقبونها فى «دومة» حديثها عن حياتها كلاجئة فى مصر. فى منزلها البسيط، الذى ينقصه أبسط الأشياء الأساسية للعيش، فلا يوجد به إلا مرتبة واحدة فقط للنوم على الأرض، وكراسى بلاستيكية بسيطة، وتجلس طوال اليوم أمام جهاز اللاب توب تتابع من خلال فيس بوك وإسكايب، أحداث الثورة السورية، وتتابع أخبار ذويها فى «دومة» المنكوبة، حكت لنا عن أيام الثورة التى عاشتها قبل أن تأتى إلى مصر، قبل شهرين. «منذ بداية الثورة، والتظاهرات العنيفة التى تجتاح دومة، وتعامل النظام معها بأبشع الأساليب حيث فتح جنود النظام، وشبيحته، النار على المتظاهرين، منذ الأيام الأولى للثورة، كنت أشارك فى كل التظاهرات وأشاهد سقوط الشهداء والجرحى على الأرض، أمام عينى وتطوعت فى عمليات إسعاف ونقل الجرحى والمصابين، وفتحت بيتى للأطباء والثوار لتخبئة المصابين من أعين قوات الأمن، وعملت مع الجيش الحر فى تهريب السلاح والأدوات الطبية والمتفجرات..المزيد...
«خيرات المطبخ السورى» مبادرة لتشغيل ودعم اللاجئين السوريين فى مصر
قامت إحدى اللاجئات السوريات، بالتعاون مع 12 أسرة سورية لاجئة فى القاهرة، وسيدة مصرية مقيمة فى مدينة 6 أكتوبر، بعمل مشروع لتشغيل السوريين ومساعدة الأسر اللاجئة مادياً ومعنوياً وأطلقوا عليه مشروع «خيرات المطبخ السورى». تقول أم محمد صاحبة المبادرة: «منذ 11 شهراً وأنا وزوجى فى مصر، ويصلنا كل يوم أخبار عن تزايد عدد السوريين اللاجئين فى مصر، وكلهم بلا عمل، والدعم المادى لهم قليل جداً، فقررنا عمل هذا المطبخ لطهى الأكلات السورية، وتعريف المصريين بها، وبيعها، للمساهمة فى حل أزمة البطالة لدى اللاجئين السوريين...».