x

«مريم بورجين».. «سويسرية» تعزف بـ«ماكينة خياطة» في «أرض اللواء»

الأربعاء 13-03-2013 22:36 | كتب: أحمد الهواري |
تصوير : اخبار

فى ١٩ شارع محمد على العسيرى بمنطقة أرض اللواء، أقيم لمدة ستة أسابيع مشروع راديو فنى يقوم على مفهوم «الصوت الموجود فى المكان». وكان أكثر ما أثار دهشة الحضور من أهل المنطقة، فتاة كانت تستخدم صوت «ماكينة الخياطة» فى التفاعل مع الأصوات المختلفة المحيطة بها لتنتج قطعا فنية، وتنقل الصورة النمطية للمرأة التى تجلس وراء الماكينة لتكسب عيشها، إلى امرأة تجلس وراء الماكينة لتنسج أصواتا فنية.

«مريم بورجين»، فنانة سويسرية تعلمت فى جامعة زيورخ للفنون وحصلت على درجة الماجستير فى الفنون الجميلة من جامعة لندن سليد للفنون الجميلة. يتنوع عملها بين التركيبات والأداءات الفنية مستخدمة فى ذلك الفيديو والصوت إلى جانب تنفيذها أعمال سينوجرافيا للمسرح والمشاريع الفنية، كما تدرس فى عدد من المدارس الفنية. ومن خلال استخدامها وسائط مختلفة تتعامل مشاريعها الفنية مع مفهوم التفاعل الثقافى، فقد عملت على مشاريع راديو فى غرب أفريقيا دارت حول القصص والثقافة الشفهية. تعرف «مريم» فن الصوت بأنه «التعامل مع الأصوات بصورة تجريبية بما قد يؤدى إلى إنتاج ما يمكن اعتباره موسيقى، أو أصواتاً مثيرة للتفكير، وليست هناك حدود لما يمكن اعتباره فن صوت وما لا يمكن اعتباره فن صوت»، وهو يختلف عن الموسيقى فى أنه لا يستخدم آلات أو نوتة موسيقية.

«مريم» بدأت استخدام ماكينة الخياطة كأداة فنية منذ حوالى ١٠ أعوام، عندما كانت تعمل على مشروع راديو فى غرب أفريقيا، تقول: «فى غرب أفريقيا، كان العديد من الناس يعملون حولى بماكينة الخياطة كجزء من أعمال الورش التى نقدمها، وكان يمكننى الاستماع إلى أصوات عدة ماكينات خياطة فى الوقت نفسه، بل اعتدت النوم على أصواتها، التى لا تتوقف، وكانت تذكرنى فى نفس الوقت بأمى لأنها كانت تمتلك ماكينة خياطة. من هناك بدأت استخدام ماكينة الخياطة لإنتاح صوت فنى يعبر عن الاستمرارية ويصاحب الحكايات».

استخدام «مريم» لماكينة الخياطة أداة فنية أصبح أكثر تركيزا فى السنوات الست الأخيرة، وتطور استخدامها مرات عديدة، ففى البداية كانت تكتفى بصوت الماكينة الذى ينتج عن الاستخدام المعتاد لها، ثم بدأت فى التلاعب بالمحرك، ثم بدأت تضيف قطعاً معدنية إلى جوار الماكينة وتسجل الأصوات الناتجة عن اهتزاز تلك القطع المعدنية نتيجة عمل إبرة الخياطة، ثم وضعت خيطاً فى الماكينة يكون أحد طرفيه فى إبرة الماكينة بينما طرفه الآخر متصل به قطع مختلفة مثل كرة من البلاستيك أو القماش، واستخدام إيقاع تلك الكرة العشوائى، نتيجة تحرك الإبرة والخيط المتصل بها من انخفاض وارتفاع، على قطعة من المعدن أو آلة موسيقية مثل الدف لإنتاج أصوات، تقول: «هذا التلاعب حولها إلى ما يشبه آلة موسيقية بسيطة تعتمد على التجربة المتواصة حتى الوصول إلى النغمة أو الايقاع المطلوبين، والتطور الذى أدخله على الآلة يتوقف على المشروع الذى أشارك فيه، ففى مشروع (راديو لوا) صاحبت الماكينة أحد شعراء الفصحى الشباب أثناء إلقائه الشعر، على الرغم من أنى لا أتحدث العربية ولا أفهمها، كما صاحبت لمجموعة من مغنى الراب من أبناء المنطقة».

ترى «مريم» أن الأصوات فى مصر متميزه وغنية وحية مقارنة بسويسرا، وتتنوع الأصوات من مكان لآخر، فيوجد فرق كبير بين الأصوات فى أرض اللواء وهى أكثر حيوية لارتباطها بالعنصر البشرى من باعة جائلين وعمال فى ورش، والأصوات فى وسط القاهرة التى تنحصر فى أصوات سيارات مختلطة، والأولى تسمح بالتواصل مع الناس من خلال الموسيقى، وإيجاد لغة وسيطة بديلة.

تفرق «مريم» بين الآلة الموسيقية وماكينة الخياطة، فبينما يعتمد العزف الموسيقى على التحكم الكامل فى الآلة بناء على معرفة العازف الكاملة بكل الأصوات التى تنتجها آلته الموسيقية، تعتمد هى على التجريب ومحاولة إنتاج أصوات مختلفة من الماكينة، تقول: «الآلة هنا مختلفة، وتجبرنى أحيانا على اتباعها للوصول إلى شىء جديد باستخدام منطق التجريب، ويعد الوضع المثالى بالنسبة لى هو الوصول بماكينة الخياطة إلى مستوى يجعل تحكمى غير كامل، فأنا أحب أن أترك مساحة صغيرة من عدم التحكم، فالحياة نفسها ليست متوقعة بالكامل، وميزة العمل التجريبى تتلخص فى إتاحة الفرصة للأشياء الجديدة لكى تحدث».

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية