الرغبة فى التغيير جمعت 7 أصدقاء على فكرة واحدة، قرروا من خلالها لفت الانتباه إلى فنهم الذى يقدمونه دون أن يكون لهم جمهور، فكان اختلافهم ليس فقط فى الكلمات أو الألحان التى يغنونها لكن أيضاً فى الآلات التى يعزفون عليها.
«فريق الزبالين الغنائى».. هكذا اصطلح أصدقاؤهم على تسميتهم، ومرجعهم فى التسمية هو عزفهم على أدوات من المخلفات والقمامة، حيث يبحثون فيها عن الخشب والمعادن والبلاستيك ويجمعونها ويعزفون عليها مقطوعاتهم وأغنياتهم الغريبة.
القمامة بالنسبة لهم ليست فقط ذلك الصندوق الكبير الذى يلقون فيه فضلاتهم، إنما أيضاً هى محور فرقتهم الصغيرة المكونة من: نور أيمن ونير أسامة وعلى مراد وشهير إسكندر ويوسف صلاح وأحمد صفى الدين وأحمد الدهان.
بدأت الفكرة عندما أرادت إدارة الجامعة الاحتفال بأسبوع البيئة العالمى، فاتفق السبعة فيما بينهم على تقديم شىء مختلف، وهو توعية المواطنين بأهمية الحفاظ على البيئة بعدم إلقاء القمامة فى الشارع، حيث استعانوا بكل أدوات القمامة من: صندوق قمامة كبير وزجاجات مياه فارغة، ومواسير حديدية وقطع خشبية..
وغيرها للعزف عليها، وجاءت الكلمات معبرة تماماً عن الفكرة التى يريدون توصيلها: «لو انت فاكر نفسك شاب شديد/ خلى بالك يا ابن آدم ترمى زبالتك بعيد/ ما ترميهاش على الأرض ما تبقاش عبيط/ عشان نفسك وبلدك خليك نضيف/ إيه مميزات الراجل المثالى عند أنجيلينا جولى/ مش عايزه شاب غنى أو واحد دمه خفيف/ ولا عايزه شاب جيم أو واحد عنيف/ هى دايماً تحب الشاب المصرى النضيف»..
هذه الكلمات دفعت جمهورهم من الطلبة إلى تسميتهم بفريق «الزبالين»، وانتشرت فيديوهات أغنياتهم على مواقع الإنترنت بهذا الاسم دون أن يحددوا بعد اسماً لمجموعتهم، وهو ما رحبوا به ووجدوه معبراً عن فلسفتهم التى يريدون توصيلها، وهى الاستفادة من القمامة وعدم إلقائها فى الشارع. «إحنا ما اتربيناش على إننا نرمى الزبالة فى صندوق ولا اتعودنا على كده من صغرنا».. قالها شهير إسكندر، أحد أعضاء الفرقة، وهو يحكى دافعهم لتكوين فرقتهم:
«آه.. صحيح ساعات صندوق الزبالة اللى فى الشارع بيبقى مخروم فلما بترمى فيه كإنك بترمى فى الشارع بالظبط، بس إحنا برضه لازم يبقى عندنا ثقافة المحافظة على البيئة، علشان كده اخترنا إننا نعزف على أدوات من الزبالة علشان نجذب الناس للأفكار اللى عايزين نوصلها».
قدم فريق «الزبالين» أغنياتهم فى عدد من الأماكن مثل الجامعة الأمريكية وحديقة الأزهر وساقية الصاوى، واستطاعوا جذب عدد كبير من الجمهور، تفاعلوا مع كلمات أغنياتهم، ورغم تعلق جميع أعضاء الفرقة باسم «الزبالين» الذى أطلقه جمهورهم عليهم لكنهم قد يضطرون إلى تغييره فى حالة احترافهم الغناء هرباً من المواقف المحرجة التى قد يتعرضون لها بسبب الاسم.