حاولت الحكومة، الأحد، التقليل من مخاطر وصول أسراب الجراد إلى القاهرة، مبررة ذلك بأنه غير ناضج جنسيا، فيما أكدت مصادر لـ«المصرى اليوم» أن الساعات القليلة القادمة ستكشف الكثير عن أسراب الجراد، رغم محاولات أجهزة الوزارة احتواء الموقف، خاصة أنه قد يؤثر سلبيا على الصورة الذهنية عن وزارة الزراعة بأن جهودها غالبا ما تذهب أدراج الرياح.
جاء ذلك فى الوقت الذى قالت فيه مصادر رسمية بوزارة الزراعة إن مؤسسة الرئاسة انزعجت من أزمة الجراد التى تواجه البلاد حالي، خاصة بسبب خلط وسائل الإعلام بين الجراد والنظام السياسى الحالى، وأنه غير مسؤول عن وصول الجراد إلى مصر، فيما أكدت المصادر أن الرئيس مرسى يبحث عددًا من المقترحات الحكومية للحد من تكرار السيناريو السنوى لوصول الجراد إلى البلاد، أو تهديده للزراعة المصرية خلال السنوات المقبلة، ومنها إنشاء نظام إقليمى للرصد والمراقبة يكون مقره القاهرة. وقالت المصادر إن وصوله إلى مصر جاء نتيجة غياب دور السودان فى أعمال التقصى والرصد والمكافحة خلال مرور الجراد عبر الأراضى السودانية قادماً من إريتريا، قبل أن يصل إلى أماكن التكاثر الربيعى فى السعودية.
وذكرت المصادر أن من بين هذه المقترحات إنشاء صندوق إقليمى لمكافحة الجراد فى المنطقة العربية والأفريقية يتم تمويله من الدول التى تهددها هجرة الجراد أو يتكاثر فيها، فيما أوضحت أنه من المقرر أن يشارك فى تمويل الصندوق مصر والسودان وليبيا والجزائر والمغرب وتشاد ومالى والسعودية واليمن على أن يشارك فى تمويله عدد من المنظمات الدولية المعنية بمكافحة الجراد مثل منظمة الأغذية والزراعة والصندوق الدولى للتنمية الزراعية، بالإضافة إلى عدد من الدول المانحة بالاتحاد الأوروبى.
إلى ذلك حذر خبراء بوزارة الزراعة من مخاطر وصول أسراب جديدة من الجراد إلى القاهرة ومحافظات الدلتا خلال الأيام القليلة القادمة بفعل الارتفاع فى درجات الحرارة التى تسببت فى حدوث تغير فى اتجاه الرياح.
وأعرب خبراء عن تخوفهم من تحول الجراد إلى الطور الناضج جنسيا وتكاثره فى مصر بدلا من السعودية كما يحدث كل عام.
وقال الدكتور مسعد قطب، مدير المعمل المركزى للتغير المناخى، فى تصريحات لـ«المصرى اليوم» إن ارتفاع درجات الحرارة يكون إيجابيا على تطور حياة الجراد، موضحاً أن التقلبات الجوية وتغير اتجاه الرياح هى السبب فى وصوله إلى القاهرة، لأنه يطير مع اتجاه الرياح التى تتجه من الولايات الشمالية للسودان إلى جنوب مصر ومنها للمملكة العربية السعودية واليمن حيث موطن تكاثره فى فصل الربيع من كل عام.
وأوضح «مسعد» أن سيناريو الجراد عام 2004 لن يتكرر، وسيكون أقل ضررًا على المحاصيل الزراعية، لأن الجراد شن هجوما مفاجئا على مصر من ليبيا عام 2004، ولكن العام الحالى لم يكن مفاجئا.