قالت صحيفة «هاآرتس»: إن المعلومات الجديدة التي كشفت عنها وثائق تم الإفراج عنها من الأرشيف الإسرائيلي، حول مجزرة «الحافلة 300»، التي وقعت قبل 27 عامًا، تؤكد أن الجنود الإسرائيليين قتلوا أسيرين مكبلين منتمين للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين بتكسير جمجمتيهما بالحجارة، وأضافت الصحيفة: «التفاصيل الجديدة تشير إلى فساد المعايير المعمول بها في المخابرات الإسرائيلية، والتي لا تتناسب سوى مع جمهوريات الموز الظلامية».
واختطف أربعة مقاتلين فلسطينيين من قطاع غزة، منتمين للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، حافلة تقل إسرائيليين، في أبريل 1984، للتفاوض مع الاحتلال الإسرائيلي حول إطلاق سراح أسرى فلسطينيين.
وأطلق المقاتلون الفلسطينيون، خلال العملية، سراح سيدة إسرائيلية حامل، فسارعت إلى إبلاغ الشرطة الإسرائيلية، لتنتشر قوات جيش الاحتلال في طريق الحافلة، وتوقفها في دير البلح، بقطاع غزة، بعد وضع الحواجز على الطريق.
وأجرت عناصر من جهاز الأمن العام الإسرائيلي الداخلي «الشاباك»، مفاوضات مع المقاتلين استمرت 14 ساعة، قبل اقتحام وحدة من القوات الخاصة الإسرائيلية الحافلة، لتقتل جمال قبلان (18 عامًا)، ومحمد أبو بركة، في نفس العمر، وتأسر صبحي أبو جامع ومجدي أبو جامع، في نفس العمر أيضًا، لتقتلهما بعد ذلك بتهشيم جمجمتيهما بالحجارة، وتدعي أنهما قُتلا خلال الاشتباكات.
وكشفت عن القضية صحيفة «حداشوت» الإسرائيلية، التي تمكّن مصورها من التقاط صورة للأسيرين قبل إعدامهما، بينما يقتادهما مكبلين جنود إسرائيليون، ما يؤكد إعدامهما وعدم قتلهما أثناء الاشتباكات.
وتعرضت الصحيفة الإسرائيلية للإغلاق أربعة أيام بعد نشرها الصورة، قبل أن تُغلق أبوابها نهائيًا، بسبب عزوف الإسرائيليين عنها لكشفها القضية.