عاد الهدوء نسبياً، الخميس، إلى منطقة العمرانية بالجيزة، بعد الأربعاء العصيب، الذى شهد اشتباكات دامية بين قوات الشرطة ومتظاهرين مسيحيين، على خلفية وقف بناء مجمع خدمى كنسى، يقول حى العمرانية إن الأقباط حولوه إلى كنيسة بالمخالفة للترخيص، وتواصلت ردود الفعل الداخلية والخارجية حول الاشتباكات.
أمر المستشار الدكتور عبدالمجيد محمود، النائب العام، بحبس 157 متهماً فى الأحداث 15 يوماً على ذمة التحقيقات. وشيع الخميس قرابة 5 آلاف مسلم وقبطى بسوهاج جثمان مكاريوس جاد، الذى لقى مصرعه فى الأحداث، وأدان المشاركون فى الجنازة تصرفات المتظاهرين ورجال الأمن، مؤكدين أن البلاد لا تحتمل فتناً طائفية.
وفى تعليق مقتضب على الأحداث، قال البابا شنودة، بابا الإسكندرية، بطريرك الكرازة المرقسية، خلال عظته الأسبوعية، مساء الأربعاء: «جايلى أسئلة كثيرة عما حدث فى الجيزة، ونجع حمادى، لذلك أرجو من المحافظين ورجال الأمن أن يتناولوا هذه الأمور بحكمة وهدوء، لأن ربنا بيصبر، لكن لو غضب غضبه مخيف».
وتظاهر، الخميس، نحو 150 من النشطاء السياسيين أمام دار القضاء العالى، احتجاجاً على القبض على المواطنين فى العمرانية، مطالبين بالإفراج عنهم، ورفعوا لافتات تقول: «يحيا الهلال مع الصليب»، و«لا لمنع إقامة أماكن العبادة»، متهمين الأمن باستخدام القسوة ضد الأقباط.
من جانبه، أكد أعضاء مجمع البحوث الإسلامية فى اجتماعهم، الخميس، رفضهم الشديد لما شهدته الجيزة من اشتباكات بين الشرطة والمواطنين الأقباط، ودعوا الجميع إلى الاعتصام بالوحدة الوطنية، ونبذ الفتن والخلافات الطائفية.
وخارجياً، أدانت المنظمات القبطية الأحداث، وهددت منظمة أقباط الولايات المتحدة بإقامة دعوى أمام المحكمة الجنائية الدولية ضد الحكومة، بسبب ما وصفته بالاستخدام المفرط للقوة من جانب الأمن ضد أفراد عزل - على حد قولها - وحملت مجلس الشعب والحزب الوطنى ووزارة الداخلية مسؤولية العنف. وفى واشنطن، قال المتحدث باسم الخارجية الأمريكية فيليب كراولى إن بلاده تجرى مباحثات مع الحكومة المصرية بشأن ما حدث فى العمرانية، مشيراً إلى أن واشنطن ستستمر فى الإعراب عن قلقها من هذه الأحداث. وقال فى تصريحات، الخميس: «يجب التحقيق فى القضية»، مستبعداً وجود علاقة بينها وبين الانتخابات البرلمانية المقبلة