اعترفت جماعة الإخوان المسلمين بتقرير أخونة الدولة الذى قدمه الدكتور يونس مخيون، رئيس حزب النور السلفى للرئيس محمد مرسى، خلال الحوار الوطنى، الثلاثاء، وبررته بأن الاختيار كان وفق الكفاءة.
وتضمن التقرير الذى حصلت «المصرى اليوم» على تفاصيله أنه تم تعيين عدد من أعضاء الجماعة فى عدد من المناصب المهمة مثل مساعدى ووكلاء الوزراء ورؤساء المدن.
وأشار إلى تعيين عدد من الإخوان خلال الأشهر الثلاثة الماضية فى مناصب إدارية من المستوى الأول فى 8 محافظات، مثل عبدالله الشحات، وأحمد حسن النجار، مساعدى وزير المالية، ومحمد السروجى، مستشار إعلامى لوزير التربية والتعليم، بالإضافة إلى استشاريين ورؤساء قطاعات بالوزارة.
وأضاف التقرير أنه تم تعيين متحدث رسمى باسم وزارة الصحة والسكان، التى بها 4 مساعدين للوزير ورئيس قطاع منتمين للجماعة، مشيراً إلى تعيين 8 مستشارين فى وزارة التموين والتجارة الداخلية معظمهم مسؤولون عن توزيع الدعم، مثل أنابيب البوتاجاز والمخابز والسلع البترولية.
وكشف عن أن وزارة الشباب تمت أخونتها بالكامل من تعيين رؤساء مديرياتها فى مختلف المحافظات، وفى وزارة الأوقاف تم تعيين 3 قيادات منتمين للجماعة وتحديداً من قسم نشر الدعوة فى مناصب مستشارين ووكلاء مديريات.
ورصد حزب النور تعيين 12 رئيس مركز ومدينة بالمحافظات ومستشارين ونواباً ومديرى مكاتب للمحافظين إلى جانب أخونة الجهاز الإدارى فى 5 محافظات التى يقودها أعضاء بالجماعة ومعهم 13 مستشاراً ومحافظاً، وذكر أنه تم تعيين عدد كبير من الإخوان مستشارين فى وزارة الإعلام مع صلاح عبدالمقصود، وزير الإعلام، بالإضافة إلى أكثر من 15 رئيس تحرير صحيفة قومية، وفى وزارات المالية والإسكان والإعلام والطيران والعدل تم تعيين عناصر من الإخوان وأخرى محسوبة على الجماعة.
قالت مصادر مطلعة إن حزب النور أطلع الرئيس على إحصائيات صادرة عن أمنائه بالمحافظات، ورؤساء اللجان النوعية التى عملت على جمع معلومات عن الإخوان المعينين فى المناصب الإدارية العليا والجهاز الإدارى للدولة فى مناصب مستشارين ومساعدين ومتحدثين رسميين باسم الوزارات إلى محافظين ونواب ومستشارى محافظين، بالإضافة إلى رؤساء مراكز ومدن ووكلاء مديريات.
وأضافت المصادر ـ طلبت عدم ذكر أسمائها ـ فى تصريحات لـ«المصرى اليوم» أن قيادات الحزب قدمت تقاريرها للرئاسة خلال جلسات الحوار الوطنى الأول حول أخونة مناصب إدارية من المستوى الأول فى 8 وزارات.
وقال المهندس أشرف ثابت، عضو المكتب الرئاسى للحزب، إنه تم رصد هذه المعلومات من خلال أمناء الحزب بالمحافظات وموظفى الوزارات، مشيراً إلى أن الحزب تقدم بالمعلومات لرئيس الجمهورية منذ أسبوعين خلال وفد الحزب الذى التقاه، وكان رد الرئيس أنه لا يعلم عنها شيئاً. وأشار الدكتور شعبان عبدالعليم، عضو الهيئة العليا للحزب إلى أن «مخيون» قدم الملف إلى الرئيس، وبه الإحصائيات والتقارير والمعلومات التى تثبت صحة كلامه، مضيفاً: «إن الحزب أعطى الملف للرئيس للاطلاع عليه، ونتحمل مسؤولية كل ما فيه، وسنسعى للكشف عنه قريباً».
فى المقابل، اعترف أحمد عارف، المتحدث باسم جماعة الإخوان، بتعيين عدد من أعضائها كمساعدين للوزراء والمحافظين، قائلاً: «هؤلاء تم اختيارهم وفقاً لمعايير الكفاءة والجدية، ومن حق الوزراء اختيار الخبراء الذين لهم قدرة على أداء الأعمال بكفاءة».
وأضاف عارف، فى تصريحات لـ«المصرى اليوم»، أن تعيين مساعدين ومستشارين للوزراء والمحافظين لا يحتاج لنشر إعلان فى وسائل الإعلام، لأن الوزراء يختارون أصحاب الكفاءات دون النظر لانتماءاتهم السياسية، لافتاً إلى أنه لو خالف الوزراء قواعد التعيين، وستكون الجماعة أول من يتصدى لهم.
وتابع: هناك مغالطات فى المشهد السياسى، وهناك قوى سياسية لديها أخطاء فى تقدير أحجامها واختلال فى الوزن السياسى، وهذه الأمور ستنتهى بعد إجراء انتخابات مجلس النواب المقبلة، بعد أن تظهر القوة والوزن الحقيقى لكل القوى السياسية، وسيتم تجاوز هذه المرحلة وستتوقف هذه الاتهامات.
وأشار إلى أن الإخوان يتم إقصاؤهم منذ سنوات طويلة قبل أن تدخل قوى سياسية موجودة الآن على الساحة السياسية من الأساس، متسائلاً: «هل تريد القوى السياسية أن يستمر إقصاء الإخوان عن الوظائف المهمة؟».
واعتبر مصطلح «الأخونة»، الذى يستخدمه قيادات جبهة الإنقاذ خطة شيطانية لتشويه صورة الإخوان أمام الرأى العام مضيفاً: «فيما يخص التقرير الذى تقدم به حزب النور للرئيس، ويتضمن أخونة بعض المناصب، فهذا يأتى فى إطار التنافس الانتخابى والهجوم الانفعالى».