x

يونس مخيون: «الإخوان» تلجأ للسلفيين في الأزمات.. ولن نتحالف معها في الانتخابات (حوار)

الخميس 10-01-2013 23:43 | كتب: أسامة المهدي |
تصوير : نمير جلال

قال الدكتور يونس مخيون، الفائز برئاسة حزب النور السلفى، إن الاستقالات التى حدثت فى الحزب مؤخراً لم تؤثر على قاعدته أو شعبيته فى الشارع، وإن الحزب سيظل بقوته، ويركز فى الفترة الحالية على عقد المجمعات الانتخابية لاختيار مرشحيه لمجلس النواب.

وأضاف «مخيون» فى حوار لـ«المصرى اليوم» أن الحزب لا يفكر فى التحالف مع حزب الحرية والعدالة التابع لجماعة الإخوان المسلمين، وأنه لم يشارك فى التعديل الوزارى الجديد، لأنه مؤقت.. وإلى نص الحوار:

■ هل أثرت استقالات عدد من الأعضاء مؤخراً على الحزب خاصة عقب تأسيس حزب الوطن الجديد؟

- أعضاء حزب الوطن كانوا مستقيلين من النور منذ فترة طويلة بسب المشاكل والخلافات، أثناء الانتخابات الداخلية، وجميعها استقالات لا تؤثر على الإطلاق على قواعد الحزب، حيث لا يوجد بين المستقيلين قيادات كبيرة ونحن نمتلك قواعد كبيرة فى جميع المحافظات.

■ لكن المستقيلين اتهموك بالاشتراك مع الهيئة العليا بمحاولة السيطرة على مفاصل الحزب؟

- النور حزب قائم على المؤسسية فى اتخاذ القرار وما يتردد ينافى الحقيقة والهيئة العليا مشكلة من قيادات النور فى كل محافظة، والقرار يتخذ بالأغلبية لما فيه مصلحة الحزب، حتى إن قرار إجراء الانتخابات اتخذ وقت وجود تلك المجموعة، رغم أن الانتخابات يمكن أن تطيح بأى من أعضاء الهيئة العليا، ورغم ذلك مضينا لتشكيل الهيئات المنتخبة، وإقبال أعضاء الجمعية خير شاهد والمستقيلون منها لم يتعدوا 2٪.

■ كيف تفسر تدخلات الدعوة السلفية بالإسكندرية فى شؤون الحزب؟

- نحن الذراع السياسية للدعوة السلفية، ورؤيتنا وأهدافنا مأخوذة من المنهج الذى تربينا عليه، داخل الدعوة التى أسست وعملت لمدة 40 عاماً عانت فيها الأهوال والملاحقات الأمنية، وسنظل نقول ذلك والدعوة السلفية هى الأم، ونحن نقول أمام القاصى والدانى إننا الذراع السياسية لها، وفكرة تأسيس الحزب قائمة على أن القانون المصرى يحرم على منظمات المجتمع المدنى الاشتغال بالسياسة والدعوة جمعية مشهرة بوزارة التضامن الاجتماعى.

■ هل يفكر الحزب فى التحالف الانتخابى مع «الوطن»؟

- لو تم التحالف معهم سيكون تحالفاً مشروطاً، وأظن أن ذلك لن يحدث، وحزب الوطن قريب من فكر وأهداف وأفكار حزب النور، والأمر لم يطرح والفكرة غير مرفوضة، والنور مستعد للتحالف مع الأحزاب الإسلامية التى لها نفس الهدف، وهناك توافق بين الحزبين فى الهدف والرؤية.

■ هناك أزمة بين الحزبين حول استيلاء «الوطن» على عدد من المقار والمواقع الإلكترونية الناطقة باسم النور؟

- لا نريد تضخيم المسألة، خاصة أن المسألة فى طريقها للحل بعد تشكيل لجنة قانونية من الحزبين لحل الأزمة المالية بين الطرفين، وسيتم فى القريب العاجل فحص المقار وإرجاع المستندات والأوراق المتعلقة بـ«النور» بالإضافة إلى حل أزمة المواقع الإلكترونية، وكلها أمور لا تؤثر على الود والاحترام بين الطرفين، فهم أشقاء لنا اختلفوا ورحلوا عن الحزب.

■ ما سر الاعتذارات التى توالت قبل انعقاد الجمعية العمومية للحزب.. وهل هناك تدخلات من مشايخ الدعوة السلفية؟

- رئاسة «النور» مسؤولية كبيرة، ولا يسعى إليها أحد، إلا أن زملائى كلفونى بها، وحين عرض الأمر على الجمعية العمومية لفتح باب الترشيح أمامهم رأيت مدى حبهم، ولا وجود لتدخلات فنحن مؤسسة واحدة ونتعاون والجمعية العمومية تعقد أمام الجميع.

■ ما تقييمك للأداء السياسى لـ«النور» والدعوة السلفية بعد الثورة؟

- الدعوة السلفية والتيار السلفى عموماً خرجا بعد ثورة 25 يناير من مرحلة سابقة من التجاهل الإعلامى ونظام أمنى منع إظهار رؤيتنا لإصلاح مصر، لكننا استطعنا حين طرحنا رؤيتنا كسب ثقة الشارع المصرى، حملنا المسؤولية أكثر وطلبنا من شبابنا وقواعدنا استثمار هذه الثقة وأن يكونوا أهلاً لها.

والدعوة السلفية هى الكيان الوحيد وسط التيار السلفى الذى أسس على تنظيم، ومشايخه يتعاونون فيما بينهم ودوماً هناك تنسيق بين الأعضاء.

■ ما أول قراراتك بعد فوزك برئاسة الحزب؟

- سألتقى كل أعضاء الهيئة العليا، والقرارات ستكون بعد المشورة وأول القرارات سيكون استكمال بناء المؤسسات وتفعيلها داخل الحزب والاستعداد للانتخابات وسنتخد خطوات فى هذا الأمر فى جميع الدوائر وتفعيل اللجان النوعية والاستفادة بخبرات الشباب فى الحشد والعمل على توطيد العلاقة بين القمة والقاعدة والارتقاء بمستوى أبناء الحزب.

■ ماذا عن التجهيزات للانتخابات المقبلة؟

- انتهينا من إعداد المجمعات الانتخابية على مستوى المراكز والمحافظات، لاختيار جميع المرشحين وسننافس على 100٪ من مقاعد البرلمان، ونتوقع أن نحصل على الأغلبية فى مجلس الشعب، ونستهدف 250 مقعداً، ولدينا خطط جديدة ستطرح فى البرلمان المقبل.

■ لماذا انسحب باقى القيادات من انتخابات رئاسة الحزب؟

- أنا لا أسعى لمنصب، لكن ما حدث كان بتوفيق من الله وثقة أبناء الحزب بى، حيث إن طبيعتى السلفية تجعلنى لا أسعى للحصول على مناصب ولو كان هذا المنصب حصل عليه أحد غيرى، كنت سأكون أول المهنئين له، خاصة لما يجمعنا من علاقة طيبة.

■ ماذا عن التحالفات الانتخابية؟

- فكرة التحالفات الانتخابية مع أى أحزاب لم تطرح حتى الآن، وتحالفنا مع الحرية والعدالة غير وارد على الإطلاق.

■ هل يعنى ذلك وجود أزمة مع الإخوان؟

- لا يوجد خلاف فنحن أبناء تيار واحد، إلا أن «الحرية والعدالة» ليس لديه أرضية مشتركة مع النور، وذلك أساس أى تحالف انتخابى، والمنافسة السياسية حالياً هى القائمة لطرح تصورات «النور» وتحقيق الشعبية.

■ هل تلجأ الإخوان للسلفيين فى بعض الأمور؟

- هذا صحيح، الإخوان تلجأ فى بعض الأمور إلى التيار السلفى، عندما تشعر أنها فى مأزق، فهى تسعى إلينا فى الأزمات.

■ لو حصلتم على الأغلبية هل ستسمحون للإخوان بمشاركتكم فى الحكومة؟

- هذه النقطة سابقة لأوانها، لكن لو حصل النور على الأغلبية، سنكون قادرين على دفع كوادرنا لتشكيل الحكومة، والحزب يسعى الفترة المقبلة لتولى إدارة البلاد، وهذا يعنى أن نضع الرجل المناسب فى المكان المناسب.

■ ماذا عن مشاركة الحزب فى المظاهرات؟

- الحزب يشارك فى كل المظاهرات التى تهدف لمصلحة الوطن، التى لا تعطل مصالح البلاد، لكن نحن حريصون على أن تكون المظاهرات سلمية، لأن هناك من يريد إشعال الفتن وإحراق البلاد من التيارات الأخرى.

■ كيف مر التعديل الوزارى الجديد دون اختيار أحد من «النور» أو التيار السلفى؟

- التعديل الوزارى الحالى مؤقت، ونحن نرى أن الحكومة لن تستطيع أن تفعل شيئاً وكنا معترضين على تشكيل الحكومة من الأساس، ونحن نحمل الرئيس محمد مرسى، وحزب الحرية والعدالة مسؤولية ذلك لأن الحكومة ضعيفة وليست متجانسة، وعرض علينا بها وزارة البيئة، لكن رفضناها، وكان التمثيل صورياً لا قيمة ولا تأثير له، ولا نتحمل فشل الحكومة، ورأينا أن المشاركة فى هذه الحكومة ستعود بالفشل وإضعاف التيار السلفى.

■ ما تقييمك لأداء الرئيس؟

- من الظلم أن نحكم على رئيس ظل فى الحكم عدة شهور فقط، وجاء فى ظروف صعبة وانفلات أمنى، ومفاصل الدولة لاتزال فى يد النظام السابق، وتوجد قيادات أمنية ليست معه ولن تترك الفرصة له، وهناك خطأ آخر فى إدارة البلاد، هو القرارات المنفردة، ونحن نفاجأ بقرارات منفردة، ونرجو من «مرسى» أن تكون هناك مشاركة حقيقية للقوى الأخرى، ودليل القرارات الفردية هو صدور الإعلان الدستورى، الذى كان معيباً وكانت به أخطاء قانونية ودستورية، إلى جانب أنه اختار مستشارين غير أكفاء.

■ ما رأيك فى قانون المظاهرات؟

- هو قانون يقيد الحريات ويمنع الناس من التعبير عن آرائها.

■ فى تقديرك ما سلبيات الحزب؟

- الحزب به سلبيات بالطبع، وهذا شىء وارد، لكن نتعلم من تجاربنا.

■ ماذا عن علاقتكم بـ«الإخوان»؟

- العلاقة الإنسانية جيدة، لكن العلاقة السياسية يوجد بها شد وجذب واختلاف فى الرؤى والبرامج.

■ هل رؤية الحزب السياسية حالياً ستختلف عن فترة رئاسة الدكتور عماد عبدالغفور للحزب أم ستتغير؟

- لا نريد أن نتكلم عن الماضى، ونسعى لأن ندير البلاد لا أن نحكمها، وهناك فرق بين الحكم والإدارة، ومعنى الإدارة ألا ننفرد بالحكم لكن سيتم وضع الكفاءات فى أماكنها، والاستفادة من جميع الخبرات بصرف النظر عن الانتماءات، سواء كانوا إسلاميين أو ليبراليين.

■ ماذا عن دور المرأة فى «النور»؟

- المرأة سيكون لها دور كبير فى الحزب، لكن فى إطار الشريعة، ونرفض وضع المرأة فى ترتيب معين داخل قائمة الانتخابات البرلمانية المقبلة، وحزب النور ليس عدواً للمرأة كما يصوره البعض، ولا توجد شريعة على وجه الأرض أعطت المرأة حقها وصانت كرامتها مثل الشريعة الإسلامية.

■ «النور» لديه تواجد كبير فى سيناء.. ما أول قراراتك بالنسبة لقضية سيناء؟

- الحزب سيسعى للتواصل المستمر مع أهالى سيناء، ونرى أن سيناء مهملة ومهمشة منذ زمن، لكن من خلال أبنائنا فى حزب النور فى شمال وجنوب سيناء، سنسعى لإيجاد حلول لمشاكل أهالى سيناء.

■ بما ترد على الاتهامات التى وجهت إليكم بالتفريط فى الشريعة بالدستور؟

- ما عملنا فى السياسة إلا من أجل الإصلاح، ونعمل جاهدين للإصلاح قدر استطاعتنا، ومن الله علينا بهذا التمكين، بعد أن كنا مطاردين ولا نستطيع الاجتماع، وحزب النور حقق نصراً كبيراً بإخراج الدستور بصورة تحفظ الكرامة الإنسانية لكل المواطنين، وما يحقق مستقبلاً كريماً لكل المصريين، والله يعلم أننا لم نقصر، إذ خضنا معركة كبيرة للوصول إلى المأمول، حسب معطيات الواقع، وخضنا حرباً شرسة.

ونعمل حالياً على طى صفحة الماضى، وبدء مسيرة الإصلاح لتحقيق الشريعة الإسلامية، التى تحقق السلامة والطمأنينة لكل أفراد الشعب سواء كان مسلماً أو غير مسلم، ويجب تحرير مصر من كل أشكال التبعية بتحقيق الاكتفاء الذاتى فى كل المجالات، والعمل بجهد لإقامة دولة العدل، التى لن تتحقق إلا بالشريعة.

■ معنى ذلك أنكم تستعدون لمعركة جديدة بعد الجمعية التأسيسية للدستور وهى البرلمان من أجل الشريعة؟

- سنعمل جاهدين على ترجمة الدستور إلى قوانين وحقائق على أرض الواقع، وتنقية كل القوانين مما يخالف الشريعة الإسلامية، ولابد من التحالف بين القوى السياسية، و«النور» يحرص على التعامل مع الجميع.

■ ماذا عن الأقباط؟

- الإسلام بشريعته السماوية يضمن حرية ممارسة الشعائر، وهذا ليس منة منا بل حق، كما أمرنا ديننا، ونحن مأمورون بحماية الجميع، وأن يعيشوا فى أمن وأمان، ولا يسمع أحد لمن يخوفه من السلفيين.

■ متى تنتهى الاتهامات المتبادلة بين «النور» والمعارضة؟

- على القوى السياسية نقل الصراع من الشارع إلى موائد الحوار، خاصة بعد إقرار الدستور، الذى يعد بداية لدولة المؤسسات، وأنا كنت أحد القائمين على الحوار الوطنى، الذى نظمته مؤسسة الرئاسة، من أجل تقريب وجهات النظر، وسيظل «النور» يطالب بذلك.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية