قالت صحيفة «كريستيان ساينس مونيتور» الأمريكية، إن دعاة البرامج التليفزيونية "طغوا" على دعاة مشيخة الأزهر "العريقة" في مصر، مضيفةً أن فتاوى الأزهر كانت تلقى آذاناً صاغية من المغرب إلى أندونيسا إلا أنها فقدت "نفوذها" بعد وصول "أئمة التليفزيون" إلى عدد كبير من المشاهدين.
وذكرت الصحيفة ، في تقرير لها اليوم، أن الرئيس مبارك لديه "سيطرة كبيرة" على مؤسسة الأزهر، موضحة أن النظام المصري اعتمد على الأزهر بشدة من أجل إقرار السياسات ودعم حكم الرئيس مبارك، مضيفةً أن النظام يستعد لعملية "التحول السياسي الكبير" والتي سيكون فيها دور الأزهر "حاسماً".
وأوضحت الصحيفة أن الدكتور «أحمد الطيب» شيخ الأزهر، يواجه ما أسمته "معركة قديمة" وهي الحفاظ على استقلال ونفوذ الأزهر الشريف، مضيفةً أن هذه المؤسسة الدينية تعاني من "نقص المصداقية" في مواجهة ضغط الحكومة المصرية و"فقدان الشعبية" وسط زيادة تأثير دعاة التليفزيون والانترنت.
وتابع التقرير، " هذا الوضع صنع أزمة شرعية لمؤسسة يمتد تأثيرها من المغرب إلى أندونيسيا"، مضيفاً " في الوقت الذي تعد فيه تلك المشكلة خسارة للعالم اللإسلامي السني، إلا أن تأثير تراجع الأزهر يمثل مشلكة كبيرة داخل مصر".
واعتبرت الصحيفة أن زيادة عدد أئمة التليفزيون عمل على "تقليص" نفوذ الأزهر "بشكل هرمي"، مضيفةً أنه سمح بوجود ما أسمته بـ"ماركات بديلة" للإسلام مثل التقليد السلفي الذي يتبعه زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن.
وذكرت الصحيفة أن الوضع في مصر يشبه نظيره في باكستان حيث يتجه الناس إلى دعاة التليفزيون مثل «زاكير نايك»، مضيفة أن مراسلة الصحيفة قابلت عشرات الرجال في بنجلاديش حيث اتضح أن اثنين منهم فقط يعرفون معلومات محدودة عن الأزهر الذي صارع من قبل لخلق "جسر الهوة الثقافية" بينه وبين شبه القارة الهندية.