انتقد الدكتور عزازى على عزازى، محافظ الشرقية السابق، «جبهة الضمير» التى تم الإعلان عنها مؤخرا، حيث قال: «هذه جبهة فلول إخوانية بلا ضمير، ولدت من رحم التكتيك المسرحى لجماعة الإخوان». وأكد عضو مجلس أمناء جبهة الإنقاذ فى حواره لـ«المصرى اليوم» أن جبهتنا لا تسعى للوصول إلى سدة الحكم، إنما هدفها الانحياز إلى الشعب وتحقيق مطالب الثورة، والنظام الذى لا يراعى أهداف المواطنين تسقط عنه شرعيته.
وأكد« عزازى» أن مصر نضجت بما فيه الكفاية، ونرفض إنتاج مجلس عسكرى جديد، وإنما يبقى «الجيش المصرى» هو المؤسسة التى تستمد شرعيتها من التاريخ والرضا الشعبى، والأقدر على حفظ الأمن القومى فى ظل الظرف الاستثنائى الذى تمر به البلاد.
وإلى نص الحوار:
■ البعض يرى أن «جبهة الضمير»، التى تم الإعلان عنها مؤخراً، لمواجهة «جبهة الإنقاذ»..ما تعليقك؟
- هم يتحدثون عما يعتقدونه فى أنفسهم، مثلما يسمى شخص غبى نفسه «زكى»، أو شخص بخيل «كريم»، هم ليسوا جبهة ولا قوة سياسية، إنما هم فلول إخوانية لا ضمير لهم، ولو كانوا كذلك لاعترضوا على مواد الدستور أو أحداث الاتحادية، أم كان ضميرهم حينها ميتاً؟، وما الذى أيقظه؟، هل هو التكتيك الإخوانى المسرحى لخلق كيانات جديدة تعلق فى كل لحظة كما يعلق الإخوان؟
■ كيف قرأت الوثيقة الأمنية السرية المتعلقة بقوانين جديدة تمنح رجال الشرطة حق استخدام القوة بجميع صورها؟ وهل لهذه الوثيقة أن تحقق الوقيعة بين الشعب والشرطة؟
- هذه الوثيقة تؤكد أن الإخوان شركاء فى كل أحداث العنف التى حدثت فى مرحلة ما بعد «حبيب العدلى»، وأنهم حريصون على تمكينهم من الدولة حتى لو تم ذلك عن طريق العنف، ونحن بذلك ننتظر سيطرة الميليشيات وأمن الإخوان على أمن مصر ليصبح المناخ مهيئاً للحرب الأهلية.
■ ما مدى انعكاس تحقق سيناريو الحرب الأهلية على حكم الإخوان لمصر؟
- الإخوان بسلوكهم هذا يصرون على هزيمتهم بالضربة القاضية لا بالنقاط، ولو استجابوا لمطالب الشعب لحققوا نقاطاً إيجابية قد نتفق أو نختلف حولها، ولكنهم يستعجلون الضربة القاضية التى تنهى حكمهم للبلاد.
■ ما تقييمك للعلاقات المصرية الإيرانية، لاسيما بعد زيارة«أحمدى نجاد» لمصر مؤخراً، وما موقف جبهة الإنقاذ من هذا الملف؟
- نحن- كجبهة إنقاذ- لسنا ضد أى علاقة مع جميع الدول،عدا إسرائيل وهى خط أحمر تم تجريمه وتحريمه قومياً وأخلاقيا، ولكن بعد الرئيس الذى جاء بعد الثورة تربطنا بها حالة دفء لم تكن موجودة فى الماضى.
وفى مقابل علاقاتنا مع إسرائيل نخسر العلاقة مع إيران، وانقطاع هذه دام لأكثر من 34 عاما بسبب ما يتردد عن أن «إيران» تبحث عن تصدير المذهب الشيعى والثورة الإيرانية، وأقول إن مصر لا يمكن أن تخترق بسهولة، ولا ينبغى أن ننظر إلى إيران على أنها دولة طائفية، فى الوقت الذى ننظر فيه إلى اسرائيل كدولة صديقة، وهذه مفارقة غريبة ومذهلة، فالرؤساء الثلاثة «السادات» و«مبارك» و«مرسى» أصحاب فكر واحد فى العداء غير المبرر لإيران، ثم إن القطيعة مع دولة تتميز بتقدم اقتصادى وإنمائى وصاحبة ثانى احتياطى بترول فى العالم أمر غير معقول ويجب إعادة النظر فيه.
■ هذا يعنى أن علاقة مؤسسة الرئاسة لدولة إيران غير محددة ومتخبطة أحياناً؟
- نحن أمام رئيس مرؤوس،ولا يمكن أن نتحدث عن آليات صناعة القرار داخل الاتحادية، فالقرارات تأتى من خارج أسواره، وتدخل إلى القصر فقط لكى توقع وتختم ثم تتلى على الشعب، وهذه آفة لم تمر بها مصر طوال تاريخها الحديث، وهكذا هى رؤية الاتحادية لدولة إيران، وسوريا أيضاً، وبالطبع هى رؤية تتفق مع الاستراتيجية الأمريكية تجاه إيران، فالضوء الأخضر يجب أن يأتى من الولايات المتحدة.
■ هل قدمت قطر 250 مليون دولار لحركة حماس من أجل حماية الرئيس محمد مرسى كما تردد فى وسائل الاعلام؟
- للخبر ظلال، حتى وإن لم ينشر مدعوما بوثيقة تؤكد مدى دقته، فالمال القطرى يلعب دوراً يجعل مصر ليست فقط تابعة للولايات المتحدة، بل لقطر أيضا، فهى التى تقود التنمية والمشاريع اللوجستية فى قناة السويس بما يمثل خطراً حقيقياً على الأمن القومى المصرى لما يربط قطر بعلاقة حميمة مع دولة اسرائيل، ولذا تدفع الأموال لحماية الرئيس المصرى، فأى هوان هذا بعد ثورة كان شعارها «إرفع رأسك فوق أنت مصرى»
■ البعض يرى أن ثمة علاقة بين الهدنة التى وقعت عليها إسرائيل مع حماس، والهدوء النسبى فى سيناء، ولاسيما أن الرئيس مرسى ضامن لهذه الهدنة؟
- هذه الصفقة الرباعية التى تمت بين إسرائيل وأمريكا من طرف وحماس ومصر طرف آخر، تحقق فيها مالم تحلم به إسرائيل طوال السنوات الماضية وهو أمن إسرائيل، والآن يتلقى مرسى الثمن، باستمراره فى الحكم، وهو ما صرحت به الإدارة الأمريكية من قبل «نريد أمن إسرائيل وتأمين المرور فى قناة السويس، فالدعم الأمريكى تأخذ مقابله مواقف سياسية، وجاء مرسى ليقدم لهم أكثر مما يتمنونه، وإن كنت أرى أن مستوى التبعية للولايات المتحدة مستوى ردىء جداً.
■ كيف تفسر فتاوى قتل أعضاء جبهة الإنقاذ التى تصدر عن بعض رجال الدين على الفضائيات؟
- تعددت الفتاوى بحق جبهة الإنقاذ من اعتقالنا حتى إباحة دمنا، فهناك قائمة تهدد بقتل 8 من أفراد الجبهة ويأتى ترتيبى الخامس من سلسلة الاعتقالات، وأستعجب من فتاوى تصدر ضد مناضل مثل حمدين صباحى الذى اعتقل عشرات المرات من أجل الوطن، واحتج على السادات ومبارك، وفى عصر الإخوان تصدر فتاوى بقتلة، «إيه المسخرة دى...قتل وتخوين وتكفير»، لكننا سنقيم دعاوى قضائية بهذه الافتراءات.
■ تتهم «جبهة الإنقاذ» بالدعوة لإسقاط النظام، والانقلاب على الشرعية، ما تعليقك؟
- النظام الذى لا ينفذ إرادة الشعب ومطالب الثوار ليس له عندنا أى شرعية، فالشرعية مرهونة بتنفيذ مطالب الشعب والثورة والرئيس يعرفها ولا ينفذها، إذن فهو فاقد للشرعية، والمطالبة بإسقاطه فى الميادين حق ديمقراطى يمارسه الشعب بطريقة سلمية، وهذا يحدث فى العالم كله.
أما إذا نجحت جبهة الإنقاذ فى إسقاط الشرعية فهى جبهة قوية، ونتمنى أن تصل إلى هذا المستوى من التحريض،عندما ننادى بإسقاط الشرعية وتسقط، فهذا يعنى أن تلك الشرعية لم تعد قوية، وأذكر أن هذا ليس مطلب الإنقاذ، بل مطلب الكثير من المواطنين.
ونحن لم نفرض شروطاً، بل نقدم مطالب الناس وليس شروطا خاصة بالجبهة، ولتذهب جبهة الإنقاذ إلى الجحيم، وإن كان هذا لن يحقق شرعية الإخوان، لأن الشرعية تبنى على الرضا وليس على الإكراه، كما يفعل الإخوان فى تمرير الدستور وفرض قوانين على الشعب، وإن كان الإخوان يريدونها دولة بالإكراه «خليهم يورونا».
■ هناك دعوة فى الشارع تطالب بعودة الجيش إلى حماية الشرعية، أو تقلد زمام أمور البلاد.. ما ضمانات عودة شعار «الجيش والشعب إيد واحدة»؟
-علينا أن نتذكر حقائق تاريخية، وهى أن الإخوان لم يأتوا بشعار «الجيش والشعب إيد واحدة»، بل جاءوا لما روجوا له فى المجتمع وهو «يسقط..يسقط حكم العسكر»، وكانت مصر فى أقوى مراحلها التاريخية عندما تحقق شعار «الجيش والشعب إيد واحدة»، فالجيش هو المؤسسة الشرعية الوحيدة فى مصر التى تستمد شرعيتها من التاريخ والرضا الشعبى والاجتماعى، وهو المؤسسة الوحيدة القادرة على حفظ الإيقاع المؤسسى والاقتصادى للدولة فى هذه اللحظات الاستثنائية والانتقالية، ولاسيما أن الدولة باتت مفككة منذ عهد مبارك وازداد انهيارها الآن، فالعمود الفقرى للدولة هو الجيش المصرى، وهذا لا يعنى أننا نستعدى المؤسسة العسكرية على الإخوان، ولكن عندما يصبح الأمن القومى المصرى فى خطريجب أن يتدخل الجيش.
وأنا أرى أن الحل هو المجلس الرئاسى، وأنه حل تم فى دول كثيرة فى العالم وحقق توازنا سياسيا واجتماعيا، ومصر بحاجة إلى مثل هذا النظام.